حدد الرئيس الأميركي جورج بوش لنفسه المهمة الصعبة المتمثلة في قيادة التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي بحلول نهاية العام المقبل لكن الشكوك مستمرة في مدى التزامه بذلك.
وتصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في حين بدا بوش فخورا خلفهما أمس الأول (الثلثاء) متفقين على البدء على الفور في أول محادثات سلام رسمية منذ سبع سنوات.
وهدفهما هو التوصل إلى معاهدة سلام بحلول نهاية العام 2008 قبيل انتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي، لكن المحللين مازالوا متشككين في أن الزعيمين الضعيفين سياسيا يمكنهما إبرام اتفاق وفي أن بوش سيدفعهما بشكل جاد للقيام بذلك.
وقال الأكاديمي بمركز وودرو ويلسون للدراسات في واشنطن ووسيط السلام السابق في الشرق الأوسط ارون ديفيد ميلر إن إدارة بوش «لديها الوقت الكافي. السؤال هو ما إذا كان لديها الإرادة والمهارة».
وأضاف «لم اقتنع بعد أنهم أدركوا جدية وحجم العمل المطلوب لتحقيق ما يقولون إنهم يريدون تحقيقه - وهو التوصل إلى اتفاق على القضايا الأساسية بحلول نهاية فترة ولاية بوش».
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن هذه القضايا وهي الحدود والمستوطنات ووضع القدس ومصير اللاجئين يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول وأي اتفاق سيتطلب تنازلات موجعة من الطرفين.
ويشكك المحللون فيما إذا كان اولمرت الذي يفتقر للشعبية بين الناخبين الإسرائيليين فيما يرجع جزئيا إلى تحقيقات في قضايا فساد وعباس الذي فقد السيطرة على قطاع غزة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في يونيو/ حزيران الماضي يمكنهما تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وقال جون الترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن «لا يملك أي منهما التأييد الداخلي أو السيطرة على حكومته التي تمكنه من عمل شيء جاد للغاية».
ويرجع تشكك المحللين بشأن التزام بوش جزئيا إلى ما يعتبره المنتقدون تجاهلا نسبيا للقضية في السنوات الست الأولى من رئاسته.
وقال المحلل في معهد بروكينجز بروس ريديل «هناك فيما أعتقد شكوك كبيرة باقية بشأن ما إذا كانت الإدارة مستعدة لحمل العبء الثقيل... نجاح هذا العمل».
وأثار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمته في أنابوليس الشكوك بشأن التصميم الأميركي، مشيرا إلى أن واشنطن التزمت بمحاولة تسوية الصراع في إطار زمني محدد وأن السعودية ستحملها مسئولية ذلك.
غير أن دانييل ليفي من مركز دراسات مؤسسة أميركا الجديدة قال إنه يرى ما يدعو إلى «تفاؤل متحفظ للغاية» في حقيقة أن بوش أظهر اهتمامه بالقضية ببساطة باستضافة 44 دولة في اجتماع انابوليس. وأضاف «كان هذا استثمارا لمكانة الرئيس لم نشهده من قبل».
وأشاد ليفي كذلك بحقيقة أن الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على العمل على حل قضايا الوضع النهائي وفي الوقت نفسه على محاولة تحسين الوضع على الأرض باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقال «السؤال المهم مازال يتعلق بإرادة السياسية والشجاعة السياسية لدى جميع الأطراف... لكن هناك سياقا متحسنا بعض الشيء... يمكن في إطاره اتخاذ هذه القرارات التي تتعلق بإرادة السياسية والشجاعة السياسية».
العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ