بالأمس القريب كانت جميع الطلبات الإسكانية (على قائمة الانتظار بحسب الأقدمية)، لا فرق عند وزارة الإسكان بين فقير وغني، معوق وسوي، رجل وامرأة حتى بالشكوى.
إنها الأقدمية التي قد تنصفك وقد تتلف طلبك مع مرور الزمن أو تدفنه تحت أنقاض الطلبات الحديثة، فلا ينفعك تحديث ولا ينقذك انتظار.
أما اليوم فقد اختفت تلك العبارة المشئومة من ردود الوزارة، لتمحوها ردود عامة، تبشر الأرامل والمستضعفين وأصحاب البيوت الآيلة إلى السقوط بأن أوضاعهم المعيشية الصعبة يمكن أن تكون معيارا استثنائيا منقذا لهم من وطأة الانتظار... فهل من منقذ للمكفوفين؟
لقد تقدم كاتب هذه السطور بطلب بيت إلى وزارة الإسكان منذ العام 2002. وطالب باستثنائه من معيار الأقدمية عبر رسائل كثيرة إلى الوزارة، فضلا عن وسائل الإعلام المختلفة، مستندا إلى توجيهات قيادتنا الحكيمة بإعطاء الأولوية للمعوقين في جميع الخدمات التي تقدمها الدولة. وهو من المعوقين الذين لا يحتاجون إلى مواصفات خاصة في البيت الذي يمكنه العيش فيه بقدر حاجته إلى الاستقرار في بيت دائم لا يضطره إلى تأمين مواصلاته إلى عمله كلما غيّر مسكنه أو الاستعانة بمن يعينه على نقل أثاثه منه إلى مكان آخر بين الفينة والأخرى.
ويدله على مواقع المرافق الحيوية في كل منطقة ينتقل إليها ليتمكن من تأمين احتياجات أسرته اليومية.
فالأسوياء قد يتمكنون من التنقل بسياراتهم الخاصة إلى حيث شاءوا، وليست لديهم احتياجات خاصة باهظة الثمن ولا عاهة تفرض عليهم جهودا مضاعفة لإثبات حقوقهم في العلم والعمل وتكوين أسرة يمكنها الإسهام في بناء الوطن بكفاءة عالية، كالمعوقين، فكيف يجمعهم معيار واحد؟!
بالأمس القريب علمت بأن طلبي مدرج على قائمة الانتظار بحسب الأقدمية... واليوم أرجو أن أكون أحد المبشرين بالحصول على بيت قريبا.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1992 - الإثنين 18 فبراير 2008م الموافق 10 صفر 1429هـ