بيّن المدير العام لمنطقة «الشرق الأوسط» والهند في شركة «جنرال الكتريك» للنفط والغاز محمد أيوب أن شركته تركز أعمالها على منطقة الشرق الأوسط وأن لديها عقودا تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار في دول الخليج العربية أهمها في قطر والكويت والمملكة العربية السعودية لتوريد آلات ذات تقنية عالية خاصة بقطاعي النفط والغاز والمشاركة في الإنتاج والتصدير.
وأفاد أيوب أن «جنرال الكتريك للنفط والغاز» التي قامت بتركيب أول مولد بخاري في البحرين في الثلاثينات تترقب مشاريع التنقيب عن النفط واستيراد الغاز بالإضافة إلى توسعة في شركة «الخليج لصناعة البتروكيماويات» لكي تساهم باستثمارات في هذه المملكة الصغيرة في وقت تستمر في تقديم خدمات الصيانة وتوريد مضخات البترول ومبردات الهواء إلى شركة نفط البحرين (بابكو).
وأبلغ أيوب «الوسط» على هامش مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للهندسة الميكانيكية أن شركة
«جنرال الكتريك للنفط والغاز» هي جزء من شركة مجموعة «الكتريك للبنية التحتية» والتابعة إلى شركة «جنرال الكتريك» الموجودة في أكثر من 100 بلد من ضمنها جميع دول الشرق الأوسط, وتقدم خدمات التقنية العالية في مجال النفط والغاز من لحظة استخراجه من البئر إلى مرحلة التصدير والنقل والتسويق.
وأضاف «تركيزنا على الشرق الأوسط كان منذ نحو 70 عاما عندما تم تركيب أول مكنة في البحرين وهي مولد بخاري, والآن نورد إلى بابكو ضاغطات غاز ومضخات البترول ومبردات الهواء ونتمنى أن نرى مشروعات أخرى في البحرين إذ إننا نترقب لنرى مشروع الغاز من قطر ومشروع شبكة الغاز في البحرين». ولدى الشركة فرع في البحرين يعمل فيه نحو 50 شخصا.
وأوضح أيوب أن شركته تقوم في الوقت الحاضر بصيانة المكائن الدوارة ذات التقنية العالية لشركة «الخليج لصناعة البتروكيماويات» ومقرها البحرين وكذلك توفير خدمات التكنولوجيا من ناحية قطع الغيار والهندسة وفي حال الصيانة والتركيب وإذا تم إيجاد تقنية جديدة يتم توفيرها للشركة. مردفا أن العقد مع الشركة بحسب الطلب ويتم توفير الصيانة للشركة من قبل المهندسين الموجودين في المنطقة إذ إن فرع التحكم والطاقة موجود في البحرين.
غير أن نشاط الشركة يتركز في دول كبيرة منتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية، وهي أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك قطر التي تسعى إلى أن تكون أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم, إذ تشارك «جنرال الكتريك» في جميع خطوط الغاز المسال.
وتحدث عن أنشطة الشركة في الكويت؛ فذكر أن شركته تعاقدت مع الكويت «تعاقدنا معهم لتوريد مفاعلات بتروكيماوية لمصفاة الزور الجديدة وبدأنا بشحن أول 3 مفاعلات من ضمن 12 مفاعلا تبلغ قيمتها نحو 100 مليون دولار, وأن السفينة التي تقل هذه المفاعلات أبحرت من إيطاليا».
ومن المنتظر أن يكتمل تسليم المفاعلات التي يتم تصنيعها في مكتب الشركة في إيطاليا بعد نحو 18 شهرا, وقال أيوب: «نتطلع إلى المشاركة في المصفاة الجديدة عن طريق تقديم جميع المكائن الدوارة ذات التقنية العالية». وستبلغ الطاقة الإنتاجية لمصفاة الزور نحو 400 ألف برميل يوميّا.
أما في المملكة العربية السعودية فقد تعاقدت شركة «جنرال الكتريك» مع شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» التي تقوم بتطوير مشروع «الخريس», وهو حقل بترول جديد يقع في المنطقة الشرقية بالقرب بين الرياض والظهران. وتقوم الشركة بتوريد معدات ضواغط غاز يبلغ عددها نحو 10 التي قال عنها أيوب إنها مكائن للغاز من أحدث تكنولوجيا ضواغط الغاز التي ستساعد على ضغط الماء في الحقل واستخراج أكبر كمية من البترول. وتبلغ القيمة نحو 100 مليون دولار.
وكشف أيوب أن الشركة أكملت إنتاج نحو أكثر من 70 في المئة من المشروع وأن المعدات ستكون جاهزة للشحن في مطلع العام المقبل «وسيكون من أكبر مشروعات استخراج النفط الذي تشارك فيه جنرال الكتريك في العالم». وتبلغ الطاقة الإنتجية لمشروع الخريس نحو 800 ألف برميل يوميّا.
أما في قطر، فتقوم شركة «جنرال الكتريك للنفط والغاز» بتنفيذ مشروعات تسييل الغاز في قطر غاز2, وقطر غاز3, وقطر غاز 4, وراس غاز 6 و7 «وهو عبارة عن الخط العملاق وهو أكبر خط إنتاج غاز في العالم وقد وصلت المكائن التي تم شحنها من إيطاليا إلى الموقع وتم تركيبها ويوشك التصدير أن يبدأ». تبلغ قيمة مشروعات الشركة في قطر وحدها أكثر من مليار دولار.
كما تساعد الشركة دولة الإمارات العربية المتحدة في استخراج وإنتاج الغاز «ولدينا الكثير من المشروعات مع غازكو لتوريد ضواغط غازية عالية الضغط لإنتاج الغاز الحامض. كما أن المقر الرئيسي للشركة هو في الإمارات ولدى جنرال الكتريك مصنع لتحلية المياه في الإمارات وكذلك مركز تدريب».
وفي سلطنة عمان تعمل شركة «جنرال الكتريك» في مشروع حرويل لاستخراج البترول من آبار قديمة من خلال ضواغط غاز عالية التكنولوجيا تستطيع التعامل مع غاز عالي الحموضة – وهو الغاز الذي يكون فيه H2S وهو غاز الكبريت والغازات الحامضة, وقال أيوب: «إنه يمكن استخلاص الكبريت ولكن بسبب وجود التكنولوجيا الحديثة التي لدى الشركة فليس هناك داع لاستخلاصها».
وشاركت «جنرال الكتريك» في المؤتمر والمعرض الذي أقيم في البحرين واستمر 4 أيام وهو أول مؤتمر ومعرض من نوعه يقام في «الشرق الأوسط», وهدف إلى تطوير الامتياز في عمليات التشغيل في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات وبقية المصانع الأخرى مثل الكهرباء والماء.
وشركة «جنرال الكتريك» مثلها مثل بقية شركات النفط العالمية التي تجوب المنطقة الغنية بالنفط بحثا عن مستوردين لمنتجات النفط والغاز في ظل زيادة الطلب العالمي على الطاقة. وعلى رغم ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى مستويات قياسية بلغت نحو 90 دولارا للبرميل, فإن الأسعار ينتظر أن تستقر عند مستواها المرتفع حتى العام 2010 ما يحتم على دول الخليج المحافظة على استمرار ضخ النفط في الأسواق. وتنتج دول الخليج الست نحو 15 مليون برميل يوميّا من النفط.
العدد 1889 - الأربعاء 07 نوفمبر 2007م الموافق 26 شوال 1428هـ