عناق بوش
كتب ديفيد إس. برودر مقالا نشرته صحيفة «واشنطن بوست» تحت عنوان «عناق بوش (حتى الانتخابات الأولية على الأقل)»، عاب فيه على المتنافسين على تسمية الحزب الجمهوري لانتخابات 2008، تزاحمهم وتكالبهم على تبني مواقف كل من الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني، غير مكترثين بالتدني التاريخي وغير المسبوق لشعبية هذين الرجلين.
ويلاحظ المعلق أن خطاب معظم الطامحين إلى خلافة بوش في البيت الأبيض ينم عن احتضان كامل لتركة بوش-تشيني، ليس بشأن الإرهاب والعراق فحسب وإنما حتى بشأن التهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون مطروح في مجلس الشيوخ بشأن التأمين الصحي الخاص بالأطفال في الولايات المتحدة.
ويلفت برودر إلى أن هذا السلوك «الغريب» من قبل المتنافسين الجمهوريين يعود إلى ملاحظتهم أن قرابة 75 في المئة من الناخبين الذين يحتمل أن يصوّتوا في الانتخابات الأولية الجمهورية القادمة، هم من المؤيدين الموالين للإدارة الراهنة.
ويلفت برودر إلى أن المرشحين الجمهوريين من أمثال ماكين وميت رومني ورودولف جولياني الذين سبق لهم لعب أدوار قيادية في الانتخابات الأولية التي سمت كلا من بوش وتشيني، لم يبد أي منهم أي نزوع للنأي بنفسه عن تركة هذين الأخيرين. بل على العكس، نادرا ما تفوت رومني الفرصة كي يثني على قوة عزيمة الرئيس؛ كما أن جولياني يستغل كل مناسبة لإنتقاد محاولات الديمقراطيين لوضع نهاية للحرب في العراق تماما كما يفعل بوش.
ويختتم برودر مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» مذكرا بأن الرئيس الأميركي إبان الحرب الفيتنامية ليندون جونسون جعل نائبه هيربرت همفري، أسيرا لتصعيده في فيتنام، ولم يعلن همفري استقلاله عنه بالمناداة بوقف قذف فيتنام الشمالية إلا قبل شهر واحد من يوم الانتخابات، أي بعد فوات الأوان، ومن ثم فاز نيكسون. فأي طريق يختاره جمهوريو هذا العام، 1968 أم 1988؟
مشاعر المناهضة للسعوديين
في الشأن العراقي، ذكر سام داغر في مقال نشرته صحيفة «كريستيان ساينس مونتور» بعنوان «تصاعد مشاعر المناهضة للسعوديين في العراق: قادة العراق يستغلون عطلة شيعية لتحويل الانتباه من إيران إلى جيرانهم السنة»، أن الزوار العراقيين توافدوا إلى ضريح الإمام موسى الكاظم بضاحية الكاظمية (شمال بغداد).
ويضيف داغر أن مواسم الزيارة الشيعية لم تعد تقتصر على تأدية الشعائر الدينية، بل باتت تُستغل لإظهار مدى تماسك الشيعة وقوتهم في وجه التفجيرات الانتحارية التي يرعاها المتطرفون السنة، لافتا إلى أن موسم الزيارة هذا العام يأتي وسط موجة غير مسبوقة من الغضب إزاء المملكة العربية السعودية، بعدما وجهت شخصيات حكومية ودينية بارزة أصابع الاتهام للمملكة لتخاذلها - في نظرهم - عن القيام بما هو مطلوب لاستئصال تدفق مواطنيها على العراق لشن ما يسمى «الجهاد المقدس» ضد الشيعة.
ويلفت داغر إلى رد الفعل السعودي الغاضب على تقارير وسائل الإعلام الإيرانية، وإدانة القادة الشيعة الفتاوى، والأحكام الدينية والشرعية التي يصدرها المفتون السعوديون التي تحرض على تدمير الأضرحة الشيعية في العراق.
ونقل داغر قول بعض المحللين السعوديين إن هذا المنحى الإيراني هو مجرد محاولة من القادة الإيرانيين لتشتيت الاهتمام بعيدا عن تورط طهران في العراق، وتحويله إلى دول الجوار السنية. كما أشار داغر إلى أن هناك بعض المحللين الذين اتهموا الساسة الشيعة في العراق بمحاولة تخفيف الضغط الأميركي على إيران في ضوء مساندتها المزعومة للميليشيات المتطرفة في العراقوالتي تستهدف القوات الأميركية هناك.
ويذكر معد التقرير أن مسئولا عسكريا أميركيا رفيع المستوى، لم يفصح عن اسمه، صرح لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية بأن المواطنين السعوديين يشكلون 45 في المئة من جملة المقاتلين الأجانب في العراق الذين يستهدفون القوات الأميركية، وأن 50 في المئة من هؤلاء المسلحين السعوديين يأتون إلى العراق متأهبين لتفجير أنفسهم في هجمات إنتحارية.
غير أن المحلل السعودي عبداللطيف الطريفي كان له رأي آخر بحسب داغر، قائلا إنه «يعتقد أن العناصر الشيعية المتطرفة الموالية لإيران وسورية هي التي تقوم بذلك كي تلقي باللوم على السعوديين بغية التخفيف من الضغوط الأميركية على هاتين الدولتين».
ويختم داغر مقاله بصحيفة «كريستيان ساينس مونتور» ناقلا عن أحد المرقبين الشيعة إن الفتاوى السعودية المناهضة للشيعة ليست بالأمر الجديد أو المستحدث، وإنها كانت تصدر منذ مئات السنين، وإن كل ما في الأمر أن هناك من يسعون إلى إثارة المشكلات في هذه الآونة طمعا في تحقيق مكاسب سياسية.
العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ