أكدت غرفة تجارة وصناعة البحرين اهتمامها بتعزيز دور منظمة العمل العربية كونها المؤسسة العربية الوحيدة في نطاق جامعة الدول العربية التي تنفرد بخصوصية تمثيلها الثلاثي الذي يجمع أطراف العمل الثلاثة وهي الحكومات وأصحاب العمل والعمال، ما يستوجب الدور المستقبلي للمنظمة.
وأشارت الغرفة من خلال كلمة ممثلها وعضو مجلس إدارتها عثمان محمد شريف الريس في اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر العمل العربي المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ المصرية إلى أهمية صوغ رؤية مستقبلية لتطوير منظمة العمل العربية تلبي تطلعات قوى الإنتاج المنضوية تحت سقف المنظمة، وانتقد شريف في كلمته تقرير مدير عام المنظمة بشأن تلك الرؤية وقال إنها بعيدة عن توقعات قوى الإنتاج، وذكر أنه تطرق إلى مرئيات ومقترحات عامة لجميع المنظمات العربية باعتبارها مؤسسات للعمل العربي المشترك، فيما تنفرد المنظمة بخصوصية تكوينها وتركيبها الثلاثي.
وتطرق شريف في كلمته إلى أحد الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر وهو «الأنماط الجديدة للتشغيل» مسلطا الضوء على الوضع العربي المؤلم في مجال العلوم التقنية ومخصصات البحث العلمي المتدنية في البلدان العربية والتي لا تتعدى 0.2 في المئة من الدخل القومي وعلى الأسباب الفعلية لضعف مستوى العلوم والتقنية في الدول العربية مقارنة بدول العالم الأخرى, وهي الأسباب التي حالت دون دخولها إلى العصر الرقمي ما خلق فجوة رقمية هائلة بينها وبين الدول المتقدمة التي تقف في قلب «الثورة المعلوماتية».
وأشار إلى اقتصاد المعرفة الذي أحدث تحولات هائلة في أدوات ووسائل الإنتاج والتسويق والتمويل وتأهيل القوى العاملة وما نتج عن ذلك من ابتكارات وأنماط مستحدثة في مجال التشغيل بجعل اقتصاد المعرفة في مركز الصدارة في علاقات الإنتاج بين قواه عموما وبين الشركات والمؤسسات خصوصا، وقال إن المجتمعات العربية مطالبة في الوقت الراهن بمواجهة التحدي الأكبر المتمثل في تضييق الفجوة الرقمية القائمة ودخول اقتصاد المعرفة من اجل نقل الاقتصادات العربية إلى اقتصادات عالية القيمة المضافة، والمجتمعات العربية إلى مجتمعات المعرفة من خلال السيطرة على تقنية المعلومات والاتصالات وفروعها والمساهمة في صناعة المعرفة من خلال البحث الدائب عن حلول لمشكلاتها وفي مقدمتها المشكلات الاقتصادية ومشكلة البطالة لأن الاقتصاد المعرفي يوفر فرص عمل هائلة لأعداد كبيرة من الشباب عبر الأنماط الجديدة للعمل التي ظهرت نتيجة الثورة المعلوماتية.
ويناقش مؤتمر العمل العربي دورته الحالية التي تستمر حتى 17 الجاري الكثير من المواضيع المدرجة على جدول أعماله من بينها تقرير المدير العام لمكتب العمل العربي عن «منظمة العمل العربية، المسيرة والإنجازات، الصعوبات, رؤية مستقبلية»، والنظر في قرارات وتوصيات مجلس الإدارة، ومتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر العمل العربي السابق، والمسائل المالية والإدارية، وتطبيق اتفاقات وتوصيات العمل العربية، ومذكرة المدير العام لمكتب العمل العربي بشأن الدورة (96) لمؤتمر العمل الدولي القادم (جنيف - يونيو/ حزيران 2007)، وتعيين المدير العام لمكتب العمل العربي ( 2007 - 2011)، وتشكيل لجنة الخبراء القانونيين بمكتب العمل العربي ( 2007 - 2010)، الأنماط الجديدة للتشغيل, والاستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة العربية والتشغيل بين الواقع والطموح، وتحديد مكان وجدول أعمال الدورة (35) لمؤتمر العمل العربي (مارس/ آذار 2008).
... وتكريم بحريني ضمن رواد العمل العرب
كرمت منظمة العمل العربية نائب الرئيس السابق لغرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال حسن محمد زين العابدين ضمن 17 مكرما من رواد العمل العرب لمساهماتهم في مجالات عمل المنظمة والعمل العربي المشترك في السنوات الماضية.
وجاء هذا التكريم على هامش افتتاح الدورة «34» لمؤتمر العمل العربي الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية خلال الفترة 10 - 17 مارس/ آذار الجاري، بمشاركة وفد من غرفة تجارة وصناعة البحرين ممثلة بعضو مجلس إدارة الغرفة عثمان محمد شريف الريس والنائب السابق لرئيس الغرفة حسن زين العابدين ومستشار شئون العمل والمنظمات الدولية بالغرفة منذر الخور، ضمن الوفد الثلاثي لمملكة البحرين والذي يترأسه وزير العمل مجيد العلوي، والمكون من الحكومة (وزارة العمل)، وأصحاب العمل (غرفة تجارة وصناعة البحرين) والعمال (اتحاد عمال البحرين).
وقد تضمن حفل الافتتاح تكريم 17 مكرما من رواد العمل العرب الذين ساهموا بدور بارز وملموس في إثراء العمل العربي في كل مجالاته وقدموا خدمات جليلة إلى العمل العربي المشترك في مجالات اختصاص منظمة العمل العربية وأنشطتها المتنوعة وهم ينتمون إلى أطراف العمل الثلاثة من معظم الدول العربية ومن بينهم حسن محمد زين العابدين النائب السابق لرئيس الغرفة ومرشحها للتكريم وهو البحريني الوحيد ضمن قائمة المكرمين.
العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ