العدد 1780 - السبت 21 يوليو 2007م الموافق 06 رجب 1428هـ

أخطار جسيمة تنتظر الأطفال في لعبة الـ «Play Station»

تتسبب في الشعور بالعزلة والانطواء على النفس

الوسط - محرر الشئون المحلية 

21 يوليو 2007

أصيب عدد كبير من الأهالي بالقلق على أبنائهم لدى محاكاتهم للعبة البلاي ستيشن، في الوقت الذي تناقلت فيه وسائل الإعلام مواضيع عدة تدور في الإطار نفسه، بالإضافة إلى أخبار أخرى كثيرة مشابهة تكشف الأبعاد السلبية لألعاب الفيديو، وخصوصا «البلاي ستيشن» وتأثيراتها النفسية على الأبناء.

سعت «الوسط» في هذا التقرير السريع إلى مناقشة تأثير ألعاب البلاي ستيشن على الأطفال بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال استطلاع آراء عدد من الأمهات اللاتي هن الأقرب إلى الأبناء والأكثر احتكاكا بهم من خلال التربية ومعرفة سلوكياتهم اليومية والطبيعية بداخل المنزل وخارجه ومع كل الأشخاص، وكذلك استأنسنا برأي أكاديمي عن هذه المشكلة والحلول المطروحة لاحتوائها.

4 ساعات «بلاي ستيشن »يوميا

في البداية تقول زهرة الماجد (30 عاما) ولديها 3 أطفال أكبرهم ابنها مهدي الذي يبلغ من العمر 12 عاما إنها «تعاني من تعلق ابنها المفرط بألعاب البلاي ستيشن إلى درجة أنها ملأت كل أوقات فراغه، إذ يبلغ معدل الساعات التي يقضيها يوميا في اللعب (خلال أيام الأسبوع) ما بين ساعتين وأربع ساعات. أما في عطلة نهاية الأسبوع فتصل الساعات إلى ست يوميا». وأضافت «يستيقظ ابني مبكرا ليتمكن من كسب الوقت في اللعب دون أن يزعجه أي من أفراد الأسرة عند رغبتهم في مشاهدة برامج التلفاز، في الوقت الذي لوحظ عليه تعكر المزاج دائما، ما ينعكس على علاقاته مع إخوته الصغار».

غياب الرقابة على الأشرطة المنسوخة

وأكملت أم مهدي «يعيش ابني أحيانا في عالم افتراضي لكونه يتكلم عن ألعابه باستمرار، ناهيك عن أنه لا يرضى بالخروج مع أصدقائه إلا الذين يتفقون معه في ألعابه الالكترونية»، مردفة أنها دائما ما تحاول إيجاد حلول بديلة لابنها من خلال شراء ألعاب ذكاء له مثل الشطرنج والمونوبولي، بالإضافة إلى تحفيزه للخروج مع والده والعائلة باستمرار، إلا أنه في الوقت الذي يبدي تجاوبه مع ذلك ويفرح كثيرا عند الخروج سرعان ما يفاجئ الجميع بشراء شريط للعبة جديدة في البلاي ستيشن!

الألعاب تحفيز عصبي يؤدي للتبلّد والسلبية

بدورنا سألنا الطبيب محمد الصائغ عن تأثير ألعاب البلاي ستيشن على الأبناء وعن الأبعاد النفسية والسلوكية لإدمان الأبناء عليها وكيفية التخلص منها أو تقليصها، فقال عن الجانب النفسي «أرى أن هذه الألعاب تغرس في الأبناء عقلية اللامبالاة وعدم الاكتراث بالآخرين ابتداء بالأسرة وانتهاء بالمجتمع ككل؛ لأن ألعاب الفيديو تعرّض الجهاز العصبي للطفل إلى مستوى عال ومتواصل من التحفيز والشد يوازي الشد الذي يتعرض له قائد سيارة بسرعة 180 كلم/ ساعة، وذلك بناء على أبحاث كثيرة نشرت سابقا، وهذا التحفيز العصبي يتسبب في الإصابة بحالة تبلد وسلبية».

وأضاف الصائغ «ومن ناحية أخرى، فإن تلك الألعاب تبث روح المغامرة اللامسئولة والاندفاع غير المنضبط دون الاكتراث بعواقب ذلك، وأي فشل يمكن استدراكه بإعادة اللعبة، وكذلك بالنسبة لنظرة الطفل للحياة، وخصوصا أنه في هذا العمر يعيش بين الواقع والخيال».

وقال الصائغ «لذلك نرى أن الطفل يندفع لارتكاب مجازفات قد تودي بحياته أو بحياة الآخرين. وهذا أيضا ما يفسر الكثير من السلوكيات المتهورة لدى الأبناء من السرعات الجنونية أو القفز من أماكن شاهقة أو استخدام أدوات حادة بقصد تقليد ما يشاهدونه في اللعبة.

العبث بمعاني الربوبية والألوهية

ولفت إلى «محتوى عدد كبير من الألعاب التي تعبث بمعاني الربوبية والإلوهية نظرا لأنها تزدحم بالمعتقدات الباطلة والغريبة، الأمر الذي يضعف تعظيم الرب سبحانه ما يتسبب في اختلال الجانب الروحي لدى الابن. وخصوصا أن معظم الدراسات النفسية تشير الى أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي الأساسية في تكوين شخصيته الفردية والمعرفية والوجدانية والدينية».

أما التأثيرات الاجتماعية فكثيرة، وفي مقدمتها الشعور بالعزلة والانطواء لدى الطفل، إذ تجعله هذه الألعاب بعيدا عن واقع مجتمعه وقليل الثقافة فيه. وتفقده مهارات اجتماعية هي الأساس في تكوين شخصيته. ولعل حالة مهدي من الحالات البسيطة جدا التي تضررت وتأثرت من ألعاب البلاي ستيشن، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه: من الجهة المسئولة عن تقنين الألعاب المباعة في البلد؟ وما الحلول المطروحة لتلافي تفاقم المشكلة أكثر مما هي عليه؟

العدد 1780 - السبت 21 يوليو 2007م الموافق 06 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً