أكد عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب أحمد بنيوب أن نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الشباب تستوجب التعامل معها على أنها ثقافة مبدأ وقيم وأخلاق، وليست ثقافة نصوص ومواد شكلية فقط، منوّها إلى ضرورة استحضار المسارات الطويلة المعقدة التي دفعت البشرية مجتمعة على اختلاف دياناتها ومذاهبها السياسية، إلى بناء قانون دولي لحقوق الإنسان.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي تنظمها معهد البحرين للتنمية السياسية مساء أمس الأول (الثلثاء) بفندق إليت جراند تحت عنوان: «نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الشباب».

وأفاد بنيوب بأن نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الشباب ينبغي أن تؤسس على معرفة التزامات البلد في مجالات حقوق الإنسان وقوانينه، إضافة إلى معرفة كيفية التعامل مع هذه القوانين في إطار التطبيق السليم، والمطالبة الواعية والمسئولة بتطويرها عند الضرورة وفق قواعد ومؤسسات المجتمع.

وأشار عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالمغرب إلى أن تربية الشباب على هذه الثقافة ليست دعوة هلامية، بل هي تربية على معرفة القانون الدولي لحقوق الإنسان، إذ هو يمثل منظومة فلسفية وتاريخية وقانونية.

ولفت بنيوب إلى أن فضاءات نشر هذه الثقافة واسعة ومتعددة لدى الشباب، موضحا أنها تتم من خلال النوادي والاتحادات الطلابية والجمعيات الشبابية وغيرها.

وركّز بنيوب في محاضرته على ضرورة الانطلاق في نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الشباب من خلال الربط بين الحقوق والواجبات، إذ لا يمكن أن يكون هناك حق مطلق، دون أن يقابله واجب أو مسئولية، موضحا أن التعامل مع هذه الثقافة من منطلق الحقوق والواجبات يعد مدخلا مؤسسا للتعاطي مع قضايا المواطنة في مجتمع ديمقراطي، وحتى في المجتمع المنتقل للديمقراطية.

وبخصوص الواجبات التي من المفترض أن يحملها على عاتقه الشاب ذكر بنيوب أنه من الواجب معرفة التزامات الدولة في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومعرفة القانون الوطني المنظم لحرية التعبير بواسطة وسائل الإعلام، وخصوصا الصحافة، ذلك إلى جانب معرفة القانون المنظم لوسائل الإعلام السمعي والبصري.

واختتم بنيوب محاضرته بالقول: «إن ثقافة حقوق الإنسان فن راق وإبداع متجدد، إذ إن مختلف التجارب في موضوع نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الشباب تثبت أنهم يصبحون أكثر إبداعا»، موضحا أن ذلك يتم عندما يتم التعامل معهم وفق ذلك، كما أنهم يتقبلون ثقافة حقوق الإنسان بإعجاب وتفاعل، وذلك أنها في نهاية الأمر ثقافة إنسانية، وتقوم بدورها بتمهيد ثقافة المواطنة التي تضع عليهم حقوقا وواجبات