لقد حقق العلماء المخترعون نجاحات كبيرة في مجال صناعة الأجهزة المعينة لذوي الاحتياجات الخاصة باختلاف فئاتهم والتي تعوضهم عما أحدثته الإعاقة من نقص عضوي ما سهل على الكثير منهم ممن توافرت لهم مثل هذه الأجهزة أن يشقوا طريقهم في الحياة ويصلوا الى الأهداف التي رسموها لأنفسهم بدرجات لا تقل مستوى عن أقرانهم من غير ذوي الاحتياجات الخاصة متجاوزين كل المعاناة النفسية التي تفرزها إعاقاتهم في تفاعلهم مع محيطهم.
الحاسوب الناطق أحد تلك الأجهزة وهو خاص بالمكفوفين إذ يمكنهم هذا الجهاز من القراءة والكتابة بشكل طبيعي والإستفادة من شبكة الإنترنت وتوظيفها في دراستهم وبحوثهم ومراسلاتهم من دون الحاجة الى مساعدة المبصرين كما كانت عادتهم قبل وجود هذا الجهاز، وليس من المبالغة أن نقول إن هذا الجهاز بمثابة عودة البصر لفاقديه وأنه ضروري للمكفوفين الطامحين للاندماج في مجتمعاتهم والإسهام فيها بفاعلية، لكن المشكلة التي تواجه المكفوفين وأولياء أمورهم وتحول بينهم وبين اقتناء مثل هذه التكنولوجيا وكما هو الحال مع بقية أجهزة المكفوفين الأسعار الخيالية لهذه الأجهزة التي لا تكون غالبا في متناول المستويات المعيشية لهؤلاء، وأنا أحد أولياء الأمور غير المتمكنين من مثل ذلك، إذ حاولت وأحاول منذ زمن ليس بالقصير أن أوفر هذا الجهاز لابنتي ولم أفلح حتى الآن للسبب المذكور فقررت كتابة هذه الكلمات ونشرها راجيا أن تمتد لنا يد من الأيادي البيضاء المبادرة دائما لفعل الخيرات لتعيننا على توفير هذا الجهاز لابنتي العزيزة التي طالما حلمت به لتستقل في قراءاتها وكتاباتها وتمارس كثيرا من شئون حياتها بدرجة كبيرة من الطبيعية والاستقلالية مثلما تحقق ذلك لكثير من المكفوفين، وكلي أمل وتفاؤل أن مسعاي هذا لن يخيب لدى أصحاب الأيادي البيضاء والنفوس الكبيرة في مجتمعنا الكريم، فجزى الله من يسعدني بإسعاد ابنتي الطامحة لاقتناء هذا الجهاز كل خير، (ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، والله ولي التوفيق.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1683 - الأحد 15 أبريل 2007م الموافق 27 ربيع الاول 1428هـ