أنا أعمل في مؤسسة بمهنة مخلص معاملات، وفي يوم الثلثاء الموافق 5 يونيو/ حزيران الجاري ذهبت لتخليص بعض المعاملات الخاصة بالعمال الأجانب التابعين للمؤسسة التي أعمل بها، إذ إني قبل نحو أسبوع تقريبا قمت بحجز موعد مسبق لإنهاء معاملاتي، وبذلك تم اعتماد يوم الثلثاء الساعة 10.30 موعدا لي.
ذهبت إلى قسم المواعيد بالإدارة المعنية لتسلم رقم الموعد الخاص بي، وكان الوضع هناك فوضى وعشرات المراجعين داخل هذا المكان الصغير الذي لا يدل على أنه يخص جهة رسمية حكومية خدماتية، بل على العكس كأنه سوق عامر بالناس والفوضى وعدم التنظيم.
وبعد وصولي إلى «الكونتر» الخاص بتسليم الأرقام كانت حالتي حالة من الفوضى ومن عدم التهوية الجيدة في ذلك المكان الصغير الضيق. قمت بسؤال الموظف عن رقمي فرد قائلا: انتظر إلى الساعة 10.30 بحسب موعدك، فقلت له: باقي عشر دقائق، فقال «لا، أهني نمشي على نظام». وبعد دقائق سلمني رقمي، ورحت إلى مكان انتظار المناداة على الأرقام، ولكن عندما دخلت وجدت المكان فوضى وزحمة والمراجعين «عالم على بعض». سألت أحد الموجودين عن الزحمة، فرد بقهر وقال: «النظام لا يعمل وهو معطل منذ الصباح والرقم يتعدى 14 وهذي حالتنا بين يوم والثاني»، فذهبت إلى أحد المسئولين وسألته: ما العمل؟ فقال بكل برود «تعال باجر وما عندي حل إليك»، وراح عني وكأني فاض لآتي كل يوم إلى هذه الإدارة!
خرجت من هناك خالي الوفض إلا من البهدلة ومضيعة الوقت، وفي اليوم التالي (الأربعاء 6 يونيو) ذهبت من الصباح ومعي رقمي الخاص باليوم الذي سبقه، وكان هناك كرسي طويل مخصص لمراجعي ذلك اليوم الذين لم يصل إلى رقمهم بسبب العطل المذكور. وانتظرت على هذا الكرسي من الساعة 7.40 إلى الساعة 11.30.
وبعد وصولي إلى «الكونتر» سلمت معاملاتي وكانت عشر معاملات، وبقيت واقفا على رجلي نحو 45 دقيقة عند «الكونتر» وكلما سألت الموظفة عن التأخير قالت هذا سببه بطء النظام، وبعد فترة الوقوف تسلمت معاملاتي خالصة وما بقي إلا الطباعة، ذهبت إلى «الكونتر» الخاص بالطباعة، فإذا بهم يقولون «الطابعة اليوم معطلة ما تطبع. خل الأوراق وتعال باجر»! وكأن هذه الإدارة «ما فيها شيء صاحي»! فالمكان غير مهيأ للمراجعين من حيث الحجم والتهوية والنظافة، ويحتاج إلى صيانة ضرورية، ونظام الكمبيوتر بطيء جدا ويحتاج إلى تطويره للسرعة ولتفادي حدوث عطل أو خلل فيه، وجهاز مناداة الأرقام معطل لا يعمل منذ فترة ولم يتم استبداله أو حتى إصلاحه، والبديل عنه شخص ينادي بأرقام وهذا يسبب عدم سماع المراجعين لأرقامهم، ما يتسبب في تفويت دورهم، كما يجب على المسئولين منع الهاتف النقال أثناء وقت العمل ومتابعة الموظفين ومراقبتهم في أداء عملهم، وذلك لعدم ترك مجال للتسيب وتضييع الوقت.
أسئلة إلى مسئولي هذه الإدارة: من المسئول عن ضياع وقت المراجعين؟ هل من المعقول أن ينتظر المراجع ثلاثة أيام لإنهاء معاملة، لا تستغرق من الوقت سوى ساعة أو ساعتين بالكثير؟ هل يدل هذا الوضع على أننا في بلد متقدم علميا، أم يدل على العكس؟ إلى متى ستظل هذه الإدارة بهذا الشكل الفوضوي غير المقبول لدى الجميع؟ لو كان أحد مسئولي هذه الإدارة مكان أي مراجع، هل سيرضى بالوضع المذكور؟
محمد الناصر
العدد 1742 - الأربعاء 13 يونيو 2007م الموافق 27 جمادى الأولى 1428هـ