لم يعد تقويم شركات القطاع الخاص في دولة الكويت يعتمد على ربحيتها وعلى بناء سمعتها، أو على مراكزها المالية فقط، إذ إنها انطلقت وتسابقت في توسيع نشاطاتها لتشمل ما هو أكثر من ذلك ودخلت لتشارك في تقدم وخدمة وتنمية المجتمع بقطاعاته كافة.
والدور الرئيسي الذي تلعبه تلك الشركات يتمثل في كونها المصدر الأساسي للثروة والتحديث وتوليد فرص العمل. كل ذلك يحتم عليها القيام بواجباتها الاجتماعية وفقا للمفاهيم الحديثة كما أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في عصر يتسم بالتغيير تحتم عليها ذلك.
ويضمن قيام الشركات بدورها تجاه المسئولية الاجتماعية إلى حد ما دعم جميع أفراد المجتمع أهدافَها ورسالتَها التنموية والاعترافَ بوجودها والمساهمةَ في انجاح أهدافها وفق ما خطط له مسبقا إضافة إلى المساهمة في سد احتياجات المجتمع ومتطلباته الحياتية والمعيشية الضرورية وخلق فرص عمل جديدة من خلال اقامة مشروعات خيرية واجتماعية ذات طابع تنموي. وأكد عدد من مديري العلاقات العامة في شركات القطاع الخاص بالكويت في لقاءات متفرقة اجرتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) معهم، أن المشاركة الاجتماعية لا تتمثل بمجرد الشعور بالمسئولية وانما باتت أمرا ضروريا لكسب المجتمع واحترامه وذلك من خلال خطة سنوية واضحة الأهداف والمعالم لمساعدة المجتمع ومحاولة تنميته بشكل فاعل.
وقال مدير العلاقات العامة في الشركة الوطنية للاتصالات عبدالعزيز البالول: «إن الشركة تلعب دورا استراتيجيا في دعم المجتمع الكويتي وتحفيز شبابه وإنها تتمتع بمسئولية كبيرة تجاه المجتمع الكويتي الذي نشأت في ربوعه وتنتمي اليه».
وأضاف البالول أن «(الوطنية) - منذ أن تأسست في العام 1999 - بنت استراتيجيتها على هذه المسئولية الهادفة إلى تنمية المجتمع ولعب دور محوري في دعمه بمختلف جوانبه». مبيّنا أنه بالاعتماد على استراتيجيتها هذه ساهمت بشكل فاعل في إيجاد الوعي بين الشباب وعملت على إرشادهم وعلى تبصيرهم نحو مستقبل واعد.
وأفاد أن جهود «الوطنية» تتنوع في خدمة المجتمع اذ تركت ولاتزال بصمات واضحة في الكثير من المناسبات الاجتماعية التي تولت رعايتها وساهمت في توفير كل الدعم المؤاتي لها كي تثمر.
وأوضح البالول ان «الشركة أدركت مبكرا الأثر الايجابي لدعمها في غالبية الأنشطة ولاسيما الرياضية والتربوية والبرامج الاجتماعية المتنوعة بهدف تحسين جودة الحياة وازدهار المجتمعات التي تقوم الشركة بخدمتها». مضيفا أنها «شديدة الحرص على تنويع خدماتها اذ تصممها بما يتلاءم مع احتياجات شرائح المجتمع المختلفة وتبذل كل إمكاناتها في سبيل أن تكون خدماتها ذات قيمة مضافة راقية لتضفي التميز على حياة عملائها في كل أوان ومكان».
من جهتها، قالت المدير التنفيذي لإدارة الاعلان والعلاقات العامة في البنك التجاري الشيخة نوف السالم العلي لـ (كونا) إن «البنك وضع المسئولية الاجتماعية ضمن أولوياته منذ انشائه العام 1960 إذ ينتهج سياسة متوازنة يسخِّر من خلالها جهوده وإمكاناته لخدمة المجتمع والمساهمة في تنميته وتوفير فرص العمل والتدريب وحماية البيئة بهدف المحافظة على ثروات الكويت الطبيعية».
وأشارت الشيخة نوف إلى ان «البنك يحرص على مواصلة تبرعاته السخية لدور الرعاية الاجتماعية والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية والحملات التوعوية والفعاليات الرياضية والثقافية وغيرها». ولفتت إلى ان زيادة الوعي لدى المواطنين تنعكس ايجابيا في تقدم ورقي المجتمع وأن البنك التجاري - بصفته جزءا من نسيج المجتمع - يحرص على المساهمة في حملات التوعية؛ لإنجاح البرامج والفعاليات التوعوية التي تنظمها الدولة أو الجمعيات التي لا تهدف الى تحقيق الربح.
أما مديرة العلاقات العامة في شركة الاتصالات المتنقلة خلود الفيلي فقالت ان «الشركة تبنت سياسة واضحة في التفاعل مع المؤسسات المدنية تطبيقا لمبدأ العطاء الذي يرسخ مفهوم المواطنة، ويرسي معايير البناء القويم لمجتمع يتميز بأنه مجتمع شاب مقارنة بمجتمعات باقي دول المنطقة». وأكدت حرص الشركة على الاستثمار في جيل الغد وتوجه عنايتها نحو تنشئة شباب يستشعر المسئولية تجاه وطنه في مرحلة مهمة من عمره ولهذا لا تدخر جهدا في دعم الأنشطة التي تتضمن إبراز المواهب والطاقات الكامنة في الشباب.
وعدّدت الفيلي مساهمات «إم تي سي» التي شملت الكثير من الأنشطة المختلفة منها الصحية والرياضية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والدورات الصيفية الهادفة إلى تسهيل انخراط الشباب في المجتمع الميداني وتقديم التدريب لاكتساب الخبرات بالمشاركة مع هيئات حكومية وخاصة تشمل جميع شرائح المجتمع.
وأوضحت ان هذه الجهود في خدمة المجتمع ساهمت في توطيد علاقات الشركة بمؤسسات الدولة والمجتمع الكويتي وأن الشركة ارتأت ان تزيد من دعمها هذه المشروعات التي تولي الأطفال والشباب والمبدعين الرعاية اللازمة التي توفر لهم الحافز نحو التقدم والنجاح. وبيّنت الفيلي ان «الاتصالات المتنقلة» تؤمن بأهمية المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع الكويتي سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كمبادرة تراها الشركة نوعا من رد الجميل لهذا المجتمع.
من جهتها، أوضحت مديرة العلاقات العامة في بنك الكويت الوطني منال المطر ان المسئولية الاجتماعية والاهتمام بقضايا المجتمع كانا على الدوام على رأس قائمة اولويات المصرف انطلاقا من موقعه مؤسسة مالية كويتية على المستويين المحلي والإقليمي.
وأكدت ان المصرف يعي أهمية الدورين الاجتماعي والإنساني المنوطين به باعتباره جزءا لا يتجزأ من المجتمع الكويتي، موضحة ان اهتمام المصرف بقضايا المجتمع وحرصه على النهوض بمسئولياته يأتيان في إطار المواطنة المؤسسية من خلال مشاركته ورعايته في دعم الكثير من المبادرات والمشروعات التي تعود بالفائدة على جميع المواطنين.
العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ