كثيرا ما يصاب صدرك بالضيق والضجر، فأنت تضيق بما في الكون كله، ثم تتجه مشاعرك للغضب أكثر منه للسكون، وللسخط أكثر منه للرضا، ويتحول عند ذلك كل أبيض من حولك إلى أسود... ذلك كله بسبب ضيق صدرك بما حوله!
وأنت في هذه الحال لا تقبل نقاشا ولا حوارا، بل وتطالب من حولك بأن يكونوا أكثر تفهما لوضعك النفسي، وتظل تضيق وتضيق حتى تتقطع بك الأسباب، وترتفع أخيرا مقلتك إلى السماء باحثة عن أي وجود لإمداد غيبي يأتيك بالفرج، أم أنك غارق لا محالة!
وفي كل مرة يأتيك من السماء ما لا تحتسب قدومه إليك، وتقع المواقع بأقل الأضرار الممكنة في النفوس والأموال وكذلك الآمال... ومع ذلك تظل تنقم وتنقم على السماء أقدارها، والكلام خلاصته هنا...
لا تنقم على قدرك ولا تغضب مما حل بك، فهو أقل ما يمكن أن يكون... ولكي تتقبله فكر كم أنت عصيت جبار السماء، وكم كنت مقصرا في شكر نعمه، وما كان منه إلا إنقاذ حياتك مرارا، وكم تعديت وكم افتريت وكم... وكم...
إذا... فقلب السماء رحب لا يضيق بك على سوء سلوكك، الذي هو أصلا غير منطقي وغير مقبول عقلا، أما قلبك فهو يضيق بما تأتيك السماء به، وهكذا حتما ستميل كفة الميزان، ذلك أنه ميزان غير عادل مطلقا!
وحتى مع ذلك التطفيف، يا سبحان الخلاق... يظل في كل حين يسعك قلب السماء!
مريم الملاح
العدد 1905 - الجمعة 23 نوفمبر 2007م الموافق 13 ذي القعدة 1428هـ