العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ

مبارزة بين بوش وتشافيز وأميركا اللاتينية ترفض الاصطفاف

مونتيفيديو - فرنسواز قادري 

14 مارس 2007

نجح رمز اليسار الجديد في أميركا اللاتينية رئيس فنزويلا هوغو تشافيز في خطف الأضواء جزئيا عن الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء جولته في أميركا اللاتينية بقيامه بجولة موازية إنما من دون أن ينجح في حمل رؤساء الدول التي زارها على تبني مواقفه. وما أن بدأ بوش جولته في المنطقة الخميس الماضي حتى انطلق تشافيز في أعقابه فزار الأرجنتين فيما كان بوش يزور البرازيل والاوروغواي ووصل إلى بوليفيا حين كان عدوه اللدود في كولومبيا.

وتوجه تشافيز بعد ذلك إلى نيكاراغوا خلال محطة بوش في غواتيمالا وأخيرا إلى جامايكا وهاييتي أثناء المحطة الأخيرة المكسيكية للرئيس الأميركي.

وضاعف تشافيز انتقاداته اللاذعة لبوش فوصفه بـ «قائد الإمبراطورية» و»الجثة السياسية» المشرفة على نهاية ولايتها، وهتف الجمعة في بوينس ايريس أمام 35 ألف شخص يؤيدون موقفه «غرينغو، ارحل إلى ديارك» بحسب التعبير المستخدم في أميركا اللاتينية للإشارة إلى الأميركيين. لكن بمعزل عن اللهجة العدائية لخطاب تشافيز، فقد لفت الكثير من المحللين إلى انه «يكرر نفسه» مشيرين إلى لزوم أصدقائه الحذر وخصوصا بينهم الرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي تجنب الإدلاء بأي تصريح أثناء التجمع الذي نظم الأحد قرب لاباز وتخلله خطاب حماسي لتشافيز.

وقالت أستاذة العلاقات الدولية في كراكاس السا كاردوزو: إن «تشافيز نجح في لفت الانتباه لكنه كان وحيدا في التجمع الاحتجاجي في بوينس ايريس، من دون نظرائه من بوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا ومن دون الرئيس الأرجنتيني نستور كيرشنر».

من جهته قال الرئيس البرازيلي السابق فرناندو انريكي كاردوسو «إن هوغو تشافيز يحتل مقدم الساحة لكنني لست واثقا من أن يكون هذا الهدف الرئيسي لزعيم سياسي عوض القيام بما هو مفيد لبلاده». وبمعزل عن تشافيز، كان رئيس نيكاراغوا دانييل اورتيغا الزعيم الوحيد الآخر الذي انتقد بوش علنا ولو بلباقة، داعيا الولايات المتحدة إلى «الانسحاب من العراق واستخدام المال (..) لمساعدة أميركا اللاتينية على تحقيق التنمية».

وباستقباله تشافيز من دون المشاركة في تجمعه، قام الرئيس الأرجنتيني بمراعاة الطرفين لكن المحلل روسندو فراغا رأى انه «بات يعتبر اقرب إليه منه إلى معتدلين مثل البرازيل والاوروغواي»، مبديا خشيته من تراجع نفوذ الأرجنتين.

وذكر خبراء آخرون أن غالبية قادة أميركا اللاتينية لا يريدون في الحقيقة الاختيار ما بين الليبرالية المطلقة الأميركية والاشتراكية الجديدة البوليفارية التي يدعو اليها تشافيز، بل هم براغماتيون يحرصون على الحصول على بترودولارات من فنزويلا وإبرام اتفاقات اندماج إقليمي معها مثل اتفاق إنشاء بنك جنوبي، إنما من دون إثارة عداء دول أخرى يمكن الحصول منها على منافع.

وقال اختصاصي السياسة الدولية في جامعة ساو باولو تولو فيجيفاني انه «على رغم التباين في وجهات النظر، إلا أن دول المنطقة تعتمد بمعظمها مواقف متوازنة وتتحاور مع الجميع».

أما بوش، فأبدى حذاقة خلال جولته المحفوفة بالمخاطر والتي ترافقت مع تظاهرات ضخمة في البرازيل وكولومبيا وغواتيمالا، فتجاهل كليا عدوه تشافيز ممتنعا حتى عن التلفظ باسمه.

وأشاد الكثير من خبراء أميركا اللاتينية باستعادة الولايات المتحدة اهتمامها بجنوب القارة. ورأى السفير الفنزويلي سابقا لمدة أكثر من ثلاثين عاما ادموندو غوميز اوروتيا أن المواقف التي أعلنها بوش في الدول الخمس التي زارها «قد تبدو خجولة في أبعادها» لكنها تشكل «رسالة سياسية» تنذر بتغيير في الوجهة «قد تترتب عنه نتائج على المدى المتوسط».

العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً