العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ

طلبة «الآداب» ومعاناة التخصصات الفرعية

ككل موسم جامعي جديد، ها نحن نقف عند مشكلة أخرى تنتظر طلاب وطالبات جامعة البحرين، وخصوصا طلاب كلية الآداب، لاحتوائها وإيجاد حل فعلي لها.

ففي كل مرة تُطرح هذه القضية من قبل الطلبة على طاولة النقاش من دون أن يكون لها أي صدى، وكأنها ملء ماء في جربة خربة.

فعندما تذكر مشكلة التخصص الفرعي أمام أي طالب جامعي بكلية الآداب، تراه يعبس الوجه ويتذمر، ويبدأ بالحديث عن معاناته بخصوص هذه المشكلة، من دون أن ينسى الإشارة إلى حقيقة محدودية التخصصات المطروحة، التي تدفع الطالب إلى سلك تخصص لا يتناسب وميوله الدراسي.

فحين يجد طالب الآداب نفسه محاصرا بين تخصصات محدودة كالدراسات الأميركية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية،والترجمة، وتقنية المعلومات، وتخصصات خاصة بإدارة الأعمال كالتسويق، وأخرى كاللغة العربية، سرعان ما ينتابه الخوف والتوتر والقلق وتبدأ الحيرة ترسم لنفسها مكانا على وجهه. وسرعان ما يرتكز في ذهنه سؤال «أي هذه التخصصات سأختار؟»، ذلك لأن غالبية طلبة كلية الآداب يتخوفون من هذه التخصصات الفرعية، لما يحملونه من عقدة المواد الإنجليزية المشتركة والمقررة على جميع الطلبة، فكيف سيأمنون بالمغامرة والمخاطرة بدخول تخصص فرعي يرتكز أساسا على هذه اللغة كاللغة الإنجليزية والدراسات الأميركية والترجمة؟ عدا أن عددا كبيرا من هؤلاء الطلبة قد تخرجوا من تخصص «الأدبي» في مرحلتهم الثانوية، وبالتالي فهم يفتقرون إلى أية خلفية تتعلق بحقيقة المواد التجارية والحسابية.

مع كل هذه الحيثيات لا يبقى للطالب خيار سوى تخصص اللغة العربية، فهو الأسهل على رغم صعوبة مواده ومقرراته (...)

وفي خضم ذلك كله يزدحم تخصص اللغة العربية بالأعداد الكبيرة من طلبة الكلية، ما يخلق مشكلات فرعية أخرى كازدحام « «السكاشن» بالطلبة وعجزها عن استيعاب الكثير منهم نتيجة لعدم توافرها، او تعارض اوقاتها، إضافة إلى مشكلة إغلاق الكثير من شعب هذا التخصص.

ولننظر إلى هذه الحال - ضحية التخصص الفرعي - طالبة من كلية الآداب سجلت في تخصص فرعي لا يتناسب مع تخصصها الرئيسي فرسبت فيه، فقامت بالتحويل إلى تخصص فرعي آخر نسبة نجاحها فيه ضئيلة أيضا، إذ إنه لا توجد تخصصات فرعية تناسب ميولها او حتى موضوع دراستها فرسبت ثانية، ما يؤخر تخرجها الى اجل غير مسمى، مع العلم انها غير بحرينية وتم نقل عمل والدها الى بلد آخر وتم تحديد مدة معينة لحين تخرجها والانتقال... أليس من الظلم أن تضيع على هذه الطالبة سني دراستها،فتوقف الدراسة وتسافر إلى بلد آخر، والسبب هو «عدم نجاحها بتخصص فرعي»؟!

وهذه الطالبة ليست الوحيدة، فكثير من الطلبة يعانون من المعضلة نفسها، فلماذا يكون الطالب هو الضحية دائما؟ ولماذا هذا التعذيب لطالب جامعة البحرين؟ أوليست مصلحة الطلاب من مصلحة البلد نفسه، فحينما يتخرج طالب هذه الجامعة فهو يحمل في جعبته من العلم والمعرفة ما يفيد ويخدم بلده ويساهم في تطوره ونمائه.

وإذا كانت بقية الكليات لا تلزم الطالب بالتخصص الفرعي، فلم يحتم على طالب كلية الآداب حمل هذا العبء وحده؟ فيا إدارة الجامعه، ويا مسئولي كلية الآداب، فلتنظروا بجدية إلى هذه المشكلة، ولتأخذوا بيد طالب الآداب المسكين، فإما أن يتم إلغاء التخصص الفرعي من الأساس أو جعله من مواد الكلية نفسها أو يتم فتح التخصصات الفرعية المغلقة وإضافه تخصصات فرعية أخرى تناسب ميول الطالب.

هذا ندائي، فهل من مجيب؟

أمل سلمان - قسم الإعلام

العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً