بيَّن تقرير أن البحرين يمكن أن تستفيد بقوة من خدمات التعهيدات أو الإسناد التي يبلغ حجم السوق العالمي فيها نحو 150 مليار دولار في الوقت الحاضر بسبب توافر الموظفين المهرة القادرين على استيعاب هذا النوع من العمل. وأن المملكة يمكن أن تواجه تحدي توفير وظائف عن طريق صناعة إسناد الأعمال.
وقال التقرير إنه نتيجة الطفرة الاقتصادية التي تشهدها معظم دول الشرق الأوسط، يتزايد الطلب على المتحدثين باللغتين العربية والانجليزية في ظل سعي الشركات الدولية إلى إيجاد دول لتأمين خدمات التعهيدات (Outsourcing) وخصوصا بعد التراجع لاستخدام الهند كواحدة من الدول التي تقدم هذه الخدمات.
وأضاف «تبرز البحرين على الساحة للتنافس على المراكز العالمية الجديدة مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية»، كما أن المملكة تتمتع بمركز قوي يمكنها من توفير الموظفين المهرة اللازمين لنجاح عمليات تأمين الخدمات من المصادر الخارجية».
وأفاد تقرير منتدى البحرين الاقتصادي أن تنمية المهارات تجتذب أعدادا متزايدة من الشركات المزودة لخدمات التعهيدات الخارجية التي يمكن أن توفر فرص عمل كثيرة للبحرينيين ذات رواتب جيدة وخصوصا في قطاعات الصيرفة والمال والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك الخدمات الاستشارية.
لكن التقرير أوضح أن البحرين لاتزال بحاجة إلى تنفيذ مبادرات تطويرية بهدف تمكين قطاع (التعهيدات الخارجية) من أن يكون المحرك الدافع لنمو البحرين وأن يصبح البحرينيون الخيار الأفضل للعمل في القطاع الخاص. كما يجب على البحرين أن تجهز نفسها أولاَ لتوفير بنية تحتية شاملة ومناخ يجتذب الشركات لتأسيس فروع أو مراكز إقليمية لها في البحرين لخدمات السوق العالمية ككل.
وأفاد التقرير أن «أنظمة سوق العمل الحالية التي تسري على القطاع الخاص تعوق قدرة القطاع الخاص على التحول إلى محرك لنمو صناعة تأمين الخدمات من المصادر الخارجية، وبينما أدت التغييرات التنظيمية في المنطقة إلى إزالة الرتابة البيروقراطية في بعض الدول مثل المغرب، فإن الجهود في البحرين الهادفة إلى التخفيف من البيروقراطية لا تزال تحتاج إلى تسريع وتيرتها».وأضاف «تستطيع البحرين التعلم من الدروس الصعبة التي واجهتها دول أخرى حاولت الاستفادة من فرص التأمين من المصادر الخارجية وفشلت مثل جنوب إفريقيا». كما ذكر أن البحرين يمكن أن تنجح إذا قامت بتوفير إعانات لتوظيف البحرينيين من خلال توفير حوافز للتوظيف وبرامج جاهزية للعمل مثلما فعلت بولندا والبرازيل والفلبين لتوسعة مشاريع التأمين من المصادر الخارجية.
ودعا إلى إنشاء هيئة بحرينية مجهزة بموظفين أكفاء يقومون بتحليل إمكانات التصدير ويوفرون المساندة التسويقية وينفذون أنشطة العلاقات العامة لاجتذاب أفضل شركات التأمين من المصادر الخارجية.
وأضاف «تستطيع البحرين تأهيل نفسها لمواجهة تحدي توفير 100 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين على مدى السنوات العشر المقبلة من خلال قطاع تأمين الخدمات من المصادر الخارجية (التعهيدات).
وبدأت شركة بحرينية واحدة على الأقل في تقديم خدمات التعهيدات في البحرين وخارجها وهي شركة «مينا لخدمات الأعمال» التي تسعى إلى الانتشار في منطقة الخليج بعد تقوية مركزها في سلطنة عمان التي انطلقت منها.
وكانت الشركة وهي أول شركة من نوعها في المملكة تسعى إلى تحويل البحرين إلى مركز رئيسي لإسناد الأعمال، وأنها تعمل من خلال مركز الاتصالات المتكامل الجديد على تقديم خدمات دعم شاملة لشركات محلية وإقليمية باستخدام آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا مراكز الاتصالات إذ سيتم توزيع وتوجيه الاتصالات وإنجاز المعاملات التي تحتاج إلى مهارات خاصة باستخدام أنظمة Nortel Option 11C. كما تتم معالجة الاستفسارات التي تظهر تلقائيّا على الشاشة وتطبيقات قواعد البيانات من خلال تكامل الأنظمة الهاتفية مع أنظمة الحاسوب عبر خادم تابي (TAPI Server) وتتم إدارة زبائن مركز الاتصالات وإصدار التقارير باستخدام أنظمة Nortel Symposium Express Suite.
وبدأت الشركة تدريب نحو 100 بحريني وبحرينية حملة الدبلوم والشهادات الجامعية لمدة تسعة أشهر على برنامج تنفيذي لمركز للاتصالات وآخر للسكرتارية الطبية بهدف تأهيل البحرينيين لتسلم وظائف في الشركة لخدمة الزبائن في خطة طموحة تهدف إلى توفير فرص عمل للمواطنين بعد حصولها على عقود إسناد أعمال (Outsourcing) من شركات ومؤسسات في البحرين وبعض دول المنطقة.
ويتركز نشاط الشركة في أعمال الاتصالات (خدمة الزبائن) والسكرتارية الطبية (الوصفات الطبية) والتدريب.
وتعمل دول الخليج العربية على توفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة المتزايدة في المنطقة الغنية بالنفط والتي يعمل بها أكثر من 10 ملايين أجنبي معظمهم من شبه القارة الهندية والفلبين، ويرى رئيس «مينا لخدمات الأعمال» علي الهاشمي أن هذا المجال يمكن أن يكون فرصة كبيرة للشباب للانخراط فيه. وعلى رغم أن هذا المجال ليس جديدا فإنه يحتاج إلى تدريب وتأهيل قبل تسلم الوظيفة وهو ما تعمل من أجله الشركة الجديدة.
العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ