وجه النائب عادل العسومي انتقادا شديدا إلى رد وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة على سؤاله بشأن «ما إذا كان هناك قرار في شركة طيران الخليج يمنع التقاعد المبكر لمن هم فوق سن الـ 57 عاما، وأسباب إلغائه، وفيما إذا تم منح التقاعد المبكر لمن تجاوز سن الـ 60 عاما»، وهو السؤال الذي وجهه على إثر ما أكده بأن رئيس مجلس إدارة طيران الخليج منح 41 موظفا تزيد أعمارهم على 57 عاما ما وصفه بـ «سوبر تقاعد».

إذ علق العسومي «الوزير أجاب على أسئلة لربما توهمها هو لكنها حتما ليست هي الأسئلة التي وجهتها إليه. وكأني سألته عن الحالة الجوية فأتلقى إجابة تتضمن أن النحر من واجبات الحج!». غير أن ردة فعل وزير المالية على تعليق العسومي كانت بالصمت المطبق.

واعتبر العسومي أن إجابة وزير المالية التي تآكلت معلوماتها مثلما تآكل رأس مال شركة طيران الخليج خلال فترة إشرافه عليها – على حد تعبيره - لا تعفيه من واجباته بتاتا، معتبرا رد الوزير دليلا على مدى احترامه والتزامه مع نواب الشعب ودستور المملكة الذي يلزمه بالإجابة على أسئلة النواب لا على أسئلة يفترضها الوزير.

وأكد العسومي أن الشركة دفعت لهؤلاء الموظفين من موازنتها أموالا ضخمة، في الوقت الذي استحق فيه أولئك رواتبهم التقاعدية من الحكومة، متسائلا العسومي فيما إذا كان ذلك تطبيقا لسياسة تقليص النفقات التي دعت مجلس الإدارة لدراسة الاستغناء عن المواطنين العاملين بالشركة. واتهم العسومي الوزير بتحميل اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس النيابي المسئولية، حين أشار الوزير في رده إلى أن هذا التقاعد الـ «سوبر» كان بطلب من اللجنة!

وأشار إلى أن الوزير خلط بين ما طالبت به اللجنة المالية والاقتصادية بالمجلس من تعديل لقانون التقاعد للموظفين ممن يقل سنهم عن 55 عاما، وبين التجاوزات بمنح من تجاوز سن 60 عاما منهم.

كما أكد العسومي أن أحد المتمتعين بـ «السوبر تقاعد» خرج لتقاعده في سن تجاوز الـ 60 عاما أي بعد استحقاق التقاعد الاعتيادي القانوني الإلزامي، ولينال راتبا تقاعديا دفعت فروقاته الشركة، وليعود بعد بضعة أيام ليتعاقد مع الشركة في وظيفته ذاتها براتب تجاوز الـ 5 آلاف دينار!

وأشار أيضا إلى أن أحد الموظفين المستفيدين من السوبر تقاعد تسلم أكثر من 150 ألف دينار مكافأة تقاعد، وآخر تسلم أكثر من 90 ألف دينار.

وتساءل العسومي «هل أموال ناقلتنا الوطنية مصنفة لدى الوزير ضمن المال العام، الذي يلزمه الدستور والقوانين والعرف والعقل والمنطق والضمير بحفظه وتنميته أم هو ماء سبيل لفئة محدودة ممن رضي عنهم مجلس الإدارة ورضوا عنه؟».