قال فصيل للمتمردين في السودان أمس (الثلثاء) إن 50 قتيلا على الأقل سقطوا في غارة شنها الجيش السوداني في بلدة مهاجرية بجنوب دارفور وإن الجثث مازالت مسجاة في الشوارع.
وأكد الفصيل انه صد هجوما حكوميا على مهاجرية. وقال مسئول في هذا الفصيل «تمكنا من صد هجوم على مدينة مهاجرية وعاد الهدوء صباح اليوم إليها». وقال فصيل «جيش تحرير السودان» الذي يسيطر على المنطقة في بيان له إن عدد القتلى المدنيين بلغ 40 على الأقل وإن هناك 80 مفقودا وعددا كبيرا من الجرحى. و «جيش تحرير السودان» الذي يتزعمه ميني أركوا ميناوي هو الفصيل الوحيد من فصائل المتمردين الذي وقع اتفاقا للسلام مع الخرطوم في مايو/ أيار في العام 2006 وأصبح جزءا من الحكومة.
وقال المتحدث العسكري باسم «الجيش» محمد حامد دربين إن الجثث مازالت مسجاة في أنحاء المدينة وقت كتابة البيان وإن بعض الضحايا اعدموا على ما يبدو. وذكر قائد قوة الاتحاد الإفريقي أن أسباب الهجوم غير واضحة وقد يكون نتيجة توترات قبلية أو اتساع نطاق المصادمات بين القوات الحكومية وفصائل متمردة أخرى. وقال «جيش تحرير السودان» إن الهجوم أضر بالآمال المعلقة على محادثات السلام المقرر أن تبدأ في ليبيا في 27 أكتوبر/ تشرين الأول.
جاء ذلك فيما أكد قائد قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور مارتن لوثر اجواي أن الجيش السوداني قصف مهاجرية ما أسفر عن إصابة 24 شخصا على الأقل. وقال اجواي انه لم يتضح بعد سبب اندلاع قتال الثلثاء ولكن التقارير المبدئية تشير إلى أنه قد يكون صراعات قبلية أو امتدادا لمصادمات بين القوات الحكومية وفصائل متمردة أخرى.
إلى ذلك، حذرت بريطانيا الجماعات المتمردة في دارفور من إمكان إقصائها من عملية السلام في حال قاطعت المحادثات التي تستضيفها ليبيا هذا الشهر للأطراف المعنية بالأزمة في الإقليم السوداني.
ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إلى وزير الدولة البريطاني لشئون إفريقيا مارك مالوك براون قوله «يتعين على الأطراف التي ترفض المشاركة في لقاء ليبيا أن تدرك المضاعفات المترتبة على مثل هذه الخطوة». وأضاف مالوك براون أن قادة المتمردين الذين لن يشاركوا في المحادثات المقررة في ليبيا في السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري «يتنازلون عن حق تمثيل الدارفوريين».
العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ