العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ

الفردان يرفع علم البحرين 19 مرة خلال موسم 2007

شرّف المملكة بإنجازاته العالية في مختلف المحافل الدولية

تمكن سائق فريق بيت التمويل الخليجي ابن المملكة الشاب حمد الفردان (20 عاما) من تشريف بلاده (19 مرة) بصعوده البوديوم (منصات التتويج) الدولية خلال مشاركاته في البطولات الدولية المختلفة لموسم 2007، مؤكدا بذلك أنه سائق من الطراز الأول ومتمكن من قدراته على مضمار السباق أينما وجد وباستطاعته إثبات وجوده كسائق بحريني وأحقيته في المنافسة كسائق عربي إلى جانب السائقين الدوليين.

نيوزيلندا وبداية الإنجازات

نجم سباقات سيارات المقعد الواحد المتألق حمد الفردان تمكن من صعود البوديوم في نيوزيلندا خلال منافسات بطولة (فورمولا تويوتا نيوزيلندا الشتوية) 4 مرات، وكانت هي نقطة الانطلاقة وبداية الغيث في حصد الإنجازات المشرفة التي توالت بعد ذلك الواحدة تلو الأخرى، ففي الجولة الأولى لم يوفق ابن المملكة الصغير في سنة والكبير في عطائه من تحقيق نتيجة متقدمة بسبب العارض الصحي الذي ألم به حينها والذي تسبب في خسارته للسباق، إلا أنه وفي الجولة الثانية وبعد أن استعاد عافيته رجع بكل حماس ونشاط عاقدا العزم على تحقيق نتيجة يسعد بها بلاده ويشرفها في هذا المحفل الآسيوي المهم وكان له ما أراد.

ففي تاريخ 7 يناير/ كانون الأول 2007 حلّ ثالثا في السباق الأول وكذلك ثالثا في السباق الثاني ليعلن أنه من أقوى المنافسين على المراكز الأولى، وتميزت بطولة فورمولا تويوتا نيوزيلندا بمشاركة واسعة من قبل مختلف السائقين والسائقات الذين قدموا إلى البطولة من مختلف أرجاء العالم ما ميز هذه البطولة بالقوة والتحدي والإثارة بين السائقين، وكان الفردان يحتل مركزا متأخرا في الترتيب العام للسائقين بسبب خسارته للجولة الأولى ولكن بعد مشاركته الايجابية في الجولة التالية تمكن من تحسين نتيجته والتقدم عدة مراكز في سلم ترتيب السائقين، ما جعل بقية السائقين أخذ الحيطة والحذر من السائق العربي الوحيد في البطولة والالتفات لهذا السائق الذي يمتلك قدرات ومهارات عالية جدا على مضمار السباق.

وواصل سائق فريق بيت التمويل الخليجي تحقيقه الإنجازات عالية المستوى، ففي السباقين اللذين أقيما في 21 يناير عاود النجم البحريني الصعود على البوديوم في المركز الثالث خلال السباق الأول والمركز الثاني خلال السباق الثاني ليبهر الجميع بأدائه الراقي ليجبر جميع من كان حوله على متابعة هذا السباق الذي كان مساندا لبطولة سباقات (A1) وبفضل ما قدمه الفردان الصغير من عرض مذهل بعد انطلاقه من مركز متأخر متجاوزا جميع منافسيه ومعلنا للجميع بأنه قادم إلى منصة التتويج ولا محال من ذلك ولا يمكن لأحد أن يوقفه عن عزمه الأكيد.

فورمولا 3 البريطانية والانطلاقة الفعلية

وخلال مشاركته في بطولة الفورمولا 3 البريطانية الدولية التي انطلقت في التاسع من شهر أبريل/ نيسان 2007 على مضمار حلبة أولتون بارك البريطانية لم يوفق الفردان مرة أخرى ومع بداية موسم جديد بتحقيق أية نتيجة بسبب عدم جاهزية السيارة والأعطال الفنية والتقنية التي واجهته، إذ إن (فريق برفورومنس ريسنغ) السويدي الذي شارك حمد الفردان معه لم يجهز له السيارة جيدا لمنافسات البطولة، ومع الجولة الثانية التي أقيمت بتاريخ 22 أبريل تواصلت إخفاقات ابن البحرين وخرج من الجولة خالي الوفاض لعدم تحقيقه أي مركز يذكر في سباقيها، ما جعل البعض يشعر أن الفردان غير قادر على المنافسة في هذه البطولة الضخمة والتي تحظى باهتمام دولي كبير، لكنه ومع ما كان يخفيه في قلبه فاق كل التوقعات، إذ إن الإصرار على المنافسة والإصرار على رفع علم مملكة البحرين عاليا في سماء أوروبا وإسعاد كل من وقف معه وأولهم والده بطل الراليات الأسبق أحمد الفردان جعله يتشبث بموقفه وبمبدئه الذي لا يحيد عنه ليفاجئ الجميع فيما بعد على رغم كل ما واجهه من صعوبات في سباق الجولة الثالثة الذي استضافته أجمل حلبات العالم وهي حلبة الشوارع في العاصمة الرومانية (بوخارست) المحيطة بمبنى البرلمان التاريخي في التاسع عشر من مايو، لتكون هذه هي الانطلاقة الفعلية للبحريني حمد الفردان في بطولة الفورمولا 3 البريطانية أقوى البطولات الأوروبية، وكانت حلبة بوخارست الرومانية أول الغيث لابن المملكة في هذه البطولة.

إنجازات متتالية

وتوالت انتصارات حمد الفردان في البطولة البريطانية انتصارا تلو الآخر، فقد تمكن النجم البحريني من تحقيق المركز الثاني في السباق السابع من الجولة الرابعة الذي أقيم في الثالث من يونيو على مضمار حلبة سنترتون ببريطانيا، ليفاجئ الجميع بهذا الإنجاز خاصة فريق (برفورمنس ريسنغ) الذي لم يكن يثق بقدرات الشاب العربي الوحيد الذي انضم لمنافسات هذه البطولة.

واستمر الفردان في رفع راية الانتصار وتمكن مرة أخرى وفي اليوم التالي تحديدا من تحقيق المركز الثالث في السباق الثامن من الجولة نفسها ليضع الجميع عند موقف يراجعون فيه أنفسهم، إذ إن الفردان كان جديدا على هذه الحلبات بعكس بقية المتسابقين المشاركين بالبطولة الذين يمتلكون خبرة ومعرفة ودراية سابقة بمسار الحلبات البريطانية، وفي الجولة الخامسة تمكن الفردان أيضا من خطف المركز الثالث في السباق العاشر ليعتلي منصة التتويج مرة أخرى رافعا ومرفرفا بعلم مملكة البحرين عاليا وكان ذلك في 24 من يونيو/ حزيران في أشهر الحلبات العالمية في مضمار حلبة مونزا الإيطالية.

19 بوديوم في فورمولا بريطانيا

وبعد إنجاز حلبة مونزا الإيطالية انفتحت شهية الفردان في اعتلاء منصات التتويج ليتمكن فيما بعد من تحقيق المركز الثالث على مضمار سباق حلبة براندز هاتش ببريطانيا بتاريخ 15 من يوليو/ تموز مضيفا بذلك إنجازا آخر في رصيد إنجازاته الحافل، وتمكن أيضا من تحقيق المركز الثالث مرة أخرى في مضمار الحلبة البلجيكية الدولية سبا في التاسع والعشرين من يوليو، واستمرت الإنجازات في التوالي عندما تمكن من تحقيق بوديوم مزودج على مضمار أشهر الحلبات البريطانية وأعرقها حلبة سلفسترستون بعد تحقيقه للمركز الثالث في السباق السادس عشر والمركز الثاني في السباق السابع عشر، وفي الجولة التالية تمكن سائق بيت التمويل الخليجي حمد الفردان من اعتلاء منصة تتويج حلبة ثروكستون البريطانية في السادس والعشرين من أغسطس محققا المركز الثالث في السباق الثامن عشر في البطولة، وفي الجولة الحادية عشر تمكن البطل الواعد لأهم سباق في عالم رياضة السيارات من تحقيق المركز الثالث في السباق العشرين من عمر البطولة البريطانية في التاسع من سبتمبر/ أيلول، وفي الجولة الأخيرة ختم الفردان البطولة بتحقيقه آخر بوديوم له فيها بالمركز الثالث في السباق الحادي والعشرين بتاريخ 30 من سبتمبر، منهيا بذلك البطولة وعصرا من التميز له كسائق عربي يخوض هذه البطولة الدولية وبرصيد (19) منصة تتويج ومسجلا اسمه كأول سائق بحريني وعربي يحقق مثل هذه النتيجة المميزة على مستوى سباقات السيارات الدولية، ولتكون محطة أوروبا انطلاقة مبشرة لبطل بحريني واعد في عالم الرياضة الميكانيكية.

عينه على لقب آسيوي

وانتقل سائق بيت التمويل الخليجي بعدها إلى القارة الآسيوية بعد توقف نشاطات القارة البيضاء أوروبا ليواصل مسيرته الرياضية من دون توقف بمشاركته في بطولة الفورمولا 3 الآسيوية، وافتتح الفردان الموسم ومشاركته الموفقة في هذا الميدان الآسيوي والدولي بتحقيق إنجاز رفيع المستوى بعد أن خطف المركز الأول خلال سباقي الجولة الأولى من البطولة التي يشارك فيها عدد من الأبطال الدوليين والتي أقيمت على مضمار حلبة سيبانغ الماليزية في الفترة من 24 حتى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رافعا راية التحدي ومعلنا أنه آتٍ للمراكز الأولى فقط.

وتمكن الفردان من معاودة انتصاراته وحصد الألقاب الدولية بتحقيقه المركز الثاني خلال السباق الرابع الذي أقيم على مضمار حلبة زوهاي الدولية في الصين خلال الفترة من 15 حتى 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري ليواصل حصيلة الإنجازات الدولية المشرفة، وبهذا يكون الفردان أنهى حصاد موسم 2007 بهذا الكم الجيد من الانتصارات على الصعيد الدولي.

وبطولة الفورمولا 3 الآسيوية لا تزال مستمرة ولا يزال نجم السباقات البحريني يشارك فيها مشاركة إيجابية وفاعلة إذ تبقى نصف عمرها الذي يتزامن مع موسم 2008 4 سباقات على مضمار حلبة (باتانجاز) الفلبينية تبدأ في 12 يناير 2008، 4 سباقات على مضمار حلبة (تشيناي) الهندية في الفترة من 9 حتى 10 فبراير/ شباط 2008، 3 سباقات على مضمار حلبة زوهاي الصينية في الفترة من 15 حتى 16 مارس/ آذار 2008 وسباقين على مضمار حلبة (تي بي إن) الصينية في الفترة من 17 حتى 18 أبريل 2008.

وسيكون الجميع بانتظار مشاركة البطل البحريني حمد الفردان في موسم 2008 وما يمكن له حصده على مستوى غلة هذا الموسم الذي يبدأه مبكرا، علما أنه يحضّر للمشاركة في بطولة الفورمولا 3 البريطانية، معيدا بذلك تجربته السابقة لتكون أكثر تألقا وتوفيقا مما كانت عليه في موسم 2007 التي أنهاها بحصوله على المركز الثالث على مستوى الترتيب العام برصيد 182 نقطة بعد السائقين المكسيكي سيرجيو بيريز صاحب المركز الأول برصيد 376 نقطة والصيني كونج فو تشينج صاحب المركز الثاني برصيد 267 نقطة.

إنجاز خلفه كثيرون

وخلال هذا المشوار الملون بالإنجازات المشرفة بدءا من بطولة فورمولا تويوتا نيوزيلندا حتى هذا اليوم الذي يشارك فيه الفردان في بطولة الفورمولا 3 الآسيوية، كان خلف هذه الإنجازات دعم ومؤازرة كبيرة، فالدور الأكبر والأبرز كان لبيت التمويل الخليجي من خلال الدعم السخي الذي قدمه لابن المملكة ما سهل عليه المشاركة في جميع هذه البطولات، كما وجدت الشركة والناقلة الوطنية التي دعمت ومازالت عند وعدها شركة طيران الخليج التي أخذت على عاتقها تحمل تنقلات الفريق إلى جميع محطات مشاركاته، إذ ساهم ذلك وبشكل كبير في التخفيف من عبء التنقلات إلى جميع المشاركات في مختلف أرجاء الكرة الأرضية، وكان لمساهمة شركة نفط البحرين (بابكو) الأثر البارز في إنجازات ابن البحرين وكذلك الدعم اللامحدود والتسهيلات من قبل الاتحاد البحريني للسيارات وحلبة البحرين الدولية ودعم مختلف وسائل الصحافة البحرينية بمتابعتها المميزة والإعلام من تلفزيون «البحرين» وقناة «الجزيرة» و»العربية» وقناة «جير ون» وعدد من القنوات الرياضية والإخبارية الأخرى مساهمة كبيرة في إبراز هذا البطل الصغير الذي أصبح اسمه بارزا في رياضة السيارات ويشار إليه بالبنان.

العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً