عقد عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج دبليو بوش، الذي وصل البحرين أمس في إطار جولته في المنطقة، جلسة مباحثات ثنائية مساء أمس، تناولت العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، كما استعرضا تطورات الوضع في الشرق الأوسط وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقام جلالة الملك بتقليد الرئيس جورج بوش وسام عيسى من الدرجة الممتازة، في وقت قالت فيه وكالة الأنباء الفرنسية، إن من المتوقع أن يلقي الرئيس الأميركي اليوم (الأحد) خطبة موجهة إلى الشعب الإيراني، يعتبرها البيت الأبيض الحدث «الأهم» في جولته الشرق أوسطية.
وكان جلالته في مقدمة مستقبلي الرئيس الأميركي لدى وصوله البلاد أمس. وأشاد الرئيس بوش بجهود العاهل المفدى في مجال الإصلاحات الديمقراطية. وقال «إن الإصلاحات البحرينية تجعل بلدكم أقوى... إنكم تظهرون قيادة قوية... إنكم توضحون للدول الأخرى كيفية المضي للأمام».
من ناحيته، أشاد عاهل البلاد بدور الرئيس الأميركي في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، متطلعا جلالته الى مجالات جديدة من التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة، كما أشاد جلالته بدور الولايات المتحدة الأميركية في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وجهود الرئيس بوش في إيجاد حل دائم وعادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكفالة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وفي خبر لوكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، قالت إن من المتوقع أن يخاطب الرئيس الأميركي الإيرانيين مباشرة اليوم (الأحد) فيما يعتبره البيت الأبيض الخطاب الأهم في جولته الشرق أوسطية الهادفة إلى حشد التأييد العربي ضد الجمهورية الإسلامية.
وأضافت أنه في ختام خطاب الأحد في أبوظبي وعنوانه «الحريات»، سيتوجه بوش إلى شعوب المنطقة و«سيخاطب الإيرانيين مجددا قائلا لهم إن ثمة مستقبلا أفضل لهم»، وفق ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو.
****
الملك يشيد بالدور الأميركي في دعم عملية السلام
المنامة - بنا
أشاد عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بدور الولايات المتحدة الأميركية في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وجهود الرئيس بوش في إيجاد حل دائم وعادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكفالة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وكان جلالة الملك عقد والرئيس الأميركي جلسة مباحثات ثنائية مساء أمس تناولت العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها كما استعرضا تطورات الوضع في الشرق الأوسط وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وألقى جلالة الملك كلمة في بداية الاجتماع قال فيها: «نحن سعداء ونشعر بالفخر باستضافة الرئيس في البحرين. لقد كان حديثنا مثمرا جدا، ويمكنني القول إنه كان حديثا أخويا، ولذلك فإنني أقول أهلا بك في البحرين». كما ألقى الرئيس الأميركي كلمة قال فيها: «شكرا يا جلالة الملك وإنني لفخور لحضوري هنا، كما أنني فخور بكوني أول رئيس للولايات المتحدة يزور البحرين وإنه لتشريف دعوة جلالتكم لي، وأتمنى أن تتمكنوا من زيارة واشنطن في أقرب فرصة ممكنة، وسأكون سعيدا بذلك وسأحاول جاهدا أن أفعل مثل ما فعلتم من ترحيب قد لا يكون بمثل مقدار الحفاوة البالغة ولكن يسعدني رؤيتكم هناك».
وتطلع الرئيس الأميركي إلى «الحديث عن مسائل أخرى في المنطقة وبصفة خاصة العراق، فكما أعلم فإنكم مهتمون بالعراق والأمور السياسية فيه. إنني لسعيد أن أبلغ جلالتكم أن مجلس النواب العراقي أقر اليوم (أمس) قانونا خاصا يعد خطوة مهمة للمصالحة وهي إشارة مهمة، إن قادة ذلك البلد يفهمون أنهم يجب أن يعملوا معا لكي يحققوا طموحات الشعب العراقي. لذلك أتيت بتلك الرسالة الكبيرة وهى رسالة مفعمة بالأمل، تلك الرسالة هي أن السلام سيعم الشرق الأوسط، وإنني لفخور أنكم من أقوى أصدقائنا وحلفائنا».
ووجه الرئيس الأميركي إلى جلالة الملك دعوة للقيام بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية. واستعرض جلالة الملك والرئيس الأميركي تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا ما يتصل منها بجهود السلام في الشرق الأوسط وأكدا دعمهما لمسيرة المفاوضات الثنائية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأهابا بالجانبين توفير الظروف المناسبة لتنفيذ قرارات المؤتمر الدولي الأخير للسلام في أنابوليس، ودعا الطرفان إلى تركيز جهودهما على تذليل أي عقبات تعترض المسيرة السلمية وسبل إنجاحها.
وفي الشأن العراقي، أكد الجانبان ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي وأهمية توفير الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدته الوطنية، وأكدا دعمهما لجهود مكافحة الإرهاب والعمل على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة. وطالبا جميع الأطراف بحل نزاعاتها بالطرق الدبلوماسية والسلمية. وحذرا من مخاطر أعمال الاستفزاز التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة جمعاء.
وأشاد جلالة الملك بدور المجتمع الدولي في الحفاظ على امن المنطقة واستقرارها، منوها إلى أن الأمن والاستقرار هما العامل الأساسي في تحقيق التقدم والازدهار والتنمية الشاملة لما فيه مصلحة دول المنطقة وشعوبها والسلام العالمي. وحث جلالة الملك والرئيس الأميركي الأطراف اللبنانية على حل الأزمة السياسية بالسرعة الممكنة والتعجيل بانتخاب رئيس توافقي بما يحقق مصلحة لبنان ووحدته واستقراره.
****
مسئولة التشريفات في البيت الأبيض نانسي بريكر في لقاء صحافي:
نتقبل التظاهر فهو تعبير عن الديمقراطية
الجفير - ندى الوادي
أكدت مسئولة التشريفات في البيت الأبيض بالولايات المتحدة نانسي بريكر في رد لها على سؤال «الوسط» تعليقا على المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في البحرين ضد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للبحرين أن التظاهر والتعبير عن الاحتجاج هما جزء من الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها جزء من حرية التعبير عن الرأي الذي نشاهده كل يوم في أميركا، وأضافت «نتمنى أن يتفهم المتظاهرون ما يحاول الرئيس الأميركي القيام به من خلال هذه الزيارة».
وأشادت بريكر - التي وصلت إلى البحرين ضمن وفد الرئيس الأميركي - في لقاء جمعها ببعض مندوبات الصحف المحلية مساء أمس (السبت) بمستوى الاستقبال الذي حظي به وفد الرئيس الأميركي في البحرين، مشيدة بالمستوى الحضاري الذي تتمتع به البحرين في المنطقة. ووصفت بريكر الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي للمنطقة بـ «الناجحة جدا»، وأنها لن تكون الزيارة الأخيرة لبوش للمنطقة. فيما توقعت أن تشهد الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية القادمة وضعا مشوشا ومختلطا بشكل لم يسبق له مثيل في أميركا من قبلُ.
وعن العمل الذي تؤديه في البيت الأبيض أوضحت بريكر أنها مسئولة عن كل التشريفات الرسمية التي يقيمها، علاوة على الاهتمام بسجل كبار الزوار والضيوف الذين يزورون الولايات المتحدة في مهمات رسمية. وأضافت أن القسم الذي تشرف عليه قام بالكثير من الفعاليات والأنشطة للاهتمام بنظرة دول العالم المختلفة إلى الولايات المتحدة، آخرها كان استطلاعا للرأي أجري على سفراء كل الدول في واشنطن، وتبيّن من خلاله أن أهم القضايا التي يغلب عليها اهتمام هؤلاء السفراء هي قضايا الاقتصاد والمال والأعمال، إلى جانب قضايا الطاقة والبيئة والهجرة إلى الولايات المتحدة. وأضافت في تعليقها على كونها امرأة تشغل هذا المنصب في البيت الأبيض «إنه عمل يشكل تحديا كبيرا لي بصفتي امرأة، وخصوصا أنه يتطلب مواصفات جسمية خاصة فالحركة والتنقل الدائمان هما جزء من العمل الذي أقوم به».
وفيما يتعلق بالمؤسسة الخاصة التي قامت بإنشائها في الولايات المتحدة لدعم النساء المريضات بمرض سرطان الثدي والتي تحظى بدعم سيدة أميركا الأولى أيضا أوضحت بريكر أنها تهدف من خلال هذه الزيارة للمنطقة إلى انضمام عدد من دول الخليج إلى هذه المؤسسة. فيما أشارت إلى قيام البحرين بالمشاركة عبر إرسال طبيبتين من مجمع السلمانية الطبي ضمن برنامج في إطار هذا المشروع.
*******
منحه وسام عيسى
الملك يبحث مع بوش علاقات البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية
المنامة - بنا
كان عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبلي رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج دبليو بوش والوفد المرافق لفخامته لدى وصوله البلاد أمس في زيارة رسمية ضمن جولة له في عدد من دول المنطقة يجري خلالها مباحثات مع جلالة الملك المفدى تتناول العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين في المجالات كافة إضافة إلى التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية. وقام جلالته في وقت لاحق من اللقاء بتقليد الرئيس جورج بوش وسام عيسى من الدرجة الممتازة.
واستقبل جلالة الملك بقصر الصخير أمس الرئيس الأميركي جورج بوش بحضور رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.
ولدى وصول موكب الرئيس الاميركي إلى قصر الصخير ترافقه كوكبة الخيالة الملكية جرت لفخامته مراسم استقبال رسمية، إذ توجه جلالة الملك وفخامة الرئيس الأميركي إلى منصة الشرف وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الرئاسي للولايات المتحدة الأميركية والسلام الوطني لمملكة البحرين.
بعد ذلك توجه جلالة الملك وضيف البلاد إلى المنصة الملكية حيث ألقى كلمته السامية، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس،،،
إن زيارتكم التاريخية لمملكة البحرين باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس أميركي تعكس متانة وقوة العلاقات التاريخية التي تربط بلدينا الصديقين. ونحن في مملكة البحرين إذ نرحب بكم ترحيبا نابعا من عفوية شعبينا الحارة في التلاقي الإنساني السمح، لنؤكد لكم في الوقت ذاته أن هذه الزيارة ستكون عالقة في أذهان أجيالنا على مدى عقود قادمة.
وليس من المبالغة القول إن أبكر وأقدم اتصال تم بين الولايات المتحدة وبلد من هذه المنطقة كان بين بلدينا الصديقين قبل ما يزيد على مئة عام. وكان في أنبل مجالات التعاون بين الشعوب، وهو المجال الصحي الإنساني والمستمر إلى هذا اليوم وما تبعه من تحديث التعليم وحرية الثقافات، وذلك ما تميزت به البحرين تاريخيا ولاتزال أكثر حرصا على صيانته وتطويره.
بعدها، تنامت روابط التعاون بين البحرين والولايات المتحدة بحسب مستجدات العالم في الطاقة والصناعة والتعليم العالي، وتوج ذلك توصلنا لاتفاقية التجارة الحرة التي أكدت توافقنا على قوانين العصر. وكميناء مفتوح في قلب العالم الحر، وجدت البحرية الأميركية منذ ما يزيد على خمسين عاما في البحرين مرفأ للوشائج الإنسانية بقدر ما هي للتسهيلات اللوجستية الدفاعية، ونحن فخورون بالعلاقة مع البحرية الأميركية. وما قدمته من مساندة للبحرين وضمانة لحرية الملاحة في المنطقة.
البحرين تعتبر أميركا حليفا وصديقا وشريكا
وفي البحرين، نقدر لكم وللشعب الأميركي الصديق الدعم المتواصل لنا والتضحيات الجسام لتمكين الشعوب من السلم والتقدم وبناء العالم المعاصر وعبر هذه المنظومة من القيم فإن البحرين تعتبر الولايات المتحدة حليفا وصديقا وشريكا تعمل معه يدا بيد بمفهوم مشترك يجمع بيننا ويستند إلى الإيمان بقيم الحرية والتعددية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة في المجتمع. وما بناء الأمم وتقدمها إلا بالتنظيم والعلم والعقل وروح الاعتدال تعزيزا لدولة القانون والمؤسسات، مع الاحتفاظ بقوة كافية لردع التهديدات المحتملة على الأمن الوطني عن طريق المزيد من التعاون العسكري المشترك وبناء القدرات الذاتية، مقدرين لكم التعاون الدفاعي وما توصلنا إليه من منظومات دفاعية متطورة للقيام بالواجب في الدفاع عن الوطن وحريته.
فخامة الرئيس،
هكذا... فإن زيارتكم تستند إلى كل هذا الرصيد الخصب من شراكة البناء وتضيف إليه وهي زيارة تدعم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم والذي يعد شرطا لابد منه لتوفير الرخاء والازدهار لمختلف شعوبها ويسجل التاريخ أن إسهام الولايات المتحدة الكبير في تحرير دولة الكويت الشقيقة مع سائر الأشقاء والأصدقاء قد ساعد في دفع حركة التنمية الجارية في المنطقة وفي تثبيت الحدود القائمة بين دولها.
ونعتقد أنها فرصة تاريخية لا تعوض: رؤيتكم الآن لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل في وقت تتحول فيه هذه الرؤية إلى مطلب أممي ينشده ضمير العالم بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة وخطة أمنية إقليمية تعزز الاستقرار والازدهار وحرية الشعوب آملين أن تتحقق هذه الآمال الكبار بإذن الله.
وختاما، فإنه تقديرا من البحرين يسرنا منح فخامتكم وسام عيسى من الدرجة الممتازة مقدرين تفردكم بالسبق والإقدام في انجاز ما لم يتحقق من قبل في مجال العلاقات الثنائية البحرينية الأميركية، أهلا وسهلا بكم في البحرين.
بعد ذلك، قام جلالة الملك بتقليد الرئيس جورج بوش وسام عيسى من الدرجة الممتازة تقديرا لفخامته لدوره وجهوده في دعم وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية.
ثم ألقى الرئيس بوش كلمة بالمناسبة، قال فيها:
جلالة الملك...
شكرا جزيلا على منحي هذا الوسام الرفيع، وهذا يشرفني جدا، وإنني أقبله باسم شعب الولايات المتحدة الأميركية، وأيضا أشكر كلا من سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد على ضيافتكم الكريمة. إنني فخور جدا أن أكون أول رئيس للولايات المتحدة يزور بلدكم.
بوش: «الاتفاقية» تمهد لتجارة حرة وعادلة بين دولنا
ربما يجب علينا القول إنه قد حان الوقت. الشعب الأميركي على علاقة صداقة طويلة مع شعب البحرين فلعدة عقود رحبت البحرين ببحرية الولايات المتحدة، حيث إنها تمثل موطن أسطولنا الخامس. منذ عامين مضيا شعرت بسعادة عند توقيع تشريع قاد إلى تقوية صداقتنا وعلاقتنا إنها اتفاقية التجارة الحرة مع البحرين. إنها أول اتفاقية من هذا النوع بالنسبة إلى الولايات المتحدة مع أي دولة في الخليج وهذه الاتفاقية تمهد الطريق لتجارة حرة وعادلة بين دولنا، حيث يمكننا خلق فرص العمل والأمل في أراضي كل من بلدينا. البلدان يشاركان في وجهة نظر مشتركة بينهما بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط، ومن خلال تحالفنا فإننا نشارك في تحملنا الأعباء والمخاطرة للحفاظ على الأمن بالإضافة إلى الدفاع عن الحرية في أرجاء المنطقة. ونحن أيضا نؤمن بقوة الإصلاح الديمقراطي.
... ويشيد بالديمقراطية في البحرين
جلالة الملك،
إنني أقدر حقيقة أنكم في صدارة الجبهة الأمامية في تقديم الأمل للناس من خلال الديمقراطية. لقد أجرى بلدكم الانتخابات الحرة مرتين منذ العام 2000. وفي العام 2006 انتخب شعبكم امرأة عضوا في برلمانكم . إن الإصلاحات في البحرين تقوي بلدكم وأنتم تظهرون قيادة قوية وإنكم لتفسحون الطريق للمضي للأمام بالنسبة لدول أخرى.
ويناقش «السلام» وأمن الخليج
جلالة الملك، إنني أتطلع للاجتماع معكم فيما بعد خلال هذا اليوم (أمس)، وإنني لأتطلع لمناقشة كيفية مواصلة تقدم السلام في الشرق الأوسط. وأتطلع لأن أشارك معكم بخبرتي التي حدثت في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وإنني لأتطلع للحديث عن كيفية الاستمرار في ضمان الأمن في الخليج، ومعا سنستمر في تقوية صداقتنا وتعاوننا وإنني فخور بأن ألقاكم سيدي. شكرا.
******
زيارة الرئيس الأميركي تدفع التعاون بين البلدين للارتقاء
تأتي زيارة الرئيس الأميركي إلى البحرين لتمنح التعاون الوثيق بين البلدين في جميع المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية دفعة جديدة للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما من جانب، والإسهام في تعزيز أمن واستقرار وازدهار منطقة الشرق الأوسط في ظل ما تمر به من تحديات سياسية وأمنية من جانب آخر، إضافة إلى مجاراة الحدث الأهم الذي تتجه له جميع أنظار العالم وهو القضية الفلسطينية والتي تنعقد الآمال على أن تكون جولة الرئيس الأميركي في المنطقة بداية للتوصل إلى حلول مقبولة من الأطراف كافة لإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.
ويعد يوم السبت (12 يناير/ كانون الثاني 2008) يوما تاريخيا في مسيرة العلاقات البحرينية الأميركية، إذ شهد أمس زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش إلى البحرين كأول زيارة رسمية لرئيس أميركي يقوم بها إلى المملكة كما تعد هذه الزيارة التي ثمن فيها عاليا مواقف مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة منعطفا تاريخيا مهما في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما أنها ترتكز على تاريخ طويل من العلاقات والاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين تجسده مشاعر الاحترام والتقدير المتبادل بين قيادتي البلدين.
وعند التأمل في مضمون الكلمة السامية لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي ألقاها خلال استقباله الرئيس الأميركي نجد أنها سلطت الضوء على جملة من القضايا الرئيسية والمهمة وهي:
أولا، العلاقات الثنائية التاريخية المتميزة بين البلدين، إذ أشاد جلالته بقوة ومتانة العلاقات بين البلدين والتي تمتد لما يزيد على عشرة عقود والتي تشهد تناميا مستمرا على الأصعدة كافة، إذ بدأ بالتعاون في المجال الصحي وصولا إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وفي هذا الصدد، يجسد حديث جلالة الملك حجم التقارب بين البلدين الصديقين والحرص على تعزيزه وصيانته وتطويره بما يتناسب وقوانين العصر، إذ أكد جلالته أهمية الشراكة القائمة بين البلدين في تحقيق المصالح المشتركة لهما.
وحرص جلالته على التأكيد أن البحرين في إطار علاقاتها مع الولايات المتحدة تعمل وفق مفهوم مشترك ورؤية متقاربة تستند إلى الإيمان بقيم الحرية والتعددية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة في المجتمع انطلاقا من إيمان البحرين بأن بناء الأمم وتقدمها لن يتأتى إلا من خلال التنظيم والعمل وروح الاعتدال وسيادة قيم دولة القانون والموءسسات.
وترجمت رؤية جلالة الملك مدى اعتزازه بما حققته مملكة البحرين على الصعيد الديمقراطي لدرجة باتت معها محل إعجاب وتقدير دوليين، ما كان له أبلغ الأثر في تحقيق البيئة الملائمة لنمو اقتصادي واستثماري كان المواطن البحريني هدفه الأول والأخير.
ثانيا، الإشادة بالتعاون الامني والتحالف الاستراتيجي بين البلدين والهادف إلى تعزيز أمن الخليج فقد جاءت كلمة جلالة الملك واضحة في هذه المسألة، إذ أثنى جلالته على التعاون الأمني والعسكري بين البلدين والذي يعود إلى ما يزيد على خمسين عاما، لافتا إلى حجم التسهيلات اللوجستية الدفاعية التي قدمتها المملكة خلال هذه السنوات للبحرية الأميركية بهدف ضمان حرية الملاحة في المنطقة، مثمنا جلالته كذلك التعاون بين البلدين ودوره في بناء المنظومة الدفاعية البحرينية القادرة على الدفاع عن الوطن وحريته وردع التهديدات المحتملة على الأمن الوطني.
رؤية جلالة الملك تنطلق، في هذا الصدد، من أهمية التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين كدعامة لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وتعزيز الشرعية الدولية وتحقيق الاستقرار والقضاء على مسببات العنف والتوتر في المنطقة.
ثالثا، التأكيد على الموقف البحريني الثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إذ أعرب جلالة الملك عن اعتقاده بأن جولة الرئيس الأميركي في المنطقة فرصة تاريخية لا تعوض لإقامة هذه الدولة من منطلق أن ذلك يعد مطلبا أمميا ينشده ضمير العالم بهدف التوصل لسلام شامل وعادل في المنطقة بما يدفع نحو تحقيق الاستقرار والازدهار وحرية الشعوب.
ويعكس حديث جلالة الملك عن الدولة الفلسطينية مواقف البحرين الثابتة من ضرورة إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء دولته المستقلة القابلة للحياة إلى جانب دولة «إسرائيل» كما تجسد رؤية جلالة الملك مبدأ العمل الجاد والسريع لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، على اعتبار أن ذلك يوفر الظروف الملائمة لدعم عمليات النمو في المنطقة من خلال التعامل مع القضايا في إطار المباحثات المستمرة والعمل الدبلوماسي.
ومن المعروف، أن مملكة البحرين تؤمن بثوابت الموقف العربي الداعم لعملية السلام ودعم الشعب الفلسطيني ومساعدته في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وهو ما تدلل عليه إسهامات المملكة النشطة في لجنة مبادرة السلام العربية ومشاركتها في مؤتمر أنابوليس للسلام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وجاءت الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي جورج بوش، في الجانب الآخر، مثمنة لمواقف البحرين وقيادتها.
*****
«بنا»: نحو 400 شخص يتظاهرون قرب السفارة الأميركية
في خطوة لافتة، بثت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا) أمس خبر تجمع عدد من ممثلي ومؤيدي الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني قرب السفارة الأميركية احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي للبحرين، وفيما يأتي نص الخبر :
في إطار حرية الرأي والتعبير التي كفلها دستور مملكة البحرين والممارسة الديمقراطية التي جسدها المشروع الإصلاحي الشامل تظاهر نحو 400 شخص بينهم أطفال ونساء يمثلون الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني على بعد كيلومتر واحد تقريبا من مبنى السفارة الأميركية في المنامة. ورفع المتظاهرون لافتات عبّروا فيها عن رفضهم للسياسات الأميركية في المنطقة وطالبوا من خلالها بوقف الحروب في المنطقة والعمل على حلّ القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن إقامة دولة فلسطينية ويعيد حقوق اللاجئين. يُذكر أن عدد الجمعيات السياسية والأهلية في البحرين وصل بحسب احصاءات العام 2007م، إلى أكثر من 460 جمعية سياسية وأهلية تمارس عملها بحرية تامة فى إطار قوانين مملكة البحرين التي كفلت حرية الرأي والتعبير وممارسة العمل السياسي بكل شفافية (حسبما جاء في خبر «بنا»).
****
تظاهرة بالقرب من السفارة الأميركية احتجاجا على زيارة بوش
الزنج - مالك عبدالله
تظاهر عدد من المواطنين أمس احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للبحرين، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالسياسة الأميركية في العالم عموما وفي العالم العربي والإسلامي خصوصا. وشارك في الاعتصام الذي نظمته 6 جمعيات سياسية هي: «وعد»، العمل الإسلامي، المنبر الوطني الإسلامي، الإخاء الوطني، الوفاق الوطني الإسلامية، المنبر الديمقراطي التقدمي، والتجمع القومي الديمقراطي، بالإضافة إلى «حركة حق» وعدد من الشخصيات الدينية والوطنية والسياسية. وألقى ممثلو الجمعيات السياسية كلماتهم بالإضافة إلى كلمة للشيخ ناجي العربي والشيخ صلاح الجودر.
إلى ذلك، قال بيان صادر عن منظمي الاعتصام - والذي كان عبارة عن رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش: «كنا نتمنى أن نرحب بكم في بلدنا لو جئتم حاملين لواء السلام والعدالة في العالم، وهو السلام والعدل الذي وضعه الآباء المؤسسون للولايات المتحدة عام 1776 بإعلان وثيقة الاستقلال عن بريطانيا، وعام 1787 بوضع الدستور الأميركي الذي أصّل لمبدأ فصل السلطات الثلاث الذي نعاني من غيابه في البحرين»، ووضع البيان مقارنة بين الدستور الأميركي ودستور مملكة البحرين فقال: «كما يحترم الشعب الأميركي دستوره الذي وضعه ممثلوه ولا يقبل أن يتم تعديله إلا من قبل الشعب، فإننا نحترم دستور شعب البحرين العقدي للعام 1973م ولا نقبل أن يعدله غير شعب البحرين».
وخاطب البيان الرئيس الأميركي قائلا: «في حديثك المنشور في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري مع الصحافة المحلية والعربية أثنيت وأشدت بـ «الديمقراطية البحرينية» التي قلت إنها تعكس «التراث والقيم البحرينية». نحن نستغرب مثل هذا الحديث عن ديمقراطية خاصة مختلفة عن الديمقراطية المتعارف عليها في العالم، وهي التي وضع أسسها توماس جيفرسون وآباؤوكم المؤسسون والثورة الفرنسية والتجربة الإنسانية المشتركة»، متسائلا البيان «هل نكون بعد أكثر من 230 عاما على تأسيس الولايات المتحدة أقل استحقاقا للديمقراطية مما كان عليه الأميركيون عام 1776؟ الحرية والديمقراطية أصبحت قيما عالمية مبنية على أسس معروفة مرتبطة بقيم حقوق الإنسان وفقط هي الأنظمة الدكتاتورية التي تتذرع بـ «التراث والقيم المحلية» لمنع وصول نسمة الحرية لمواطنيها».
وأضاف البيان «من الغريب أن تمتدحوا حكومتنا في تصريحاتكم الصحافية هذا الأسبوع بينما يدينها تقرير الخارجية الأميركية السنوي بشأن حالة حقوق الإنسان في البحرين، إذ يقرر تقريركم السنوي الصادر في مارس/ آذار 2007 وجود تمييز طائفي في البلاد وخصوصا في وظائف الدفاع والأمن، وأن التجنيس يتم في غياب الشفافية وعلى أسس طائفية(...) ويلاحظ عدم قدرة الشعب تغيير حكومته...، كما يؤكد تلاعب الحكومة في حجم الدوائر الانتخابية لضمان أغلبية نيابية مؤيدة بسبب عدم اعتماد تساوي الصوت الانتخابي، ويشهد بوجود قيود على الحريات المدنية مثل الصحافة والتعبير والتجمع والجمعيات ومن وجود شكاوى من غياب الاستقلال القضائي وانتشار الفساد فيه»، مبيّنا أن «تقرير وزارة الخارجية الأميركية لاحظ مسألة التقرير المثير للرأي العام الذي فجّر فضيحة وجود مؤامرة لافتعال انقسامات بين المواطنين وتسريع عمليات التجنيس السياسي وإفشال المعارضة في الانتخابات». وأردف البيان «وفي الأسابيع الماضية قتل مواطن بسبب الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن كما تم اقتحام المنازل وتعريض المواطنين للإهانة والمعتقلين للتعذيب وفُتشت إحدى جمعيات المعارضة ومُنع المحامون من الوصول إلى المتهمين. كل هذه الممارسات تؤكد أن الحكومة مازالت تستخدم بعض أساليبها القديمة في التنكيل بالنشطاء وبمعارضيها وأننا ما زلنا بعيدين عن الإصلاح المؤسسي الذي تتحدثون عنه».
بعدها خاطب البيان الرئيس الأميركي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان جراء سياساته الخارجية «بحجة حربكم على الإرهاب أسأتم لإنسانيتكم بفتح سجني غوانتنامو وأبوغريب والسجون السرية في بلاد حلفائكم التي يتم فيها احتجاز المشتبه فيهم، وتعذيبهم، لانتزاع اعترافات لا يقبلها أي قاض أميركي لو تمت في بلادكم»، لافتا إلى أنه «وعندما طلبتم من حلفائكم مساندتهم لكم في القيام بأعمال تنتهك حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية الخاصة بها فإنكم قوّضتم وللأبد قدرتكم على الضغط على الطغاة من أجل تغيير ممارساتهم القمعية في بلادهم لأنكم أصبحتم شركاء معهم في امتهان الكرامة الإنسانية»، منوها إلى أن «المعايير المزدوجة في فلسطين والعالم ليست خاصية لإدارتكم بل لكل الإدارات الأميركية الحديثة، فـ «إسرائيل» بإمكانها أن تملك مئات الرؤوس النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ولكن ليس بإمكان أحد آخر في المنطقة، سواء إيران أو قبلها العراق، أن تملك سلاحا نوويا واحدا أو أن تطور تكنولوجيا نووية حديثة وتقوم بتخصيب اليورانيوم»، مشيرا إلى أن «بإمكان الدولة الصهيونية أن تحتل الأراضي الفلسطينية والعربية وتحتفظ ببعضها وتضم البعض الآخر وتعتقل آلاف الفلسطينيين وتقتل العشرات منهم شهريا وتقوم بحصارهم وتجويعهم وتخالف قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن دون أن تحاسب»، موضحا أن «إدارتكم مستعدة دوما لتقويض القانون الدولي دفاعا عن دولة غاصبة لأنها صديقة ووفية لكم. وفي كل مكان في العالم تطالب الولايات المتحدة بحماية اللاجئين وعودتهم إلى بلادهم ما عدا اللاجئين الفلسطينيين الذين صدرت قرارات دولية تطالب بعودتهم في حين تسوّق «إسرائيل» والولايات المتحدة للعالم بعدم حق الفلسطينيين في العودة لأنه سينهي ميزة «إسرائيل» كدولة لليهود، أي بتعبير آخر دولة يهودية عنصرية على أرض عربية(...) والآن تطالبون العرب بإنهاء مقاطعة «إسرائيل» والتطبيع الفوري مع الدولة اليهودية التي تحتل الأراضي الفلسطينية والعربية في حين انكم لم تطبّعوا مع جارتكم الصغيرة كوبا التي لا تشكل خطرا عليكم ولا تحتل أرضا لكم».
وأكد البيان أن «الجميع تعاطف مع الشعب الأميركي بسبب تفجيرات القاعدة لمركز التجارة العالمي وسقوط آلاف الضحايا الأبرياء، ولكنكم بدلا من أن تبحثوا في الأسباب وتصلحوا حالكم مع العالم الذي تعاطف معكم على رغم خلافه مع سياساتكم الخارجية اعتبرتم أن كل من لا يقف معكم في حربكم على الإرهاب فهو بالضرورة ضدكم(...) وفي سعيكم للقضاء على الإرهاب العالمي، وهو حق مشروع شريطة التزامكم القانون الدولي وعدم إرهاب من يختلف معكم، قمتم بحروب استباقية مبنية على شبهات فدمرتم مدنا وقرى ومجتمعات وأثرتم أحقادا طائفية وعرقية وإثنية وقسمتم أوطانا ودعمتم أطرافا متحاربة ليستقوي كل منها بكم ضد شريكه في الوطن»، مضيفا «وقد تبين للعالم أن العراق الذي غزوتموه بحجة وجود أسلحة دمار شامل كان خاليا من هذه الأسلحة ولكن بعد أن تم تقسيمه وقتل عشرات الألوف من مواطنيه وتشريد الملايين من شعبه. وقد أدرك الشعب الأميركي خطر هذه الحروب الاستباقية وكلفتها البشرية والمادية الباهظة عليه وعلى الإنسانية فأزاح الحزب الجمهوري عن هيمنته على الكونغرس وتحوّلتم من رئيس يحظى بالشعبية في بلاده إلى رئيس ينتظر العالم رحيله بفارغ الصبر».
وأوضح البيان «كعادة الرؤساء الأميركيين كل بضعة أعوام، وضعتم موضوع «نشر الديمقراطية» في قمة أولوياتكم، وهذه المرة ركّزتم على العالم العربي الذي نتفق معكم في انه يسير في آخر الركب في مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولكن نختلف معكم في الأسباب، فنحن نعتقد أنكم أحد أهم أسباب التطرف في المنطقة العربية(...) في أثناء الحرب الباردة شجّعتم حلفاءكم في منطقتنا العربية والعالم على قمع معارضيهم لأنهم في الوقت نفسه معارضون لحليفتكم «إسرائيل» وللهيمنة الأميركية وتواقون لاستقلال حقيقي يبعدهم عن أحلافكم العسكرية والسياسية»، معتبرا أن «النتيجة كانت أن تم تحجيم المجتمع المدني وتقويض خيارات الناس في التغيير السلمي الأمر الذي أدى إلى ظهور حركات متطرفة تدعو إلى التغيير بقوة السلاح وتتطرف في كره الآخر المختلف عقائديا ودينيا. لن يصدق أحد أنكم تريدون نشر الديمقراطية في بلادنا إذ يكفي النظر في سجل حقوق الإنسان لأقرب حلفائكم بالمنطقة الحافل بالانتهاكات الخطيرة والتلاعب في نتائج الانتخابات ليعرف المواطن العربي بأن الخيارين الذين تعدنا به الإدارة الأميركية هما جحيم الحكام أو نار «الديمقراطية» على الطريقة العراقية أي قتل ودمار وتهجير وتقسيم وحروب طائفية»، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة تقود المنطقة بعد كل طفرة نفطية إلى سباق تسلح وهي تعلم أن عدو الأمة هو «إسرائيل» التي لم تحاربها الأنظمة العربية منذ أربعة عقود، ونعلم بأنكم لن تسمحوا لنا باستخدام سلاحكم ضدها. لماذا تشجعون الأنظمة في الخليج بعد كل طفرة نفطية على دخول سباق جديد للتسلح؟ هل المطلوب أن نكدس الأسلحة لنعيد لكم بعض ثمن النفط الذي تستوردونه، أو أن نستخدم السلاح ضد بعضنا البعض، أو ضد جيراننا في إيران؟(...) دول الخليج تصرف على الأسلحة أضعاف ما تصرفه دولة العدو الصهيوني وكذلك أضعاف ما تصرفه جارتنا إيران ورغم ذلك ترابط أساطيلكم في منطقة الخليج مرة بحجة حمايتنا من الخطر السوفياتي ومرة ثانية بسبب خطورة العراق أو إيران، ونعلم بأنكم ستخلقون الحجج لبقائكم هنا للتحكم في منابع النفط. ولأنكم تملكون أمر الحرب والسلم في المنطقة، أصبحنا متفرجين على مغامراتكم العسكرية ضد العراق مرتين وربما ضد إيران لو لم توقفكم المقاومة العراقية من جانب وعدم قدرتكم على تحمل نتائج حرب جديدة ضد خصم عنيد من جانب آخر».
واختتمت الجمعيات والشخصيات بيانها «وعندما تعود الولايات المتحدة لقيم الثورة الأميركية فإنك ستجدنا، يا فخامة الرئيس، في مقدمة المرحبين بزيارات الرؤساء الأميركيين، ولكن حتى يحين ذلك الوقت فإننا سنكون في مقدمة المحتجين والمنددين بخيانتكم لمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة التي أرساها الدستور الأميركي».
*******
البحرين تشتري 24 طائرة «بوينغ» بـ 6 مليارات دولار
تعقد شركة طيران الخليج مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم (الأحد) في مقرها بالمحرق للاعلان عن عزمها شراء 24 طائرة من نوع «بوينغ 787 - دريم لاينر»، بقيمة تبلغ ستة مليارات دولار، وهذا يعني أن الأسطول الحالي البالغ عدده 30 طائرة غالبيته من نوع إيرباص من النوع القديم سيتم تحديثه باستخدام طائرات بوينغ الأميركية المنافسة لشركة إيرباص الأوروبية.
ويتزامن هذا الإعلان عن هذا التغيير الاستراتيجي في خطط شركة الطيران بالانتقال إلى استخدام طائرات بوينغ مع زيارة الرئيس الأميركي للبحرين.
يُشار إلى أن «طيران الخليج» كانت قد اتخذت قرارا مفاجئا العام الماضي باتجاه استخدام طائرات إيرباص في رحلاتها الجوية، إلا أن هذا القرار سيغيّر تلك الاستراتيجية.
****
إغلاق المطار 3 ساعات استعدادا لاستقبال بوش
أغلق مطار البحرين الدولي يوم أمس ثلاث ساعات استعدادا لوصول الرئيس الأميركي جورج بوش إلى البحرين. وبيّنت مصادر مطلعة، أن المطار تم إغلاقه من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى الثالثة عصرا، إذ وصل بوش إلى المطار في الثالثة إلا عشر دقائق، وأشارت إلى أنه تم إغلاق المدارج رقم 11 و12 و13 القريبة من قاعة التشريفات الملكية. وأوضحت المصادر، أنه لم تلغَ أية رحلة جوية سواء للمسافرين القادمين أو المغادرين، بعد أن تم تقديم جميع الرحلات التي صادفت وقت إغلاق المطار. وذكرت أن المطار لم يكن مزدحما خلال هذه الفترة، فيما تم اعتماد الإجراءات الأمنية الروتينية في مثل هذه الحالات والتي من أهمها تفتيش جميع السيارات الداخلة للمطار.
*****
دعا الدول العربية إلى دعم عملية السلام في الشرق الأوسط
بوش يحذر إيران ويحث سورية على كبح التسلل للعراق
الكويت،دمشق - ا ف ب،رويترز
دعا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس سورية إلى «خفض أكبر في تدفق الإرهابيين» على العراق كما دعا إيران إلى «الكف عن دعم الميليشيات» التي تشن هجمات على قوات التحالف والعراقيين.وحث الدول العربية على دعم عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال بوش في حديث مع الصحافيين في معسكرعريفجان للقوات الأميركية في الكويت «على سورية أنْ تقوم بخفض أكبر لتدفق الإرهابيين» إلى العراق. وأضاف الرئيس الأميركي بعيد لقائه بكبارالمسئولين العسكريين والسياسيين الأميركيين في العراق «على إيران أنْ تكف عن دعم الميليشيات» التي تشنّ هجمات ضد قوات التحالف والعراقيين.
وذكر في هذا السياق انه «تم البحث في دور إيران في تأجيج العنف. هناك عملاء إيرانيون في سجوننا ونحن نكتشف المزيد حول السبل التي تدعم فيها إيران المجموعات المتطرفة». وعقد بوش اجتماعه في القاعدة التي تقع على بعد ستين كيلومترا جنوب العاصمة الكويتية. وقال الرئيس الأميركي إن تغيير الاستراتيجية الأميركية في العراق أدى
إلى خفض كبير في أعمال العنف وإنّ الولايات المتحدة تسير في مسارها نحو استكمال سحب 20 ألف جندي بحلول منتصف العام. وأضاف بوش متحدّثا بعد اجتماعه مع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكرأنّ تحسن الأوضاع الأمنية في العراق «يسمح لبعض القوات الأميركية بالعودة للوطن». وتابع «أيّ انسحاب إضافي للقوات سيعتمد على توصيات الجنرال بتريوس وهذه التوصيات ستعتمد أساسا على الأوضاع على الأرض في العراق». واعترف بوش بأنه حتى العام الماضي «كانت استراتيجيتنا ببساطة غير ناجحة» وكانت أعمال العنف الطائفي تمزق العراق ومتشددو تنظيم «القاعدة» يشددون قبضتهم على الكثير من المناطق. وأضاف أنّ الاستراتيجية الجديدة التي شملت إرسال قوات إضافية والتركيزعلى مواجهة أعمال المسلحين بدأت تغير الأوضاع.
من جهة أخرى دعا بوش الدول العربية إلى تحمل مسئولياتها في مساعدة الفلسطينيين على التوصّل إلى اتفاق مع الإسرائيليين وتحقيق مصالحة شاملة مع الدولة العبرية. وقال في كلمته الإذاعية الأسبوعية التي أصدرها من الكويت أمس انه سيدعو خلال جولته المسئولين العرب إلى «القيام بالقسم المتعلق بهم من العمل».وأضاف بوش إنّ «الدول العربية الخليجية خصوصا تتحمل مسئولية دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فيّاض وغيرهم من القادة الفلسطينيين خلال عملهم من أجل السلام، والعمل على مصالحة أوسع بين «إسرائيل» والعالم العربي».
من جهتها انتقدت صحيفة تشرين الحكومية السورية أمس تصريح بوش الذي تحدث عن «إسرائيل وطنا للشعب اليهودي»، ورأت انه يكشف «صهيونيته وعنصريته» ويقدم «الأفكار الأسطورية للصهيونية العالمية» على أنها مطالب أميركية. وقالت الصحيفة إن «الرئيس بوش كرر في «إسرائيل» ما قاله في مؤتمر انابوليس بأن «إسرائيل» دولة لليهود».وأضافت أنّ بوش «يكشف بذلك صهيونيته وعنصريته ويقدم للفلسطينيين والعرب المطالب الإسرائيلية والأفكار الأسطورية للصهيونية العالمية على أنها مطالب أميركية».
إلى ذلك شدد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك ، المعتقل في السجون الإسرائيلية، أمس ، أن زيارة الرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط لم تحمل في طياتها أيّ جديد للقضية الفلسطينية، والحقوق الوطنية.
وقال الدويك في بيان صحافي تعقيبا على تصريحات بوش خلال الزيارة «إنّ هذه التصريحات حملت رسائل خطيرة، فقد ركزت بالدرجة الأولى على يهودية الدولة الإسرائيلية، وعلى أمن الاحتلال في حين تجاهل المجازرالتي يتعرض لها شعبنا بشكل يومي.
*****
الرئيس الأميركي للناشطات الكويتيات : لا أستطيع فرض الديمقراطية على دولكم
الكويت - حسين عبد الرحمن
أنهى الرئيس الأميركي جورج بوش زيارته للكويت أمس (السبت) بلقائه ناشطات كويتيات أكد لهنّ أنه لا يستطيع فرض الديمقراطية على دول مجلس التعاون الخليجي بسبب خصوصية المجتمعات الخليجية.وأضاف «لكنني متفائل بأنّ الديمقراطية ستأخذ طريقها لباقي الدول».
وحث بوش الناشطات الكويتيات على التحرّك من أجل دعم وتأصيل الديمقراطية، وأضاف «أنّ الدعم الذي أقدّمه لكنّ هو اجتماعي معكنّ علنا وبوجود وسائل الإعلام العالمية».
من جانبها، قالت العنود الشارخ إحدى المشاركات في اللقاء «إنّ بوش مدد وقت اللقاء لأكثر من ساعة ونصف ساعة بعد أن وجد هذا التفاعل والأفكارالمطروحة في اللقاء».وأضافت «لقد أبدينا قلقنا في ظل التصعيد الأميركي في منطقة الخليج العربي».
وقالت الناشطة السياسية فاطمة العبدلي إنّ الرئيس بوش أكد بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي مضيفا بانّ هذا الأمرسيدفع بعض الدول العربية إلى امتلاك هذه الأسلحة مما سيشكل مخاطر كبيرة في المنطقة.
يذكرأنّ الوزيرة السابقة معصومة المبارك شاركت في اللقاء.
وكان رئيس مجلس الأمّة الكويتي جاسم الخرافي قد أكد أنّ زيارة الرئيس الأميركي ستكون محل ترحيب كبير، منوها بالعلاقات الكويتية الأميركية المتميزة، ودورالولايات المتحدة في تحريرالكويت من الاحتلال العراقي العام 1991.
ومن جانب آخر، أصدرعالم الدين محمد باقر المهري بيانا بمناسبة زيارة بوش أكد فيه أنّ الإسلام يُحارب الإرهاب والجماعات التكفيرية المتشددة قبل أنْ تحاربها الولايات المتحدة الأميركية، موضحا بأنه لا يوجد سجين سياسي واحد في الكويت.
فيما ناشد رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان النائب صالح الفضالة الرئيس الأميركي الإسراع في الإفراج عن باقي المعتقلين الكويتيين في قاعدة غوانتنامو.
وشدد الفضالة على أنّ الكويت دولة تنتمي إلى العالم المتحضر وتشارك الولايات المتحدة الأميركية سياساتها في دعم الديمقراطيات وحقوق الإنسان، وأنه من المهم أنْ يأتي ملف المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو ضمن هذا السياق.
من ناحية أخرى، وجهه الأمين العام للحركة السلفية تركي الظفيري بخطاب إلى الرئيس الأميركي حذرفيه من تفاقم موجة العداء لأميركا في المنطقة، واتهم واشنطن بتمزيق وحدة العرب، وتمنى أنْ يعمل بوش خلال زيارته على تحسين صورة بلاده.
العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ