أكد عدد من أصحاب مكاتب السفر والسياحة لـ«الوسط» أن الطيران المدني البحريني رفض السماح لأربع شركات طيران من الأردن وتركيا وجنوب إفريقيا بتسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق عبر مطار النجف كان عدد من المكاتب السياحية البحرينية قد اتفقت معها لتسيير رحلاتها على هذا الخط بواقع رحلتين يوميا. وأكد علي سند وهو صاحب سفريات طارق وكورال أنه خسر جراء منع الطيران المدني لهذه الشركات نحو 400 ألف دولار دفعها كـ «مقدم» لهذه الشركات، بعد أن تأكد أنها تملك الرخص الدولية اللازمة للطيران للعراق من البحرين، مؤكدا أن هذه الشركات تمتلك ما يعرف برخصة (NO.1 AOC) والتي تخولها دوليا القيام بمثل هذه الرحلات.
الوسط- حسن المدحوب
قال صاحب سفريات كورال طارق علي سند لـ «الوسط» إن الطيران المدني البحريني رفض السماح لأربع شركات طيران من الأردن وتركيا وجنوب إفريقيا بتسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق عبر مطار النجف، كان قد اتفق معها لتسيير رحلاتها على هذا الخط بواقع رحلتين يوميّا.
وأكد سند أنه خسر جراء منع الطيران المدني لهذه الشركات نحو 400 ألف دولار دفعها كمقدم لهذه الشركات، بعد أن تأكد أنها تملك الرخص الدولية اللازمة للطيران للعراق من البحرين، مؤكدا أن هذه الشركات تمتلك ما يعرف برخصة (NO.1 AOC) والتي تخولها دوليّا القيام بمثل هذه الرحلات، كما أن مطار البحرين الدولي يعتبر من مطارات الـ (Open sky) التي تسمح لجميع شركات الطيران في العالم باستخدام خدماتها ومنشآتها للسفر إلى أية جهة تقوم هذه الشركات بتسيير رحلاتها إليها.
وأوضح سند أنه اتفق مع أربع شركات طيران عالمية، اثنتين منها من الأردن وواحدة من تركيا وأخرى من جنوب إفريقيا لتسيير رحلات منتظمة يوميا إلى العراق من البحرين، مشددا أنه تأكد قبل دفع المبالغ المذكورة من أن هذه الشركات مخولة دوليّا بتنظيم هذه الرحلات، وأنها بحكم الرخص الدولية التي تمتلكها يحق لها تسيير مثل هذه الرحلات المباشرة من البحرين إلى العراق، مؤكدا «أن هذه الشركات قامت بمراسلة الجهات الرسمية المختصة بالمملكة وهي الطيران المدني لترتيب الإجراءات اللازمة لهذه الرحلات كما جرت العادة وبحسب الإجراءات المتعارف عليها في هذا المجال، إلا أن الطيران المدني لم يقم بالرد عليها إلا قبل موعد السفر بـ 24 ساعة لبعض الرحلات التي كان من المزمع انطلاقها، وهو ما سبب إرباكا لهذه الشركات، ولنا كمكاتب سفريات خاصة، وأننا اتفقنا مع الزوار على نقلهم جوا وفق المواعيد المحددة، بعد أن بدا لنا أنه لا مشكلة فيها».
وأشار سند إلى أن الطيران المدني أبلغه شفهيا فقط عبر اتصال ورد إلى مكتبه يفيد بمنع أي رحلات مباشرة إلى العراق انطلاقا من مطار البحرين الدولي في الوقت الراهن من دون الخوض في أسباب ومبررات هذا المنع.
وذكر سند أنه اضطر إلى الوفاء بالتزاماته مع الزوار المسافرين للعراق من خلال الحجز عبر النظام التقليدي المعروف للسفر للعراق عبر خطي (بحرين- دبي- بصرة) و (بحرين- كويت- بصرة)، وهو ما يعني أن معاناة المواطنين المسافرين للعراق ستستمر بسبب عدم وجود رحلات مباشرة، مؤكدا أن السماح بتسيير رحلات منتظمة ومباشرة إلى العراق سيؤدي إلى خفض كلفة الطيران بما لا يقل عن 20 في المئة، وهو ما من شأنه تقليل الكلفة الإجمالية للسفر إلى العراق على المواطنين الذين يذهبون بالآلاف إلى كربلاء والنجف في العديد من المناسبات على مدار العام.
من جانبه ناشد صاحب مكتب سفريات المهنا إبراهيم المهنا جلالة الملك لوضع حد لمعاناة الزوار البحرينيين إلى العراق، عبر إصدار توجيهاته إلى الجهات الرسمية بالمملكة بالسماح لشركات الطيران بتسيير رحلاتها المباشرة بين البحرين والعراق، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جلالة الملك لا يرضى لأي مواطن بحريني أن يعيش رحلة عذاب حتى يصل إلى العتبات المقدسة في كربلاء والنجف في العراق.
وقال المهنا في تصريح لـ «الوسط» إنه مستعد لتسيير رحلات جوية بعد نصف ساعة من إصدار قرار السماح لشركات الطيران بتسيير رحلاتها المباشرة بين البلدين، مشددا على أن «البحرينيين مصرون على السفر إلى العراق بأعداد تصل إلى الآلاف سنويّا، رغم كل العقبات والظروف، وعليه فليس من المنصف من قبل الجهات الرسمية أن تغض الطرف عن مطالبات مواطنيها المستمرة بتسيير رحلات مباشرة إلى العراق بعد أن سمحت الجهات العراقية بالقيام برحلات مباشرة إلى مطار النجف الدولي»، مستدركا «ما أقوله لا يأتي بدافع تجاري لكن بسبب معرفتي بالمعاناة التي يعيشها المواطنون عند سفرهم للعراق سنويّا».
وأضاف المهنا «إذا ما قررت الجهات الرسمية السماح لنا بالتعاقد مع شركات الطيران فإنني أستطيع أن أسيّر ثلاث أو أربع رحلات يومية إلى العراق».
من جهتها أشارت مصادر مطلعة أن سبب رفض الطيران المدني تسيير رحلات مباشرة للعراق يأتي لأسباب أمنية تتعلق بالإرهاب والخوف من قدوم شخصيات ملاحقة أمنيا للمملكة.
يشار إلى أن هناك ما يزيد على 5 آلاف زائر بحريني سيتوجهون إلى العراق خلال إجازة عيد الأضحى والوقوف بعرفة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان السفير العراقي قال في تصريح سابق لـ «الوسط» إبان زيارة الوفد البحريني لمطار النجف حين افتتاحه في يوليو/ تموز الماضي إن السفارة ستبدأ التنسيق بين الجانبين العراقي والبحريني بشأن فتح النقل الجوي بين البلديين وتسيير خطوط الطيران المباشرة، وكان من المتوقع إبرام اتفاق بين خطوط الطيران البحرينية مع السلطات العراقية لتسيير رحلات مباشرة مع مدينة النجف الأشرف، وهو الأمر الذي من شأنه مضاعفة عدد الآلاف من الزوار الذين يذهبون إلى العراق سنويّا في المناسبات الدينية المختلفة وأهمها عاشوراء والأربعين والزيارة الشعبانية وعرفة، إلا أنه فيما يبدو لم يتم ذلك
العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ
