عدا «شربت الفيمتو» وبعض المحاضرات الحسينية المتميزة لمقرئين حسينيين من الطراز الأول، لا تكاد عزيزة مظفر، زينب مقيم، أسماء القطان وفاطمة القطان تفتقدن شيئا في موسم عاشوراء من بلدهن الكويت، فالبحرين التي اتخذنها جميعا مقرا لدراستهن الطب في جامعة الخليج العربي تحتفظ بطرازها المميز في إحياء عاشوراء كما ذكرن، الطراز الذي يدفعهن للمشاركة دفعا.

كن جالسات هناك بين النسوة اللاتي تجمعن في المساحة الخارجية المخصصة للنساء للاستماع إلى مقرئ مأتم القصاب في المنامة. جلسن معا بعد أن وزعن أكياسا من الأطعمة والعصائر والحلويات التي أحضرنها معهن لتوزيعها «بركة» على المستمعات، فلم يكن بعدهن عن بلدهن الكويت سببا كافيا لعدم مشاركتهن في إحياء موسم عاشوراء في بلدهن الثاني البحرين.

تقول عزيزة التي تقضي في البحرين سنتها السادسة «تعرفنا على المآتم في البحرين منذ السنة الأولى التي جئنا فيها للدراسة هنا عن طريق عدد من زميلاتنا البحرينيات في الجامعة، بدأنا نتعرف على عدد من المآتم حتى داومنا على حضور مأتم القصاب في كل موسم عاشوراء، إضافة إلى بعض المآتم في منطقة رأس الرمان».

وتوافقها في الرأي زميلتها زينب التي جاءت البحرين للدراسة منذ ثلاث سنوات، فتقول: «تعرفت من زميلاتي الكويتيات على المآتم الحسينية في البحرين وأحببت زيارتها كل موسم عاشوراء، وعلى الرغم من اختلاف طبيعة عاشوراء قليلا في البحرين عنه في الكويت، إلا أنني أجده موسما نابضا بالحياة خصوصا هنا في المنامة».

وعن الاختلاف بين موسم عاشوراء في الكويت والبحرين تقول أسماء: «في البحرين نشعر بموسم عاشوراء بشكل أكبر، فهو موسم ضخم وكبير، يشتمل على مواكب عزاء كبيرة، وكثير من الأنشطة والفعاليات المصاحبة للموسم الذي تجعله موسما متميزا بحق، غير أن ما يتميز به موسم عاشوراء في الكويت هو المقرؤون الحسينيون الذين يحيون ليالي شهر محرم، فهناك أسماء متميزة تتجه لإحياء الليالي في الكويت بشكل يفوق البحرين، ناهيك عن مستوى التنظيم في الحسينيات والمساحات الواسعة المخصّصة للزوار… عدا عن ذلك فلا شيء نفتقده بشكل حقيقي هنا، اللهم إلاّ «شربت الفيمتو» الذي دأبنا على شربه كلما مشينا قليلا في ليالي عاشوراء الكويت».