يعتقد بعض المستهلكين أن عموم التخفيضات التي يقوم بها التجار هي فرصة سانحة لصالحه لا تعوض، في حين يغفل المسكين أن غالبية عروض التخفيض التي تشتهر هذه الأيام هي للتخلص من البضاعة القديمة حتى يكون للبضاعة الجديدة المستوردة مكان في محل التاجر. فضلا عن أن السعر وإن بدا مخفضا إلا أنه لايزال أغلى بكثير من محلات أخرى.
تقول أم زينب التي تجلس بالقرب من المطاعم في بأحد المجمعات: «هذه التخفيضات تستغل المواطن من دون علمه، فهي تستفز ملله وحاجته إلى بعض الملابس الغالية ليقوم الإعلان عن التخفيض الأسبوعي الذي يستمر لمدة يومين بتحريك المواطن ودفعه إلى شراء ما كان يحتاجه وما لا يحتاجه ليفاجأ عند الدفع أن المبلغ لا يمكن تحمله».
ويشترك الموظف محمد مرهون مع أم زينب في أن هذه المحلات تضحك على ذقون المواطنين، فكثير من هؤلاء التجار يقومون بعرض إعلاناتهم على الراديو أو التلفاز تحت عنوان «تخفيضات هذا الأسبوع لا تفوتكم»، ما يجعل المستهلكين والمحبين للبضائع الرخيصة يلجأون إلى هذه المحلات من دون إدراك أن هذا التخفيض سيجبر المستهلك على دفع مبلغ أكثر من الأيام التي تعرض فيها البضائع بسعره العادي.
تعتبر إعلانات التخفيض الأسبوعي، الذي لا يستمر أكثر من مرتين، من الإعلانات المغايرة لإعلانات موسم التخفيضات، إذ إن المحلات التجارية التي تستخدم هذا النوع من الإعلانات يكون أسلوبها في العرض مختلفا، فهي تفاجئ جماهيرها في الساعة الثامنة صباحا برسائل قصيرة عن وجود تخفيض، إلى جانب توجيه إعلان عن التخفيض في التلفزيون والراديو مع اعتماد تكرير الدعاية أكثر من خمس مرات في الساعة الواحدة، ويعتبر هذا النوع من الإعلانات التي تجذب المستهلكين من دون معرفتهم.
هذه الإعلانات لا توجه إلى سوق الجمهور المستهدف فقط، بل تصل حتى إلى الجمهور غير المستهدف، فالمستهلك الذي لا يتردد على مجمع السيف على سبيل المثال عند سماعه بأن هناك تخفيضا لمدة يومين بنسبة 50 في المئة في أحد المحلات المشهورة هناك فإنه من دون تردد يقوم بالتوجه إلى هذا المحل وشراء ما يحتاجه وما لا يحتاجه. لذلك فإن هدف المحل تحقق من ناحيتين، الجمهور المستهدف استجاب لنداء التخفيض وسارع إلى المحل، والجمهور غير المستهدف استجاب أيضا إلا أن ردة الفعل تجاه هذا الإعلان تختلف من جمهور إلى جمهور، وتعتمد على وعي المستهلك.
ومع استغلال أصحاب المحلات جيوب المستهلكين، يسأل البعض عن مدى صدق هذه التخفيضات، وخصوصا أن الغالبية تؤكد أن هذه التخفيضات تعرض البضائع القديمة وتقدمها إلى المستهلك الذي لا يعي أن هذه البضائع قديمة بسبب فرحه بوجود تخفيض في أحد محلات الماركات المشهورة التي تعتمد على هذا النوع من التخفيضات بصورة كبيرة.
العدد 1731 - السبت 02 يونيو 2007م الموافق 16 جمادى الأولى 1428هـ