يمكن اعتبار ان التوقعات صحت جزئيا ببلوغ سان انطونيو سبيرز وكليفلاند كافالييرز الدور النهائي في الدوري الاميركي للمحترفين في كرة السلة، إذ يستهلان المواجهات المباشرة اعتبارا من اليوم (الخميس)، بعد موسم طويل انقلبت فيه الأمور رأسا على عقب، وخصوصا مع تساقط أبرز المرشحين في مستهل الأدوار الاقصائية «بلاي اوف»، امثال صاحب أفضل سجل في الموسم العادي دالاس مافريكس والقوي وصاحب الاداء الممتع فينيكس صنز. وبشأن خروج دالاس من الدور الأول في الـ «بلاي اوف» الأنظار إلى موقعة سان انطونيو وفينيكس مع اتفاق الجميع أن الفائز فيها سيعبر إلى النهائي الكبير من دون إحراج كبير، علما أن المراقبين أشاروا دائما إلى أفضلية نسبية لسان انطونيو الساعي إلى حصد لقب رابع في مدى تسعة أعوام. وفي موازاة التوافق على اعتبار فريق ولاية تكساس المرشح للظهور على مسرح الاستعراض الأخير، فإن فريقا آخر صبت الترشيحات ناحيته للعبور بدوره إلى النهائي، وهو ديترويت بيستونز الذي قدم أداء جماعيا يعد الاكثر تميزا على الإطلاق بين الفرق اجمع، لذلك فترشيحه لتخطي كليفلاند كافالييرز في نهائي المنطقة الشرقية كان منطقيا نوعا ما وتعززت الفكرة بعد تقدمه بانتصارين نظيفين في مستهل سلسلة المباريات بينهما.
إلا أن «ملك» كليفلاند ليبرون جيمس وعصبته الشابة أطاحوا بالتوقعات محولين تخلفهم إلى انتصار تاريخي 4/2، ليمهدوا إلى صورة يصعب توقع ألوانها الاحتفالية في المحطة الأخيرة والأهم في هذا الموسم المشوق.
إذا ستكون حيوية شبان كليفلاند المتحمسين أمام خبرة سان انطونيو الذي اعتاد الارتقاء الى مستوى التحدي في الأعوام القريبة الماضية، في ظل أمر لافت أن الفريقين مطعمين بالعناصر الأجنبية اللاتينية والأوروبية التي لعبت دورا أساسيا في بلوغ فريقها هذه المرحلة المتقدمة، وهذا ما سيضفي طابعا خاصا على المواجهة المرتقبة وسط الخليط من الأساليب المتنوعة التي يضيفها كل منهم إلى طريقة لعب فريقه. ويدرك سان انطونيو سبيرز أن الخطر الأكبر الذي سيكون محدقا بحظوظه سيأتي ناحية جيمس، على رغم أن ثقة رجال المدرب غريغ بوبوفيتش يفترض أن تكون كبيرة بالنظر إلى خبرته ومستواه طوال الموسم (58 انتصارا و24 هزيمة مقابل 50/32 لكليفلاند) وطريقة لعبه التي وصفها البعض حديثا بالمملة، كون الفريق عمد في مواجهة يوتا جاز في الدور النهائي للمنطقة الغربية إلى تأمين الفوز متجاهلا النواحي الاستعراضية التي تميز دوري العمالقة. إلا انه يتوقع ألا تكون هذه النقطة السلبية طابعا يرافق سان انطونيو في النهائي، كونه سيواجه فريقا هجوميا، مع الإشارة إلى أن سبيرز ليس معتادا على الاندفاع نحو الهجوم بتهور، فالمدرب بوبوفيتش اضفى «الانضباط العسكري» الذي عاشه أيام انخراطه في الجيش الأميركي، إلى مجموعته، وهذا ما تناسب مع الوافدين من خارج «بلاد العم سام» امثال الفرنسي طوني باركر والبديل الناري الأرجنتيني مانو جينوبيلي ومواطنه فابريتسيو اوبرتو. واعترف بوبوفيتش نفسه بأنه تفاجأ مثل الكثيرين بما اقدم عليه كليفلاند، قائلا: «فعلا لقد صعقوا الجميع»، ومسقطا ما قيل عن أفضلية كبيرة لفريقه على منافسه على رغم انه سيخوض أول مباراتين على أرضه «سان انطونيو ارينا» ابتداء من غد الخميس. ويتوقع ان تتمحور خطة بوبوفيتش على إيجاد الطريقة المثلى لإيقاف جيمس، وهو الأمر الذي عجز عنه مدرب ديترويت بيستونز فليب ساندرز في نهائي الشرقية، فهذا الشاب الذي لم يتجاوز الـ 22 من عمره وضع نفسه في شكل مبكر بين كبار اللعبة (بدأ مسيرته الاحترافية العام 2003)، معيدا إلى الأذهان ما فعله «الأسطورة» مايكل جوردان (ارتدى القميص رقم 23 على غرار جيمس) الذي لطالما اخذ فريقه شيكاغو بولز على عاتقه ملهما إياه في الاوقات الحاسمة، وقد كان الاخير على الموعد ليشيد بقدرات «الملك» بقوله: «يظهر جيمس علامات العظمة في كل مباراة كبيرة. هذا ما يتوقع منه، وهذا يحتاج إليه الدوري الأميركي وكليفلاند على حد سواء». وتأتي تصريحات جوردان بعد المباراة الخامسة التي فاز فيها كليفلاند على ديترويت بفضل 48 نقطة من جيمس الذي سجل 29 من نقاط فريقه الـ 30 الأخيرة، وهذا ما دفع عملاق سان انطونيو تيم دنكان الذي حاز ثلاث مرات لقب أكثر اللاعبين قيمة «ام في بي» إلى دعوة زملائه للتركيز على تكبيل حركة جيمس، على رغم أن الفريق يضم مواهب أخرى أمثال الليتواني زيدروناس ايلغاوسكاس والبرازيلي نيني ودانيال غيبسون ودرو غودن، الذين يعدون الرجال الأساسيين في مجموعة المدرب مايك براون الذي سبق أن قاد فريقه إلى الفوز في مواجهتيه مع سان انطونيو خلال الموسم العادي.
العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ