لم أكن أعتقد بأن المنزل الذي كان من المقرر أن أراه أمس سيكون بهذا الشكل، إذ إنه من دون جدار تقريبا ومن دون لون فاللون الوحيد هو العبارات المعارضة وملصقات الأطفال التي كانت تعبر عن عدم وجود محل للعب في هذا المنزل المتهالك.
منذ رؤيتي إلى الواجهة الخلفية عرفت أنه كان شاهدا على حوادث البحرين كلها وربما كان موجودا قبل الاستعمار البريطاني أو بعده بسنوات قليلة، هذا المنزل لم يكن قصته مشابهة للقصص الباقية فالمنازل التي دخلتها كانت بنيت في السبعينات إلا أن بناء منزل في الأربعينيات وعيش 16 فردا فيه كان أشبه بالكارثة.
هذا المنزل الذي يقع في إحدى مجمعات البيوت الآيلة للسقوط بالسنابس يقطن فيه 16فردا منهم الصغار والكبار، تقول إحدى البنات التي كانت تسكن في هذا المنزل فهي متزوجة الآن: «كنا 14 شخصا نسكن في هذا المنزل إلا أن غالبيتنا الآن تزوج وبقي لي ثلاث أخوات وإخوان اثنان لم يتزوجنا إلى جانب أمي الموجودة في المنزل وهناك أيضا اثنان من أخوتي متزوجون ويسكنون في نفس المنزل مما يجعل العدد الكلي إلى جانب أبنائهم وزوجاتهم 16 فردا(...) ان هذا المنزل تسكنه ثلاث أسر حاليا».
وتتساءل «أي منزل مبني منذ الأربعينات تقطنه ثلاث أسر وخصوصا أن هذا المنزل عبارة عن كوخ لا تستطيع أن تقطنه حتى أسرة واحدة؟». وبحكم عمر هذا المنزل يعود إلى الأربعينات فإن أجزاءه بدأت تتساقط إذ إنها أشارت إلى أن المنزل كانت أجزاؤه تتساقط منذ أن كانت شابة تقطن في المنزل إلا أنه لا يوجد ملجأ إذ إن كل جزء من المنزل عمره أطول من الآخر.
وأوضحت أن السلمّ في المنزل مبني من الحجارة، لذلك فإنه من الصعب حتى ركوبه أو النزول منه، مشيرةٍ إلى أن جدار المنزل يخرج منه ماء ملح أبيض بسبب قدمه ما يجعله مهددا بالسقوط.
من جهته، قال أحد الأخوان الذي يسكن خارج هذا المنزل: «جزء من هذا المنزل تم بناؤه في فترة الأربعينات ما يجعل عمر الجزء الأول من المنزل يفوق الستين(...)، أما الجزء الثاني فتم بنائه قبل أربعين سنة تقريبا». ويضيف «في الثمانينات تم بناء الطابق الثاني وبحكم أن المنزل قديم لذا فأن حتى الطابق الثاني متضرر لذا فإن عائلتي ليس لهم ملجأ من هذا المنزل الذي بني منذ مطلع الأربعينات».
وتواصل الأسرة: «أيام المطر ينقلب المنزل رأسا على عقب، فالمطر يدخل إلى المنزل حتى يصبح الأخير بركة من الماء (...) ولا تقتصر المشكلة على أيام المطر، إذ إن هناك غرفة تم هجرها منذ سنة تقريبا بسبب حدوث التماس كهربائي في الكهرباء بسبب سقوط ماء المطر عليه».
وبشأن ما إذا كانت الأسر الموجودة قدمت طلبات إسكانية فذكرت الأخ بأنهم قدموا إلا أنه لا فائدة فهم على قائمة الانتظار كحال أي مواطن بحريني. وذكرت العائلة بأنه تم التحدث مع العضو البلدي التابع إلى المنطقة بعدما سقط سقف وحجارة إحدى الغرف في الوقت الذي كان ينام هناك اثنان نائمون في الغرفة والذي أكد بأنه يجب إعادة بناء المنزل لذلك فإن الأسر الموجدة قامت بتقديم أوراقها إلى المجلس البلدي إلا أنه بعد المراجعة أتضح بأن الأوراق تم إضاعتها وأنه لا بد من تقديمها من جديد.
وطالبت العائلة بالنظر في أمرها وخصوصا أن البيت غير ملائم إلى السكن، إذ إن الحشرات تسكن مع الأسر إلى جانب أنه من الممكن أن يسقط على رؤوس القاطنين في أية لحظة وخصوصا أن المنزل مبني من الحجارة والطين.
العدد 1964 - الإثنين 21 يناير 2008م الموافق 12 محرم 1429هـ