العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ

النساء يحضرن أكثر من مجلس للاستفادة من المحاضرات

انتشرت خلال العقد الأخير الكثير من السلوكيات الجيدة جدا، التي يراها البعض ممتازة خلال الأيام العشرة الأولى من محرم الحرام، في جميع المناطق والقرى التي تحيي ذكرى عاشوراء دون استثناء. من بين تلك السلوكيات حرص النساء على حضور أكثر من مأتم أو مجلس نسائي أو رجالي بشكل متتالي.

وبحسب عدد من النساء اللائي يشاركن في أكثر من مأتم، فإن «السبب هو الرغبة في الاستفادة من الدروس التي تعلمها واقعة كربلاء». في السنابس تتوجّه أفواج من النساء من مناطق مختلفة إلى أحد المآتم النسائية، الذي يقدم دروسا ومحاضرات، تسعى «القارئة» من خلالها إلى نشر الوعي الروحي والنفسي لدى الجمهور. ونجد أغلب جمهور هذا المأتم من الفئة الشابة، التي تحرص على الاستفادة من الدروس والمحاضرات التي تتضمن «عِبرة وعَبرة»، وبعدها تتجه فئة غير قليلة منهن إلى مأتم آخر للرجال.

مأتم الرجال المعني هنا، أيضا يشهد حضورا واسعا من الجنسين، ومن مناطق متعددة؛ فالخطيب يمتلك شعبية واسعة، ومحبة في قلوب المعزّين، على رغم ارتفاع لهجة خطابه بحسب البعض. ولأن المأتم يغصّ بالجمهور، لجأت الإدارة إلى وضع توصيلات كهربائية في عدد من المآتم للرجال والنساء في قرية السنابس.

«الوسط» سالت بعض من التقت بهن عن أسباب رغبتهن في الذهاب إلى من مأتم لآخر، فقالت زهرة عبدالرسول: «أذهب إلى مأتمين في كل ليلة؛ إذ أنني أكون طوال اليوم في العمل وأعود قبيل الغروب»، مضيفة أنه «ابتداء من اليوم السابع أذهب لأربعة مآتم؛ اثنين في منطقتي واثنين في قرية السنابس».

وعزت زهرة توجهها إلى 4 مآتم إلى «حب الرسول (ص) وأهل بيته وللتقرب منهم، ومن أجل الاستفادة من المحاضرات التي يقدمها الخطباء»، مشيرة إلى أن «الكثير من أصحاب المآتم النسائية حرصوا على تغيير تقديمهم لمراسيم العزاء، من خلال تقديم المحاضرات التوعوية إلى جانب الرثاء على مصائب أهل البيت (ع).

وتوجه الشابة زهرة نصيحتها إلى جميع الأمهات والآباء بأن يدعوا أبنائهم للذهاب إلى المجالس الحسينية التي تعلم الكثير من الدروس، «فللمجالس الحسينية والحضور للمآتم على وجه التحديد خصوصية كبيرة تجعل الفرد يحقق استفادة أكثر من جلوسه أمام شاشة التلفاز أو المشاركة في المناقشات التي تعقد في غرف المحادثة على المواقع الالكترونية فيما يخص قضية الإمام الحسين (ع)».

ومن جانبها قالت ريم الجزيري أنها تؤيد تلك الفكرة في حال ستحقق استفادة حقيقة لمن تقوم بتطبيقها، معتبرة أن «الفائدة الحقيقية تتمثل في بقاء المعلومات المفيدة في الأذهان، بل وتطبيقها في الجانب العملي».

وأضافت الجزيري «أذهب إلى مأتم نسائي في قريتي خلال الفترة الصباحية والعصر، وفي الليل أتوجه أيضا لمأتم نسائي آخر في السنابس»، موضحة «أنني أسعى إلى الاستفادة مما تقدمه لنا القارئة من معلومات ومحاضرات قيّمة، بالإضافة إلى قصائد الرثاء في مدة لا تتجاوز 3 ساعات».

أما فاطمة ضيف فقالت أنها تذهب إلى 3 مجالس حسينية في قرية القرّية الواقعة على شارع البديع؛ أول المجالس يبدأ في مأتم للرجال، وبعده تتوجه إلى مأتم آخر للرجال، وأخيرا لمأتم نسائي في القرية نفسها.

وبينت فاطمة: «أذهب لأكثر من مأتم بهدف الاستفادة من المحاضرات ومن أجل تقديم العزاء لأهل بيت الرسول (ص)، خصوصا وأننا نعيش في عشرة أيام تسمى بعشرة التجارة». وأبدت ضيف تأييدها الشديد لهذه الظاهرة التي اعتبرت انتشارها مفيدا لمن يرغب في الاستفادة، مؤكدة أن «التوجه إلى أكثر من مأتم ينبغي ألا يكون على حساب الأمور الواجب القيام بها كالوجبات المنزلية أو الزوجية».

وتابعت فاطمة «في الوقت نفسه لا أتأخر في المشاركة في الفعاليات الحسينية التي تنظمها المآتم في القرية على رغم أنني أعيش في منطقة أخرى».

العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً