العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ

قطاع الإعلان العربي يفقد عنصر الابتكار في العام 2007

الوسط - المحرر الاقتصادي 

09 فبراير 2008

ذكر المدير العام لشركة فلاغ شيب للحلول التسويقية شادي الحسن إنّ قطاع الإعلان العربي فقد عنصر الابتكار مما أدّى إلى تكبيد الشركات العربية خسائر تقدر بملايين الدولارات سنويا من خلال حملات إعلانية ضخمة لا تفي بالهدف المطلوب لعدم تناسبها مع خصائص الجماهير المستهدفة.

ودعا وكالات الإعلان في العالم العربي إلى إعادة النظر في صياغة رسائلها الإعلانية الموجهة إلى السوق العربي من خلال وقف عمليات الاستنساخ الحاصلة حاليا والتي تتصف بتعليب الرسائل الإعلانية الدولية وتنفيذها في الأسواق العربية المحلية من دون مراعاة ثقافة الفئات المستهدفة.

وقال الحسن: «تمر صناعة الإعلان في الوطن العربي بمرحلة مصطنعة إذ إن الرسالة الإعلانية التي ينبغي أن تحكي بلسان حال المستهلكين العرب، نراها لا تمت إلى الواقع العربي بأية صلة. ويحصل الإعلان حاليا على حصة الأسد من الاستراتيجيات والموازنات التسويقية للمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في العالم العربي خصوصا في منطقة الخليج مع تبلور مفهوم التسويق الحكومي الذي يعزز صورة وسمعة المؤسسات الحكومية أمام المواطنين والمقيمين والزوّار، الأمر الذي يشرع الباب واسعا أمام مواصلة رواج قطاع الإعلان العربي ويضع الشركات الإعلانية أمام تحديات كبيرة تتمثل بتعزيز مفهوم الإبداع والابتكار في رسائلها الإعلانية بدلا من استنساخ رسائل دولية أجنبية لن تؤدي الغرض المطلوب منها».

وأضاف «تميّزت بعض الإعلانات العربية في العام 2007 بعناصر إبداع فكرية عالمية من حيث الصياغة والمكونات التفصيلية للرسالة الإعلانية والبعد النفسي للإعلان والجودة العالية في الإنتاج مما يعكس بأنّ الصورة ليست قاتمة بل أنها بحاجة إلى تطوير». وقد أصبح العالم العربي موطنا للعلامات التجارية الدولية التي تتكاثر في أسواقه بشكل منقطع النظير من بضعة آلاف في العام 1998 إلى أكثر من 40 ألف علامة تجارية حاليا وفقا لتوقعات شركة فلاغ شيب للحلول التسويقية، مما يستدعي عمل إعلاني ضخم يواكب هذا التكاثر وماكينة تسويقية متكاملة تدير العلامات التجارية الآتية حديثا لأسواق الشرق الأوسط.

وقال الحسن: «تلعب الحملات الإعلانية الدولية التي يتم تعريبها في العالم العربي دورا كبيرا في طمس الخصوصية والثقافة العربية وتذويبها بثقافة غربية لا تمت للمستهلك العربي بصلة. وفي معظم الأحيان، يفشل مبدع الرسائل الإعلانية مهمة ابتكار الفقرات الإعلانية وكتابة النصوص التي تقوم على إقناع الجمهور المستهدف آخذة بعين الاعتبار البعد النفسي والعقلي أضف إلى التأثير المعرفي والعاطفي والسلوكي».

ودعا الخبراء الإعلانيون في الوطن العربي لتنظيم العلاقة بين وكالات الإعلانات والعملاء والمعلنين ووسائل الإعلام وشركات الأبحاث بما يتفق مع تقاليد وثقافة المجتمع العربي. وتعتبر الدول العربية مثالا نموذجيا لسوق ضخم يقدم تنوعا كبيرا من حيث تركيب الهياكل الاقتصادية واختلاف الثروات الطبيعية وتراوح في مستويات الدخل وتباين في العدد السكاني.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الشركات العربية التي تتوسع بشكل ملحوظ أفقيا وعموديا، حمل الحسن الهيئات والجمعيات الإعلانية والعربية مهمة تعزيز القطاع الإعلاني العربي والسير به نحو العالمية من خلال التقييم الدقيق لعمل الشركات الإعلانية من حيث كفاءتها وجودة خدماتها ودرجة إبداعها والقيم المضافة التي تحققها لزبائنها على اختلاف ميادين أعمالهم».

وتغيب معظم العلامات التجارية العربية عن أفضل مئة علامة تجارية في العالم وفقا للدراسات التسويقية الدولية التي تنظمها مجلات عالمية متخصصة بسبب عدم الاستخدام الصحيح للمزيج التسويقي الأمثل والذي يتحمّل الإعلان الجزء الكبير منه.

العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً