وجد الأميركي اليهودي ريك إيزرمان أن إيمانه بالحريات الدينية يحتّم عليه الوقوف بجانب صديقه المسلم خالد شاه في معركته لبناء مسجد جديد في مقاطعة «سانت لويس» بولاية ميسوري الأميركية، بعد رفض الجهات المختصة الترخيص له بالبناء.
وقال إيزرمان (53 عاما) الموظف بوزارة الزراعة الأميركية لصحيفة «سانت لويس توداي»: «إنه أمر طبيعي ومنطقي أن يتم إنشاء مؤسسة دينية لممارسة الشعائر والعبادات».
ودافع إيزرمان - الذي ينظم مع صديقه شاه لقاءات شهرية بين اليهود والمسلمين؛ لتحقيق الحوار بين أتباع الديانتين- عن بناء المسجد في هذا المكان لخدمة المسلمين وخصوصا البوسنيين الذين يتركّزون في تلك المنطقة.
ويبلغ إجمالي عدد الأقلية المسلمة بالمقاطعة نحو 50 ألف مسلم غالبيتهم من البوسنيين.
ورفض مجلس المقاطعة الترخيص للمركز الإسلامي هناك ببناء مسجد جديد على قطعة أرض تبلغ مساحتها 4.7 هكتارات، بدعوى أن هذه المساحة كانت مخصصة في الأساس لأغراض تجارية.
وكانت لجنة التخطيط بالمقاطعة قد وافقت في وقت سابق بالإجماع على إعادة تخصيص هذه القطعة التي اشتراها المركز الإسلامي بنحو 1.25 مليون دولار لبناء مسجد وملحقات تابعة له على مساحة 25 ألف قدم مربع، لكن لم يصدق المجلس على قرار اللجنة.
معركة مكررة
وبعد محاولة فاشلة لاحتواء الأزمة أقام المركز الإسلامي دعوى قضائية ضد مجلس المقاطعة.
وقال إيزرمان: إن معركة شاه تذكره بمعركة أخرى قادها جده الحاخام فيردناد قبل نحو 5 عقود؛ لنقل معبد يهودي إلى مكان آخر بالمقاطعة نفسها.
وتابع قائلا: «أخوض المعركة تفسها التي كان يقودها جدي قبل نحو 50 عاما... صحيح أن الأقلية والمكان مختلفان ولكن القضية واحدة».
وروى إيزرمان أن جده لم يستسلم وظل يقاتل لنصرة قضيته عبر المحكمة حتى تحقق له النصر، وأصبحت قضيته مرجعا للقضايا الأخرى التي تتعلق بالحريات الدينية.
من ناحية أخرى، بدأ إيزرمان في حشد عدد من الأصوات اليهودية المؤيدة لبناء المسجد، أبرزها حاخام معبد «إسرائيل» مارك شوك ورئيس الأقلية اليهودية في المقاطعة ديفيد وينستين.
ومن جهته، يشدد شوك على أن توفير أماكن لإقامة الشعائر الدينية يجب أن يكون أولوية بالنسبة إلى المسئولين، بحسب «سانت لويس توداي».
ذلك التحرك من قبل إيزرمان وعدد من الأميركيين اليهود قوبل بترحيب من القادة المسلمين في المقاطعة. فقد قال رئيس المركز الإسلامي هناك: «لقد ظلوا يعرضون علينا المساعدة... وقاموا بتحركات ملموسة، إذ وجهوا خطابات للمجلس والتقوا بمسئولين هناك لحل الأزمة».
مسألة تخطيط عمراني
ونفى رئيس مجلس المقاطعة جون كامبسي أن يكون التمييز الديني وراء قرار الرفض، مشيرا إلى أنها مشكلة مرتبطة بالتخطيط العمراني بالمنطقة. وأضاف أن المجلس تلقى عدة شكاوى تحمل تحذيرات من مشكلات مرورية إذا تمت إقامة المسجد في هذا المكان.
لكن عشرات المسيحيين المحافظين المقيمين في المنطقة المجاورة للموقع المفترض للمسجد رحبّوا ببنائه.
ونقلت صحيفة «سانت لويس توداي» عن فتاة تُدعى غريس غرين وهي من سكّان المقاطعة قولها: «يجب أن تحب جيرانك»، في إشارة إلى ترحيبها ببناء المسجد.
ويتجاوز عدد المسلمين في الولايات المتحدة 7 ملايين من إجمالي عدد سكّان البلاد الذي تجاوز 300 مليون نسمة.
العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ