العدد 1880 - الإثنين 29 أكتوبر 2007م الموافق 17 شوال 1428هـ

يا للعجب على أبطال الذهب

دعاني ابن عمي إلى إحدى بطولات كمال الأجسام والتي أقيمت على مستوى المملكة (وهو أحد الممارسين لهذه الرياضة)، ومع أنني لست مهتما كثيرا بهذه الرياضة إلا أن الأبطال البحرينيين يجبرونك بل ويرغمونك على أن تحب هذه الرياضة وتتعرف عليها من خلال الإنجازات التي سطرت من ذهب على المستوى الآسيوي والعالمي، فرافقت ابن عمي إلى هناك كمتابع فقط لهذه الرياضة لأرى بعيني هؤلاء البحرينيين الذين رفعوا رأس البلد على المستوى العالمي.

وربما حديثنا يطول عن الإنجازات البحرينية سواء كانت عبر رياضة كمال الأجسام أو الرياضات الجماعية أو الألعاب الفردية، إذ اننا لو نرصد تلك الإنجازات لرأيناها كثيرة... أبطال كمال الأجسام، أبطال رفع الأثقال وغيرهم من الفرق الرياضية التي حققت الكثير للرياضة البحرينية ومازالت تحقق الإنجاز تلو الآخر... وربما ان الإنجازات السالفة الذكر يميزها أنها بحرينية خالصة 100 في المئة ويميزها كذلك الولاء المتميز للبحريني.

فعندما نتكلم عن رياضة كمال الأجسام مثلا فما عليك سوى كبحريني إلا أن تفتخر بهؤلاء الأبطال الذين سطروا لنا اسم البحرين خفاقا في منافسات آسيوية وعالمية كانوا فيها رجالا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم، وهنا نقول إن هؤلاء الأبطال يمثلون البحرين ويحرزون الألقاب، ولكن بدعم بسيط من المسئولين الرياضيين البحرينيين إذا لم يخلو الإنجاز من الدعم وخصوصا من ناحية الدعم المادي أو المعنوي سواء كان ذلك قبل البطولات أو خلالها أو حتى بعد البطولات التي يشاركون فيها.

ويراودنا تساؤل عن الدعم الذي يقدمه المسئولون هنا للألعاب الرياضية على مستوى المملكة، فترى أن هناك رياضات بإمكانها أن تحقق الكثير للبحرين على المستوى الإقليمي والعالمي وخصوصا ونحن نرى أن هذه الرياضات تفتقر للدعم المطلوب ولكنها مع ذلك تحرز الألقاب وترفع اسم البحرين خفاقا في المحافل الدولية من خلال البطولات العالمية والقارية.

وإذا ما تكلمنا عن رياضة كمال الأجسام التي يمارسها الكثير من الشباب على مستوى هذا البلد... بل إنهم ينظمون ويشاركون في بطولات محلية على مستوى البحرين لاكتشاف المواهب... ولكن ما ان تكتشف هذه المواهب إلا وتذهب في مهب الريح لعدم اهتمام المسئولين بها لتستطيع أن تحقق الكثير للبحرين، وخصوصا أننا نرى أن إنجازات كمال الأجسام كرياضة فردية تفوق إنجازات كثيرة في ألعاب جماعية، ولعلها تكون الأميز من خلال الميداليات على مستوى البحرين، وأقصد هنا أن الميداليات المحققة جميعها بحرينية (أبطالها بحرينيو الأصل والنشأة)، فلماذا لا يتم دعم هذه الرياضة من الشركات الكبرى في المملكة... وهنا اقصد الدعم المادي للأبطال الذين يحققون ألقابا على مستوى المملكة لكي يتم صقل هذا البطل للمنافسات الآسيوية والعالمية هذا على سبيل المثال.

ولكنني أضيف سلبية للاتحاد البحريني للياقة البدنية وهو أنني فوجئت شخصيا بأن رياضة كمال الأجسام رياضة مكلفة، ورياضة قليلة الدعم من قبل الشركات والاتحاد البحريني للياقة البدنية، وخصوصا أنك عندما تعلم أن هؤلاء الهواة يضحون بالكثير من أجل رياضة كمال الأجسام، فيقوم الرياضي في هذه الرياضة بصرف أمواله على هذه الرياضة المكلفة لأنه يهوى ويحب هذه الرياضة... وهنا تساؤل: إذا كان ابن البلد يهوى ويحب رياضة كمال الأجسام فلماذا لا يتم دعم أبناء البحرين لمثل هذه الرياضة وخصوصا أننا نعلم ونجزم أنهم قادرون على تمثيل البحرين في المحافل العالمية وليست الآسيوية فحسب؟

نأتي إلى نقطة ايجابية أخرى وهي أبطال رفع الأثقال الذين حققوا الميداليات الملونة في بطولة الخليج الأخيرة في الكويت كانوا عند العهد من خلال تحقيقهم هذا الإنجاز الذي قد أقول لو كان في بلد آخر للقي الدعم المطلوب لزيادة الإنجاز للبلد نفسه، ومع ذلك ها هم أبناء البحرين يقومون بالإنجاز تلو الآخر بدعم محدود إن لم يكن معدوم لهؤلاء الأبطال الذين أثبتوا ومن خلال الإنجازات أنهم ردوا، على جميع من قام بتجنيس بعض الأفارقة في رياضات أخرى، بأن ابن البلد الأصيل هو من بيده أن يصنع الإنجاز طال الزمان به أو قصر... فالبحرين ولاّدة أبطال من العصر القديم وحتى هذا اليوم.

ألعاب رياضية كثيرة تحتاج للدعم، وبإمكانها أن تحقق الكثير للرياضة البحرينية وخصوصا في حال الدعم للأبطال البحرينيين... أبناء البلد البحرينيين في ألعاب رياضية كثيرة بإمكانهم أن يصنعوا مجدا جديدا رياضيا للبحرين وخصوصا أن البحرين تمتلك مواهب عدة في رياضات منوعة بس باللهجة العامية (وين اللي يطالع هالمواهب ويصقلها!).

ركلة جزاء

رياضة كرة القدم ليست الرياضة الوحيدة التي يمكن أن ترفع اسم المملكة عاليا، فهناك رياضات أخرى لو لقيت الدعم من المسئولين لكان اسم البحرين يتلألأ بالذهب في أكثر من محفل رياضي... وهنا ندعو المسئولين للاهتمام أكثر وبحجم أكبر للشبان والمواهب البحرينية المقبلين على رياضات عدة ومنها موضوع حديثنا كمال الأجسام... فنحن على ثقة أن الشباب البحريني يمكن أن يفعل الكثير، ولنعكس المقولة (ليس بالإمكان أفضل مما كان) ونستبدلها بالمقولة (بالإمكان أفضل مما كان).

ميثم المنصور

العدد 1880 - الإثنين 29 أكتوبر 2007م الموافق 17 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً