استبق وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس صدور قرار متوقع من مجلس الأمن بتشديد العقوبات بشأن بلاده، بتحذيره من مغبة تشديد العقوبات، مؤكدا أنها ستؤدي إلى إجراءات «مماثلة» من جانب إيران.

وأوضح متقي في مؤتمر صحافي خلال زيارة لسلوفينيا إن القوى الكبرى «ستتلقى الرد الذي يتناسب مع ما ستقرره: ففي حال اختارت الحل الدبلوماسي فإننا على استعداد تام للتجاوب والعكس بالعكس». وأضاف أن تقرير عقوبات جديدة على طهران «سيعقد الأمور على الجميع» موضحا انه لم يفقد «الأمل في التوصل إلى حل تفاوضي» لأزمة البرنامج النووي.

وجاءت تصريحات متقي في الوقت الذي من المقرر فيه أن يجتمع في نيويورك ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، لإعداد قرار جديد ضد إيران بعد رفضها تجميد تخصيب اليورانيوم.

في هذه الأثناء، اتخذ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد موقفا متحديا للدول التي تأمل أن تضع اللمسات الأخيرة على مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على بلاده قائلا إن بلاده لن تستسلم. وقال في خطاب ألقاه في إقليم يزد وسط البلاد «تجلسون كلكم معا وتتبادلون الأوراق. لكن كلكم مخطئون. انتم تعزلون أنفسكم... إذا تصورتم أن بوسعكم إجبار الأمة الإيرانية على الاستسلام فأنتم مخطئون».

وأكد الرئيس الإيراني إن بلاده «عزلت» القوى الكبرى المكلفة الملف النووي الإيراني. وقال إن القوى الكبرى «تقول إنها تريد عزل الشعب الإيراني، لكننا نقول لهم من تكونوا حتى تعزلوا الشعب الإيراني. الشعب الإيراني هو الذي عزلكم بعون الله».

ومن جانبه، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني سلوك مجلس الأمن الدولي تجاه بلده بأنه يدل على «رداءة خلق» وقال إن إيران «صامدة بقوة» عند موقفها في أن تصبح دولة نووية. وقال إن أي هجوم عسكري على بلده سيكون الرد عليه عسكريا كما انتقد «تلكؤ» روسيا في تشغيل محطة بوشهر النووية.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية إلى لاريجاني قوله بعد لقائه بزعيم «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان فتحي يكن، إن «أي سوء تقدير سيعود بالضرر عليهم»، وقال «إذا اعتمدوا طريق المحادثات فان إيران مستعدة للمحادثات لكنهم إذا لم يريدوا ذلك واستخدموا لغة القوه فان الرد الإيراني سيكون الصمود والمقاومة».

وردا على سؤال بشأن ما تردد أن المسئولين الروس طلبوا من إيران تعليق التخصيب لغرض تشغيل محطة بوشهر أجاب إن موضوع التعليق لا علاقة له بموضوع محطة بوشهر النووية. وقال «لا جدال بأن ثمة تلكؤا في تشغيل محطة بوشهر»، كما قال إنه يتعين على الحكومة الروسية تسوية هذا الموضوع. وردا على سؤال آخر فيما إذا كانت موسكو غيرت من موقفها بشأن ملف إيران النووي وذلك بمطالبتها طهران بتعليق نشاطات التخصيب قال إن «روسيا لا تقول ذلك أبدا وأعلنت في المحادثات بأنها تقبل بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية».

وردا على ذلك، أعرب رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو عن دهشته من موقف السلطات الإيرانية المتعلق بتمويل مفاعل بوشهر.

وقال كيريينكو «إنني مندهش من موقف طهران، وربما لم يتم إعلام السلطات الإيرانية بالحقائق كاملة». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن كيريينكو إشارته إلى أنه يعتقد أن الجانب الإيراني فقد الاهتمام بهذا المشروع، إذ لم يتغير الاتفاق منذ منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وأضاف «إن هناك حاجة لحل مسألة التمويل، إذ اتفقنا في طهران شهر فبراير/ شباط الماضي، وخلال المفاوضات الأخرى، على أن المشروع يمكن أن تموله دول أخرى، ويمكن أن تحصل طهران منهم على المعدات اللازمة».

أولمرت يستبعد الحل العسكري مع طهران

جنيف، القدس المحتلة - أ ش أ، أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن «إسرائيل» لا تؤيد اللجوء إلى الوسائل العسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال «لقد سبق وقلت، ولا أزال اعتقد، إننا نفضل حلا دبلوماسيا لهذه القضية، ولسنا متحمسين للحل العسكري». كما انتقدت «إسرائيل» بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقى في المؤتمر السنوي الخامس والستين لنزع السلاح في جنيف. وقال مندوب «إسرائيل» لدى المقر الأوروبي للمنظمة الدولية إيزاك ليفانون «إن متقي الذي وصف (إسرائيل) والولايات المتحدة بأنهما تشكلان تهديدا مباشرا على أمن الشرق الأوسط، أراد إبعاد الأضواء المسلطة على بلاده بسبب برنامجها النووي». وأكد السفير استعداد بلاده للتصدي لأي عملية قد تشنها إيران عليها، على حد زعمه.