قالت وكالة أنباء البحرين (بنا) في تقرير أصدرته أمس بشأن الفتوى الأخيرة للمرجع الديني السيدمحمد حسين فضل الله بحرمة حرق الإطارات في المظاهرات، إن ردود فعل المجتمع البحريني عكست «تجاوبا كبيرا وتأييدا ومناصرة مطلقة للفتوى التي أطلقها أخيرا المرجع اللبناني سماحة السيد محمد حسين فضل الله بتحريم إطلاق المفرقعات والرصاص وإحراق إطارات السيارات أثناء الاحتجاجات والاعتصامات في دلالة واضحة وقاطعة على أن هذا الرأي العام جاء ليعكس طبيعة المجتمع البحريني المتسامح ويؤكد رفضه واستياءه لأعمال التخريب والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وإثارة المجتمع بقضايا بعيدة كل البعد عن قضايا وأولويات المجتمع البحريني الذي يعمل بشكل دؤوب من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة على مختلف القطاعات».
وأضاف التقرير «يعكس تعدد مشارب مؤيدي الفتوى في الساحة البحرينية من نواب وسياسيين ونشطاء حقوقيين ورجال دين ومواطنين مدى اتفاق جميع البحرينيين على أهمية التعبير عن الرأي وفق الأطر القانونية والدستورية بشكل يقدم صورة حضارية لمملكة البحرين أمام العالم الخارجي».
وذكرت الوكالة في تقريرها «لعل الفتوى جاءت في توقيت غاية في الدقة والحساسية لتضع الكثير من الأمور في نصابها الصحيح، إذ تمثل وجهة نظر شرعية لرجل دين كبير في مواجهة حال من الانفلات تشهدها الكثير من الاعتصامات والاحتجاجات بدول المنطقة بشكل يعرض أمن هذه الدول واستقرارها للكثير من الأخطار والفتن». وأردف التقرير «ما يزيد من أهمية الفتوى مضمونها وتأكيدها خطورة أعمال الحرق والتخريب لما ينتج عنها من إزعاج الناس وترويعهم وتخويفهم فضلا عن كونها مظهرا من مظاهر التخلف الحضاري بالنظر إلى ما يتسبب به من تلويث للبيئة وبما يعود بالضرر على الناس في صحتهم وفي سائر أوضاعهم، والتشديد على عدم جواز أن يحتج الإنسان على سوء إدارة الدولة بما يزيد من معاناة الناس من خلال استخدام مثل هذه الوسائل، بل يجب استخدام الأساليب التعبيرية التي تؤدي رسالتها من دون أن تتسبب بآلام وأضرار إضافية للناس». وأشارت الوكالة إلى أن مراقبين اعتبروا «الفتوى تمثل إحراجا كبيرا للأطراف المروجة للتخريب»، مبينة أن كل مسيرة أو تظاهرة تصاحبها أعمال تخريبية «تفقد الهدف الذي من أجله تم تنظيم هذه الفعالية، فضلا عن أنها تفقد القائمين على هذه الفعالية صدقيتهم».
العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ