ذكر مدير الأسواق العالمية في دوتش بنك، هاريس عرفان أن الصكوك الأخيرة التي أصدرت يمكن تحويلها إلى أسهم على رغم أن هيكلة الأسهم وفقا للمنتج الإسلامي هي الإجارة أو المشاركة وأن الصكوك التي يمكن تحويلها إلى أسهم هي خيار جيد وجذاب للمستثمرين الذين يبحثون عن منتجات إسلامية تلبي رغباتهم وفي الوقت نفسه تغطي حاجات التمويل في المنطقة.
وأبلغ عارف مؤتمر العمل المصرفي والمالي الإسلامي الذي عقد في البحرين هذا الأسبوع أن تمويل الصكوك يمكن أن تتم هيكلته بحيث يمكن للمستثمرين تحويل الديون الإسلامية إلى أسهم عادية متى رغبوا في ذلك، وأن هذا النوع ساعد قاعدة الصكوك بالنسبة إلى المستثمرين «وأن معظم الإصدارات الكبيرة للصكوك كانت قابلة للتحويل».
وأضاف أنه تم إصدار 7 فقط من الصكوك القابلة للتحويل وتبلغ قيمتها 11,8 مليار دولار من أصل 27,8 مليار دولار هي قيمة الصكوك العالمية التي أصدرت حتى الآن، وأن الصكوك القابلة للتحويل تتجه نحو معايير الهيكلة العالمية، كما أن هذا النوع من الصكوك تكون كلفته أقل من إصدارات الصكوك العادية.
وأوضح عارف أن الصكوك القابلة للتحويل تعطي تنوعا بالنسبة إلى المصادر المالية المتوافرة عند المستثمرين الأوروبيين والدوليين وكذلك المستثمرين من دول الخليج العربية، من ضمنها المصارف وصناديق الأسهم والزبائن الخاصين.
وبيَّن عارف أنه بسبب أن الشريعة الإسلامية تمنع تداول وثائق صكوك المرابحة والاستصناع - وهما نوعان من الصكوك المتعارف عليها في التمويل الإسلامي – بأي سعر غير القيمة الفعلية لها فإن السيولة تكون عادة محدودة في مثل هذا النوع من الصكوك، ما أدى إلى إيجاد نوعين آخرين من الصكوك، هما الصكوك المهجنة (Hyubrid Sukuk) وصكوك الوكالة (Sukuk al-Wakala).
وذكر أن الكثير من المشروعات الإنشائية في دول الخليج العربية أدخلت الصكوك المهجنة في تمويلاتها وأن هذه الصكوك تتضمن Ijara and Istina’a مثل الصكوك للمشروع السكني والسياحي الضخم درة البحرين.
وتنمو سوق الصكوك الإسلامية، وهي أوراق توازي السندات التجارية في المنطقة بسرعة نتيجة الطلب المتزايد عليها من قبل الحكومات في الدول الإسلامية وكذلك المستثمرين الذين يرغبون في الحصول على عائد حلال. وتعتمد المصارف والمؤسسات الإسلامية على الربح بدل الفائدة التي تعتبر ربا من وجهة نظر الشريعة الإسلامية.
وقال مصرفي كبير إن دول منطقة الخليج تحتاج إلى تمويلات تبلغ قيمتها نحو 100 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة وأن المصارف تستعد لتقديم هذه التمويلات من دون خوف من المنطقة التي تنعم بازدهار اقتصادي غير مسبوق.
مدير دوتش بنك في لندن لتغطية الشرق الأوسط، فراس شقرا قال: «إن الخليج ملتقى فريد في العالم بسبب أن دول الخليج تبني بشكل سريع جدا وفي الوقت نفسه فإن دخلها قوي جدا. أما في حالة آسيا فقد كانت تلك الدول في حاجة إلى الاستثمارات في التسعينات وكانت تأتي من أوروبا وتوقعت دراسة أن تنمو إصدارات الصكوك الإسلامية في العالم إلى نحو 32 مليار دولار في نهاية العام الجاري نتيجة الإقبال الشديد عليها من قبل المؤسسات والشركات في المنطقة في وقت تشتد فيه المنافسة مع المصارف التقليدية المنتشرة في العالم التي تقوم بإصدار سندات تجارية معظمها مقومة بالدولار الأميركي.
وأظهرت إحصاءات أن إصدارات الصكوك في العالم نمت إلى 20 مليار دولار في النصف الأول من العام 2005 بسبب ما وصف بأنه إقبال كبير عليها وخصوصا في الدول الإسلامية مثل ماليزيا وباكستان والسودان باعتبارها أداة تمويل مضمونة ومقبولة من قبل الشركات الراغبة في الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية.
وقفزت سوق الصكوك الإسلامية في الربع الثاني من العام الجاري إلى نحو 7 مليارات دولار من خلال نحو 30 إصدارا بسبب الإقبال المتزايد عليها من قبل الحكومات والشركات في الدول الإسلامية وبعض الدول الأوروبية ونالت ماليزيا حصة الأسد من إصدارات هذه السندات وفقا لتقرير مؤسسة إسلامية.
وإصدار الصكوك الإسلامية آخذ في استقطاب مستثمرين من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وآسيا والشرق الأوسط بالإضافة إلى منطقة الخليج التي تشهد ازدهارا اقتصاديّا غير مسبوق بسبب صعود أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية.
حاكم مصرف سورية المركزي، أديب ميالة، قال في ورقة أمام المؤتمر إن لجوء المصارف الإسلامية إلى الاستثمار في أسهم الشركات وسعيها إلى إنشاء صناديق استثمارية وقيمها بطرح الصكوك الإسلامية من شأنه أن يسهم في تنشيط السوق المالية «وجر الأموال وضخها في العملية الاستثمارية».
وأضاف أن كون المصارف الإسلامية ليست مجرد مؤسسات وسيطة وعملها في إطار الاقتصاد الحقيقي من خلال التمويل السلعي والإنتاجي وتأسيس المشاريع، يساهم في التقليل من آثار الاقتصاد النقدي وأهمها ظاهرة التضخم على اعتبار أن خلق النقود في حالة المصارف الإسلامية يقابله عرض للسلع والخدمات وبذلك تتمكن السلطة النقدية من تحقيق استقرار مستويات الأسعار.
العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ