قالت صحيفة «صنداي تليغراف» امس إن الرئيس الباكستاني برويز مشرف يدرس الآن إمكان التنحي عن منصبه كرئيس للبلاد خلال أيام بدلا من انتظار إجباره على اتخاذ هذه الخطوة من قبل أحزاب المعارضة المنتصرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ونسبت الصحيفة إلى أحد مساعدي الرئيس الباكستاني والذي وصفته بالبارز قوله إن مشرف «يعتقد أنه استنفذ جميع الخيارات بعد إعلان ثلاثة من الأحزاب السياسية الرئيسية التي فازت في الانتخابات التي شهدتها باكستان الأسبوع الماضي عزمها على تشكيل حكومة ائتلافية وإعادة رئيس المحكمة العليا و60 قاضيا آخرين طردهم الرئيس مشرف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى مناصبهم».
وأضاف المصدر أن مشرف «بدأ مناقشة إستراتيجية خروج لنفسه من موقع الرئاسة وسيترك منصبه في غضون أيام لا أشهر كونه يريد خروجا يحفظ ماء وجهه ويريد أيضا تجنب وقوع صراع على السلطة مع البرلمان الجديد المنتخب والذي صار فيه خصومه قريبين من أكثرية الثلثين المطلوبة لعزله وإبعاده عن السلطة».
وفي المقابل أعلن متحدث باسم حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الراحلة بينظير بوتو ويقوده اليوم زوجها آصف علي زرداري أمس أن حزبه الذي تصدر الانتخابات قد يتفاوض مع حلفاء مشرف لتشكيل ائتلاف. وإذا ما تمكن حزب الشعب الباكستاني من تكوين ائتلاف يحظى بثلثي مقاعد البرلمان فيمكنه عندها البدء بآلية دستورية لتنحية الرئيس مشرف أو إعلان انتخابه باطلا. وقال المتحدث باسم الحزب فرحة الله بابار إن «حزب الشعب الباكستاني يريد جمع كل القوى السياسية من أجل تشكيل حكومة وبحث إمكان التعاون مع الحركة القومية المتحدة (المتحدة قومي)».
أمنيا حذر متشددون في باكستان ممن لهم صلات بتنظيم «القاعدة» أي حكومة مدنية مقبلة أمس بأنهم سيضربون بصورة أكثر وحشية إذا استمرت الحرب على الإرهاب التي يقودها مشرف في المناطق القبلية. جاء ذلك في وقت أعلنت فيه الشرطة الباكستانية أن ثلاثة من أفراد قوى الأمن الباكستانيين ومهاجما قتلوا في كمين نصب لمركز مراقبة في شمال غرب باكستان.
العدد 1998 - الأحد 24 فبراير 2008م الموافق 16 صفر 1429هـ