يحظى البرنامج السعودي لإعادة تأهيل المتطرفين الإسلاميين المنخرطين في الإرهاب والعنف والذي يتناول نحو 1500 شخص أطلق سراحهم من السجون في المملكة بترحيب المسئولين الأميركيين، على رغم من تشكيك بعض المراقبين في البرنامج.
وقال منسق عمليات مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية سابقا ديل دايلي «إنه برنامج جيد وصلب... إنه يعاملهم كضحايا وليس كمجرمين».
وبوشر تطبيق البرنامج بسرية تامة قبل نحو ثلاث سنوات، ويشجع أولئك المسجونين بتهمة تشجيع «تنظيم القاعدة» أوغيره من التنظيمات الإسلامية الإرهابية الأخرى، على التخلي عن دعمهم للعنف في المملكة والندم على ماضيهم واعتناق النسخة المعتمدة رسميا للإسلام في المملكة والتي تشدد على أهمية الطاعة والولاء للعائلة المالكة السعودية.
واستنادا إلى الأستاذ في جامعة «برينستون» كريستوفر بوسيك والذي أشرف على دروس البرنامج وقابل المشاركين فيه كجزء من أبحاثه، فإن البرنامج يتوجه إلى الداعمين أو المتعاطفين مع «القاعدة» وليس إلى الإرهابيين المتشددين.
وقال بوسيك إنه بعد فترات مكثفة من التعليم الديني والتوجيه النفسي، يتأهل المشاركون في البرنامج إلى مرحلة إخلاء السبيل من السجن إذا كانوا قد أنهوا فترة محكوميتهم وإذا ضمن أفراد عائلاتهم حسن تصرفهم بعد خروجهم من السجن، ويستحقون الحصول على مساعدات مادية تساعدهم على إعادة الانخراط في المجتمع. واستنادا للمسئولين السعوديين شارك لغاية اليوم أو يشارك في البرنامج نحو 3 آلاف سجين ولم يطلق سراح سوى 1500 منهم. وينقل المحكومون الذين أنهوا فترة حكمهم والبرنامج إلى منزل يطلق عليه اسم مركز إعادة التأهيل لفترة تمتد أسابيع عدة. وأضاف بوسيك «المكان ليس إصلاحية» مشيرا إلى وجود حمام للسباحة وملعب لكرة القدم إذ يمكن للموجودين فيه استقبال الأهل والأقارب.
وعن المشاركين في البرنامج، قال بوسيك «لقد تبين أن معظم المشاركين في البرنامج لم يكونوا من أصحاب العلوم الدينية المتقدمة، الأمر الذي جعل من عملية تجنيدهم من قبل التنظيمات المتطرفة أسهل».
وقال عن مستشاري البرنامج الذين يشددون على حاجة الجهاديين للحصول على موافقة من أهلهم ومباركة حكامهم على التصرف وفقا للشريعة الإسلامية «إنها حجة مبهمة جدا هذه التي يلجأون إليها». غير أن بعض المراقبين لا يزالون مشككين في البرنامج مثل الناقد المخضرم للنظام السعودي علي الأحمد من معهد شئون الخليج. وقال في مؤتمر صحافي عقده أخيرا في واشنطن «الناس الذين يديرون هذا البرنامج هم أنفسهم متطرفون». وقال بوسيك إن وجود واعظين متطرفين سابقين في لجنة الشورى - الهيئة السعودية التي تدير البرنامج - تضيف إلى شرعيتها وأن على أولئك الذين يشاركوا في البرنامج أن يتخلوا عن عنصر رئيسي من تعاليم القاعدة، التكفير. والتكفير الذي يصف أي مسلم لا يعتنق التفسير المتطرف للدين الإسلامي بالمرتد، عنصر رئيسي من النظرة الجهادية التي لا تعترف بشرعية أي شكل آخر من السلطة البديلة، ومن خلال وصف حكام المملكة بالمرتدين لتبرير شن الهجمات العنيفة ضدهم.
وقال بوسيك إن البرنامج «لا يستهدف الشخص فحسب، بل يهدف ويستخدم الشبكة الاجتماعية بكاملها - عائلاتهم ومجتمعاتهم وشركاءهم في التنظيم» وجميع الذين لهم علاقة في محاولة إبقاء المشاركين في البرنامج بعيدين عن المشكلات. وتحصل العائلات على الدعم أثناء وجود رب المنزل الجهادي في البرنامج.
وقال بوسيك «ينظرون إلى العائلات من وجهة نظر ماذا تريد. يعلمون أنهم إذا لم يساعدوا عائلات الجهاديين المسجونين، سيقوم المتطرفون بذلك».
(يو.بي.آي
العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ