قال معاون رئيس جمعية «حوار» راشد الغائب أن الجمعية استطاعت تحريك مياه بعض الموضوعات الراكدة التي ركنها مسئولون في داخل أدراجهم، وأعطت لصوت قطاعات المجتمع وهجا مميزا، وذلك من خلال تحركاتها المدروسة في إدارة بعض الملفات الشبابية.
وأوضح الغائب أن جمعية «حوار» ستواصل إطلاق وتنفيذ المشروعات الوطنية الهادفة لمختلف قطاعات المجتمع، وسيبحث مجلس إدارتها صيغا لتفاهمات وتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة، وزيادة آفاق التعاون بين الجمعية والمنظمات غير الحكومية في خارج البحرين.
وخلال مقابلة أجرتها معه «الوسط» للحديث عن نشاط الجمعية الصيفي، نوه إلى أن «حوار» لا تستهدف الشباب فقط، وإنما تعمل لعموم القطاعات الحية، ومعنية بجميع فئات المجتمع.
وتكلم عن بتفاصيل أخرى تتعلق بالبرنامج الصيفي في سياق اللقاء الآتي:
- ما هي أبرز فعاليات برنامجكم الصيفي لهذا العام؟
- أطلقت جمعية «حوار» برنامجا صيفيا تحت عنوان «صيف حوار» امتد لثلاثة أشهر وحظي برعاية إعلامية من صحيفة «أسواق».
البرنامج تركز على تنمية المهارات وتعزيز القدرات، وهو موضوع مهم يعالج جوانب القصور في المهارات الإدارية لدى الفئة المستهدفة للبرنامج، والمتمثلة في الشباب البحريني من الجنسين للفئة العمرية من 18 إلى 30 عاما.
برنامج «صيف حوار» تضمن باقة متنوعة من الفعاليات التدريبية التي ركزت على الجانب التفاعلي، وجرى تقديم ورش عمل كثيرة، من بينها: كيفية تلافي الأخطاء الشائعة في التخاطب، وتدريبات على مهارات القيادة وتنمية روح العمل الجماعي وكيفية مواجهة الخلافات، وورشة عمل عن كيفية مواجهة الأزمات الاجتماعية والمهنية والدراسية، وورشة عمل أخرى عن ترشيد الموازنة والإنفاق، وتدريبات لكيفية حل المشكلات بطريقة إبداعية، وفعالية لتحسين الخط، وورشة عن كيفية قراءة اللوحات الكاريكاتيرية، والتعرف على مهارات كتابة التقارير إضافة إلى زيارات ميدانية ستقوم بها الجمعية لعدد من المواقع السياحية والعلمية والصناعية.
فعاليات مجانية موجهة للشباب
كم بلغ عدد المشاركين فيها؟
- غالبية فعاليات الجمعية مفتوحة للعموم، وموجهة للشباب البحريني، وفي غالبية هذه الفعاليات لا نتقاضى رسوما على المشاركة، لأننا نعتبر ما نقدمه من فعاليات هي خدمة للمجتمع.
أما عن عدد المستفيدين فقد فاق المئة شاب وشابة، وهو عدد يتناسب مع إمكانات الجمعية الحالية، مع ضرورة الأخذ في عين الاعتبار أننا نعوِّل في عملنا على «الكيف» وليس «الكم»، إلا أن الحضور الواسع والرغبة الكبيرة من قبل الشباب في المشاركة بفعاليات الجمعية هو بحد ذاته شهادة نعتز بها وتجعل مسئوليتنا الوطنية أمام المجتمع تتضاعف.
في بعض الفعاليات نضطر لغلق باب التسجيل في المشاركة بالفعاليات التي تتطلب حضورا محددا، ولا تتوقع عدد الاتصالات والمراسلات الإلكترونية التي تنهال علينا وتطلب التسجيل لحضور الفعاليات.
ما الذي يميزها عن فعاليات الجمعيات الشبابية الأخرى؟
- ما يُميِّز جمعية «حوار» عن غيرها من مؤسسات المجتمع المدني، وليس الجمعيات الشبابية فقط، هو أنها جاءت لتشكيل إضافة نوعية للمجتمع المدني البحريني، الجمعية معنية بالشباب البحريني من الجنسين، وذلك نابع لأن هذه الفئة مهمة ومؤثرة في جسم المجتمع، ولكن «حوار» لا تستهدف فئة الشباب فقط، وإنما تعمل لعموم القطاعات الحية، ومعنية بجميع فئات المجتمع، ولجميع مناطق البحرين.
خطة عمل جمعية «حوار» هو ما يميزها مقارنة ببقية الجمعيات الأهلية، ربما تكون شهادتي مجروحة في تميزها وعملها، ولكن رغم ذلك فإنني أستطيع القول إن الجمعية استطاعت تحريك مياه بعض الموضوعات الراكدة، وأخرجت ملفات ركنها مسئولون في داخل أدراجهم، وأعطت لصوت قطاعات بالمجتمع، وخصوصا الشباب، وهجا مميزا، من خلال تحركاتها المدروسة والواثقة في إدارة بعض الملفات الشبابية، مثل موضوع خفض سن الانتخاب من 20 إلى 19 عاما، ومطالبة غرفتا البرلمان بتشريعات عادلة ومنصفة للقطاع الشبابي.
ولا يمكن إغفال دور الجمعية المؤثر في التحرك لسن تشريع لمناهضة العنف الأسري، وموضوعات أخرى كثيرة يطول الحديث عنها وفيها.
سأقول الكثير، ولكن عملنا أكثر، وما ينشر من تحركات واتصالات وفعاليات تنظمها جمعية «حوار» لا يضاهي حراك الجمعية على أرض الواقع.
جمعية «حوار» لن تتثاءب
هل تعتزمون الاستمرار في تنظيم هذه الفعاليات في السنوات المقبلة؟
- عمل الجمعية ليس موسميا، أيّ لن يقتصر على العطلة الصيفية، جمعية «حوار» لن تتثاءب، فهي شرعت في وضع مسودة رؤيتها ورسالتها الاستراتيجية، وسيعقد مجلس إدارة الجمعية اجتماعا قريبا لتقييم البرنامج الصيفي الذي نظمته الجمعية، وحظي باهتمام واسع وإشادات من مسئولين ومتابعين ومهتمين.
ومن المؤكد أن «حوار» ستواصل إطلاق وتنفيذ المشروعات الوطنية الهادفة لمختلف قطاعات المجتمع، وسيدرس مجلس الإدارة في اجتماعه المقبل مذكرة أعدتها اللجنة التنفيذية بالجمعية بشأن خطة العمل للأشهر المقبلة، وتصورات لتطوير الموارد البشرية بالجمعية، لكون أعضاء «حوار» هم العمود الفقري للجمعية.
كما سيبحث مجلس الإدارة صيغا لتفاهمات وتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة، فضلا عن صيغ لزيادة آفاق التعاون بين جمعية «حوار» والمنظمات غير الحكومية ذات الاختصاصات المشتركة في خارج البحرين، لتدعيم خبرة كوادر الجمعية ولتبادل الخبرة والتجارب.
ننتمي لمدرسة الأرقام والمعلومات
إلى أي مدى جاءت هذه الأنشطة متوافقة مع أهداف جمعيتكم المتعلقة بجمع البيانات والإحصاءات وتحليلها؟
- تعامل جمعية «حوار» مع المعلومات ليس جافا، إذ يشمل برنامج الفعالية وقفة لجوانب معلوماتية، مقدمو الفعاليات التدريبية والمشاركون يضيئون جوانب كثيرة مظلمة من خلال لغة الأرقام، وكما تعرف فإن «حوار» تنتمي إلى مدرسة الأرقام والمعلومات كما أعلن في وقت سابق رئيس الجمعية سيد عدنان جلال.
كلف مجلس الإدارة خلال الأسابيع الماضية فريقا من أعضاء الجمعية لإعداد تقرير بشأن حجم الكتلة الناخبة في سن 19 عاما، وذلك في إطار الحملة الوطنية لخفض سن الانتخاب من 20 إلى 19 عاما.
ومثل هذا التقرير الذي سيوضع على طاولة التداول مع صناع القرار والمستهدفين في برنامج الحملة، سيسهم في كسب التوافق المجتمعي الذي تسعى إليه جمعية «حوار» في موضوع خفض سن الاقتراع.
هل واجهتكم أية صعوبات أثناء تنفيذ برامجكم؟
- ما تواجهه الجمعية من صعوبات يتركز في الجانب الرئيسي في قلة مصادر التمويل للبرامج والأنشطة التي تنفذها الجمعية، وهذه المشكلة لا تقتصر على جمعية «حوار»، وإنما تشمل جميع الجمعيات الأهلية.
غياب التمويل المستمر يؤثر على ديمومة كثير من المشروعات والأنشطة، ولكن الرغبة المستمرة والطموح المتوقد لدى أعضاء «حوار» في الاستمرارية هي الدافع الرئيسي لاستمرار وهج جمعية «حوار» على الساحة.
أعضاء «حوار» يعلمون أن العمل التطوعي بيئة غير معبدة بالورد والياسمين، ولكنهم فخورون بالدور الأسمى في عملهم، وهو تنمية المجتمع والاهتمام بكوادره وموهوبيه والارتقاء بوطنهم والعمل على تعزيز ثقافة سيادة القانون
العدد 2536 - السبت 15 أغسطس 2009م الموافق 23 شعبان 1430هـ