تخوض الصين وتايوان صراعا في أميركا الوسطى، المعقل الدبلوماسي السابق لتايبيه والفضاء الذي يثير شهية الصين التي أقامت أخيرا علاقات دبلوماسية مع كوستاريكا من المتوقع أن يعقبها اتفاق للتبادل التجاري الحر.
وبينما كان الرئيس التايواني شين شوي بيان يقاوم هذا الأسبوع المد الصيني عبر مشاركته في قمة تايوان - أميركا الوسطى وجمهورية الدومينيكان في هندوراس، كان وفد صيني مؤلف من مئة موظف وممثل لشركات صينية يترأسه نائب وزير التجارة ما شيو هونغ يفتتح سفارة الصين في كوستاريكا. وبهذه المناسبة وقعت الصين وكوستاريكا اتفاقا ثنائيا لحماية الاستثمارات وآخر يشرع الباب أمام مفاوضات بشأن اتفاق محتمل للتبادل التجاري الحر وعقود بقيمة 100 مليون دولار. وانطلقت الصين، مدعومة بقوتها الاقتصادية، في غزو لأميركا الوسطى وانقصت عدد الدول المعترفة بتايوان والتي تعتبرها بكين «جزيرة متمردة» وجزءا لا يتجزأ من ترابها الوطني. وبتحول كوستاريكا أصبح عدد الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان 24 دولة. وقال وزير التجارة الصيني إن بلاده تنوي الاستفادة من «موقع كوستاريكا الجغرافي المميز ومستوى التكامل الاقليمي الذي تتمتع به في أميركا الوسطى وجزر الكاريبي»، مشيرا إلى أن هذا البلد سيكون «مركزا مهما بالنسبة للصين».
من جانبه اتهم الرئيس التايواني في مقابلة مع وكالة فرانس برس الصين بتقديم ما بين 400 و500 مليون دولار الى كوستاريكا من أجل إقامة علاقات دبلوماسية معها. وقال «كل هذه الجهود التي تبذلها الصين ضد تايوان لها هدف واحد هو تحويل تايوان الى دولة يتيمة في المجتمع الدولي وبالنهاية الوصول إلى زوالها كدولة وضمها إلى أراضي الصين الشعبية». وتلقت تايوان في هندوراس صفعة مذلة، فرؤساء نيكاراغوا دانييل أورتيغا وبنما مارتن توريجوس والدومينيكان ليونيل فرانديز لم يحضروا القمة، أما الرؤساء الذين حضروها فأعربوا عن رغبتهم باقامة علاقات تجارية مع بكين.
وقال نائب وزير الخارجية الهندوراسي إدواردو رينا «نحن منفتحون على إقامة علاقات تجارية مع سائر دول العالم ومن بينها الصين القارية». ولا تعارض تايوان أن تقيم الدول التي تعترف بها علاقات تجارية مع الصين، ولكن بكين تشترط من أجل اقامة هذه العلاقات مع دولة تعترف بتايبيه أن تقطع الأخيرة كل علاقاتها بتايوان.
ولم يقدم الرؤساء الذين حضروا قمة هندوراس (سلفادور، غواتيمالا، هندوراس وبيليز) إلى تايوان إلا دعما شفهيا لم يترجم خطيا في البيان الختامي للقمة. وقال الرئيس السلفادوري انتونيو ساكا «لقد جددنا للرئيس التايواني دعمنا السياسي واعربنا عن دعمنا للحملة الدولية التي تقودها تايبيه لنيل اعتراف الأمم المتحدة والحصول على مقعد فيها وكذلك بالنسبة الى سائر المنظمات الدولية».
وخسرت تايوان (اسمها الرسمي جمهورية الصين) مقعدها في الأمم المتحدة في 1971 لصالح جمهورية الصين الشعبية التي انفصلت عنها في 1949، ومذاك تحاول بكين استعادة تايوان إلى سيادتها.
وباءت محاولات تايبيه الانضمام إلى الأمم المتحدة بالفشل بسبب معارضة الصين لهذا الانضمام.
العدد 1816 - الأحد 26 أغسطس 2007م الموافق 12 شعبان 1428هـ