قالت رئيسة لجنة حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال بالرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة سمية الجودر إن عددا كبيرا من حالات الوفاة بين الأطفال المتعرضين لسوء المعاملة في المملكة نجمت عن تعرضهم لصفع الوجه الذي ينطوي على مخاطر كثيرة، فضلا عن نهي الإسلام له، مشيرة إلى أن الاعتداء العاطفي على الأطفال هو الأكثر حدوثا ولكنه لا يرصد.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها لجنة حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال بالرعاية الصحية الأولية يوم أمس في فندق ريفير، برعاية بنك البحرين الإسلامي، ومشاركة حوالي 40 من عناصر الشرطة وشرطة المجتمع، وتحدث فيها كل من رئيسة اللجنة سمية الجودر واستشارية طب العائلة وعضو اللجنة بشرى أحمد، واشتملت الورشة على مجموعة من التمارين وفتح باب النقاش بشأن مختلف النقاط التي تطرقت إليها الورشة التي تستمر إلى اليوم.
وأوضحت الجودر «كرّم الإسلام الإنسان ونهى عن صفع الوجه، وثبت طبيا أن أحد الأعصاب يمر بالوجه، ويسبب صفع الوجه إثارة سريعة للطفل فيتعرض لاحتمال الإصابة بالسكتة القلبية، أو يؤدي إلى إصابة عصب السمع وبالتالي إلى الصمم، كما أن هز الطفل الرضيع بقوة سلوك خاطئ تتبعه بعض الأمهات والخادمات لإسكات الطفل، في حين أنه يسبب للطفل نزيفا في شبكية العين، وإذا لم يكتشف هذا النزيف ويعالج مبكرا فإنه يؤدي إلى فقدان البصر، وهناك حالات أخرى من جراء هز الطفل بقوة تتمثل في حالات نزيف الجمجمة، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي والتخلف العقلي وفقدان السمع أو النظر».
وأضافت رئيسة اللجنة «ويؤدي الاعتداء على الطفل بالضرب المبرح إلى نتائج وخيمة، وتبدو على الطفل مؤشرات خطيرة يجب الانتباه إليها مثل المشكلات الدراسية واللامبالاة وعدم الاهتمام بالمظهر وغيرها من المؤشرات. وفيما يتعلق بالاعتداء العاطفي فيعتبر أكثر أنواع الاعتداءات حدوثا من قبل الآباء والمعلمين والمربين، ولكن معظم الناس لا يعون آثاره. بالنسبة إلى المدارس أحيانا يتم إطلاق الألقاب على بعض الأطفال مما ينعكس سلبا على شخصية الطفل وبالتالي يتأثر نموه. أما مؤشرات التعرض لإساءة نفسية فتتمثل في مشكلات وتأخر النطق وتأخر النمو وفشله أحيانا وعدم التناسق بين الطول والوزن على المنحنى الخاص بالنمو، كأن يبدو الطفل نحيفا جدا أو قصيرا جدا».
وفيما يتعلق بالمؤشرات السلوكية على تعرض الطفل للإساءة، ذكرت الجودر «يلاحظ على الطفل مص أصابعه وقد يلجأ إلى العض، وتكون لديه مشكلات في النوم أو مشكلات الانعزالية والعنف، أو التطرف في السلوك».
من جهتها، تحدثت استشارية طب العائلة وعضو اللجنة بشرى أحمد عن حماية الطفل في إطار الأسرة من خلال أساليب الثواب والعقاب، متطرقة إلى تعريف إساءة الوالدين بأنها جميع أشكال السلوك اللفظي وغير اللفظي التي تؤذي الطفل وتسبب له نوعا من الألم الجسدي أو النفسي وإهماله وعدم تلبية احتياجاته.
كما وتطرقت أحمد إلى الأثر التربوي على الطفل من تطبيق الثواب والعقاب قائلة «الهدف السيكولوجي للثواب والعقاب هو إثارة شعور الطفل بحيث يعيد النظر في سلوكه وتصرفاته ويقيمها من جديد، فيكون ذلك أساسا للتحسن الأخلاقي في شخصيته، فالثواب هو الشكل الإيجابي لتقييم سلوك الطفل لأنه يبعث في نفسه الفرحة والثقة والرضا عن الذات، وبالتالي تتولد عنده الرغبة في تكرار هذا السلوك للحصول على الثواب مرة أخرى. أما العقاب فهو نوع من الإدانة والرفض لسلوك معين قام به الطفل، وبالتالي تولد لدى الطفل مشاعر السخط والخجل والندم وعدم الرضا عن النفس، ويدفع الطفل إلى إيقاف هذا السلوك المرفوض بهدف استبعاد هذه المشاعر السلبية التي ولدها القيام به، والبحث عن أنماط سلوكية بديلة ومقبولة اجتماعيا».
وأضافت «يجب أن نستند إلى التصرف والدوافع الكامنة وراء السلوك، وليس نتائجه. وهنا نميز بين حالتين، الأولى إذا كانت النتيجة سيئة والدافع من ورائها إيجابيا، والحالة الثانية إذا كانت النتيجة حسنة والدافع من ورائها سلبيا».
وذكرت استشارية طب العائلة «ليست هناك طريقة محددة لعقاب الطفل، ولكن يجب مراعاة مجموعة من الملاحظات عند تطبيق العقاب، تتمثل في فهم الدوافع الكامنة وراء السلوك غير المقبول والنظر إلى العقاب باعتباره وسيلة للتأثير على سلوك الطفل، وعمر الطفل ومميزاته الفردية والظروف الحياتية المحيطة به، وأن يطبق العقاب حال حدوث الخطأ ولا يجوز تذكير الطفل وإذلاله بعمل سيئ قام به وعوقب عليه، وعند رفضه القيام بسلوك معين لابد من توضيح السلوك البديل المقبول».
العدد 1712 - الإثنين 14 مايو 2007م الموافق 26 ربيع الثاني 1428هـ