أنهت مدينة كربلاء استعداداتها لاستقبال الزوار الذين يتوجهون اليها لاحياء ذكرى مقتل الامام الحسين في العاشر من محرم. وينتشر أكثر من عشرين ألف رجل أمن في شوارع المدينة، حيث رفعت الرايات السوداء في جميع أرجائها، خصوصا فوق مرقد الامام.
فضل الشامي، أحد المسئولين بالصحن الحسيني يقول ان «الطقوس كانت تجري وسط كتمان وسرية إبان النظام السابق، أما اليوم فنمارسها بحضور مسئولين محليين».
ويسير في شوارع كربلاء (110 كم جنوب بغداد) طوال الايام العشرة الاولى من محرم مئات الآلاف من الزوار الشيعة القادمين من مختلف أرجاء البلاد ودول اسلامية أخرى مثل إيران وباكستان، وتبلغ أعدادهم الملايين يوم الذروة.
ويسود اللون الأسود المدينة، حيث ترتديه غالبية الزوار، فضلا عن تعليق اللافتات والرايات السوداء. وتنتشر السرادق والمواكب التي ترفع صورا متخيلة للإمام الحسين في شوارع المدينة، حيث يتولى القائمون عليها تقديم الخدمات والطعام للزوار، وسط الترحاب الحار بالجميع، مؤكدين ان ذلك خدمة «للامام الشهيد».
رئيس هيئة تنظيم المواكب الحسينية في العراق عبد الامير الحميري، يؤكد وجود «أكثر من 300 موكب تضم المئات من العاملين على خدمة الزوار»، ويتوقع وصول مواكب من الطلاب الجامعيين تضم حوالي ثلاثين ألفا من مختلف الجامعات العراقية».
قائد شرطة كربلاء اللواء شاكر جودت قال: «أعددنا خطة أمنية لتنظيم حركة الزوار الوافدين خلال ايام عشوراء، يشارك فيها أكثر من عشرين ألفا من عناصر الأمن»، مؤكدا وجود دعم جوي عراقي ومن قوات التحالف لتنفيذ الخطة الأمنية.
وقسمت كربلاء الى 11 منطقة، توزع فيها الآلاف من عناصر الأمن، وسيتم نشر قوات في مواقع شمال وجنوب المدينة وفي بحيرة الرزازة (25 كم غرب كربلاء) وفي نهر الهندية (20 كم غرب).
محافظ كربلاء عقيل الخزعلي أكد أن «دوائر الخدمات في المحافظة استنفرت طاقاتها لتقديم الخدمات للزائرين، كما قامت مستشفيات المدينة باعداد خطة واسعة عبر تجهيز أكثر من خمسين سيارة إسعاف وكوادر طبية». مشيرا إلى منع حمل أي نوع من السلاح في المدينة.
يذكر ان مراسم العزاء يوم العاشر، يحرص على المشاركة فيها أكثر من مليون زائر، يصل معظمهم سيرا على الأقدام من مناطق متفرقة في العراق.
العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ