شرع أكثر من 80 طالبا بحرينيا في بريطانيا في تأسيس «اتحاد طلبة البحرين في بريطانيا» قبل عامين من الآن، وبعد فشل الطلبة في البحرين في تأسيس الفرع الرئيسي لاتحاد للطلبة؛ إذ أكد أعضاء مجلس إدارته في الدورة الحالية ضرورة وجود كيان طلابي لمساندة الطلبة البحرينيين في بريطانيا.
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الإعلامية في الاتحاد الطلابي فواز عبدالنبي ان «وزارة التربية والتعليم لا تعترف بالاتحاد، بينما القائمون عليه يأملون اعترافها به والحصول على دعمها»، مضيفا «اننا ننال التقدير من قبل الطلبة الذين هم بحاجة إلى من يرشدهم ويمثلهم في وقت واحد»، بينما أكد رئيس الاتحاد في دورته الثانية محسن المرزوق وجود مطالب عدة للاتحاد من بينها إعادة ابتعاث الطلبة الخريجين بتفوق إلى الخارج لاستكمال الدراسات العليا، مشيرا إلى أنه يتم حاليا استكمال إجراءات توقيع عريضة بمطالب الاتحاد إلى الجهات المسئولة في البحرين.
وفي الجانب نفسه أصدر الاتحاد «نشرة الطالب البحريني»، التي اعتبروها متنفسا لهمومهم الطلابية، والتي يعدها 6 من الطلبة، وتصدر شهريا بجهود الطلبة البحرينيين، وبتمويل ذاتي.
«الوسط» حاورت 3 ممثلين عن «اتحاد الطلبة في بريطانيا» للتعرف على الواقع الطلابي لهم، وهم الطالب في الهندسة الميكانيكية في جامعة برادفورد محسن المرزوق، والطالب فواز عبدالنبي الذي يدرس هندسة الكترونيات واتصالات في الجامعة نفسها، والطالب في تخصص الهندسة المعمارية في جامعة هدرزستيد جهاد بوحمد، وفيما يأتي نص الحوار:
* هل الطلبة البحرينيون بحاجة إلى وجود اتحاد طلابي؟
- فواز: نعم، فالواقع الطلابي في البحرين لا يخلو من المشكلات، لذلك فهم بحاجة إلى جهة تتابع معهم احتياجاتهم ومشكلاتهم رسمية كانت أو أهلية.
- جهاد: في السابق كانت الجهات التعليمية في البحرين تقتصر على جامعة البحرين، ومعهد البحرين للتدريب والمدارس فقط، بينما نجد الآن تزايد أعداد المنابر العلمية، الأمر الذي يؤكد حاجة الطلبة إلى من يمثلهم وخصوصا داخل البحرين.
- محسن: لابد من وجود تجمع طلابي لتمثيل الطلبة ولإرشادهم فيما يحتاجونه ولتحقيق مطالبهم.
* وهل تعترف وزارة التربية والتعليم بكم ككيان طلابي اسمه اتحاد طلبة البحرين في بريطانيا؟
- محسن: كلا.
- جهاد: أعتقد نعم، وإن كان اعترافا غير رسمي؛ لأنها تتابع أخبارنا بشكل جيد من خلال موقعنا الالكتروني، وتوجه استفساراتها المستمرة لنا، بدليل إبلاغ المتابعين لأمورنا عن أية فعالية أو نشاط لديهم ومخاطبتنا سواء بشكل رسمي أو غير رسمي.
* ألا تجدون أن الوضع متناقض؟
- فواز: بالتأكيد متناقض، لكننا لسنا مكترثين باعتراف الوزارة بنا أم لا، لأن التقدير سنناله من قبل الطلبة.
نحن نرى الكثير من السفارات العربية والخليجية على وجه التحديد تقدم كل ما لديها من دعم مادي ومعنوي لطلبتها في بريطانيا، ولاتحاداتها أيضا، ويبدو التعاون كبيرا فيما بين الطرفين، فالطلبة يبدأون بفكرة وسفاراتهم تطبقها لهم من خلال الدعم الذي تمنحه لهم.
ونحن من جانبنا رأينا كيف يكون للدعم المادي والمعنوي أثر كبير في التأثير على معنويات الطلبة، في حين أننا لا نرى أي دعم يقدم لنا، ويوجد الكثير من الفعاليات التي استطاع طلبة الدول المجاورة تنفيذها بينما أستطيع أن أصف محاولاتنا في تقديم فعاليات لطلبتنا أنها خجولة مقارنة بالاتحادات الأخرى.
* ما الذي حققه اتحاد طلبة البحرين في بريطانيا للطلبة؟
- محسن: أهم شيء استطاع تحقيقه تعريف الطلبة بالوضع الطلابي في بريطانيا، وخصوصا أن هذا الدور يبقى من اختصاص السفارة البريطانية التي نظمت لقاء واحدا في هذا الصدد للطلبة، إلى جانب ذلك استطاع الاتحاد أن يجمع الطلبة البحرينيين في لقاءات عدة مع بعضهم بعضا.
* هل لدى الاتحاد مطالب يأمل في تحقيقها في الوقت الحالي؟
- محسن: نعم، من بين مطالبنا التي من المتوقع أن ترفع في عريضة مستقبلية إلى الجهات المسئولة: إعادة ابتعاث الطلبة الخريجين بتفوق إلى الخارج لاستكمال الدراسات العليا، وأود أن أنوه إلى أنني وخلال حديث سابق مع مدير إدارة الشئون الثقافية والبعثات في «التربية» راشد الدراج بشأن هذا الموضوع قال لي انه من أجل إعادة ابتعاث الطلبة لمواصلة دراساتهم العليا في الخارج لابد أن يعمل الطالب في الوزارة ومن ثم سيتم تقييمنا، ولكن أتساءل: كيف سيتم تقييمنا ونحن نقوم بمهنة التدريس؟ أعتقد أن ذلك سيكون صعبا.
نحن وغيرنا نموذج للطلبة الطموحين الذين يجب ألا تقف الوزارة أمام تحقيق أمنياتهم، خصوصا وأن الفكرة السائدة لدى الأساتذة في بريطانيا ولدى الزملاء من دول أخرى عن الطلبة البحرينيين أنهم متفوقون ومحبون للعلم.
أيضا من بين مطالبنا أن يلقى الطلبة الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة دعما ماديا من قبل الجهات المعنية، فلا يخفى على أحد أن الوضع المادي للشعب البحريني ليس مرتفعا، إلى جانب فتح المجال للطلبة لاختيار التخصصات التي يرغبون في دراستها التي سيحصلون على بعثة فيها خصوصا بعد إلغاء «بند التوظيف الإلزامي».
ورفعنا تلك المطالب وغيرها رسميا وشفهيا لجهات عدة منها السفارة البحرينية في بريطانيا ولوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، بالإضافة إلى الإعلان عنها في المنتديات الالكترونية وفي الصحافة ولكن من دون تجاوب يذكر.
- جهاد: نحن أيضا نتساءل عن السبب الذي منع وزارة التربية والتعليم من ابتعاث طلبة إلى بريطانيا أو الولايات المتحدة الأميركية ضمن خطتها للبعثات للعام الجاري في حين ابتعثت 80 طالبا إلى نيوزلندا دفعة واحدة، ولماذا لم يتم ابتعاث الطلبة بشكل تدريجي وفي الوقت نفسه تقلل من ابتعاث الطلبة إلى أميركا وبريطانيا؟ وهل درست الوزارة المنطقة التي سترسل الطلبة إلى الدراسة فيها؟ نحن جربنا الدراسة في نيوزيلندا... الوضع لم يكن مشجعا على الإطلاق.
* وهل استطاع اتحاد الطلبة في بريطانيا تحقيق ما كان يتمنى تحقيقه؟
- محسن وفواز: الفكرة من الاتحاد هو أن نجعل الطلبة يتحركون نحو تحقيق مطالبهم بأنفسهم، وأن يكونوا مستقلين في اتخاذ قراراتهم، إلا أنه من الصعب تحقيق ذلك في البحرين.
- جهاد: كان من المتوقع أن تبدأ فكرة الاتحاد الطلابي من البحرين وتنال دعما من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بالشأن الطلابي ومن ثم تشكل أفرع له في مختلف الدول التي تضم طلبة يدرسون فيها، ولكن الواقع جاء مختلفا تماما عن ذلك، فالفرع الرئيسي للاتحاد غير موجود.
* ما أبرز المشكلات التي طرحت على اتحاد الطلبة في بريطانيا؟
- محسن: الطلبة عموما يعرفون إلى من يتجهون في حال واجهتم أية مشكلات، ونحن في اتحاد طلبة البحرين في بريطانيا وردتنا استفسارات كثيرة من قبل الطلبة البحرينيين، خصوصا الجدد منهم في نواح عدة من بينها كيف يعيش الطلبة في بريطانيا، وتعريف بالواقع هناك، خصوصا في ظل ابتعاثهم إلى جامعات عدة وفي مناطق مختلفة.
* ماذا عن نشأة فكرة «نشرة الطالب البحريني»؟
- محسن: بدأت النشرة الكترونيا من خلال عرضها ونشرها في أحد المواقع الالكترونية، وذلك قبل إشهار اتحاد طلبة بريطانيا في العام 2002.
* كم عدد الذين عملوا على إعدادها وإصدارها في بداية الأمر؟
- جهاد: 6 من الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في مختلف التخصصات، والذين يدرسون في جامعات مختلفة في بريطانيا، التي في الواقع تقع في مناطق بعيدة عن بعضها بعضا، الأمر الذي يكون بحاجة إلى جهد لإنجازها، خصوصا وأن المسافة ما بين منطقة وأخرى هناك تصل إلى نصف ساعة إذا كانت تحركاتنا عن طريق القطار.
* ومن الجهة التي تشرف على إعداد النشرة؟
- جهاد: الجهة التي تشرف على إعداد النشرة هو اتحاد طلبة البحرين في بريطانيا؛ إذ تم عرض فكرة المشروع على مجلس الإدارة الأول من قبل رئيس اللجنة الإعلامية وتمت الموافقة عليه، ويعتبر هذا العدد الثاني الذي يعمل الفريق الجديد على إعداده مذ بداية الدورة الثانية للاتحاد.
* وما هي توجهات النشرة؟
- فواز: توجهاتها تسير في اتجاه أهدافها؛ إذ نهدف من خلالها خدمة الطلبة، وفي الوقت نفسه نعتبرها إحدى الوسائل الإعلامية للتعريف بأنشطة وأهداف اتحاد الطلبة، ولنشر مختلف الفعاليات الطلابية التي ينظمها الطلبة البحرينيون، بالإضافة إلى أنها تعتبر متنفسا للطلبة الذين يريدون للتعبير عن آرائهم.
* وكم عدد أصدر للنشرة حتى الآن؟
- محسن: النشرة تصدر بشكل شهري، واستطعنا خلال الفترة السابقة إصدار 37 عددا، آخر الأعداد كان في شهر يوليو/ تموز، وحاليا نعمل على تجميع محتويات العدد المقبل، الذي من المتوقع إصداره لشهر أغسطس/ آب المقبل.
* وما أبرز محتويات النشرة الطلابية؟
- جهاد: تهتم النشرة في نشر مقالات الطلبة الذين يدرسون في بريطانيا، خصوصا مع وجود أوقات فراغ لديهم، وفي المقابل يوجد الطريق الذي قد يأخذهم إلى المسار غير السوي؛ لذلك حرصنا على ملئها بكل ما يفيد الطلبة بدءا من إجراء المقابلات، والسماح لكل من يريد بالمشاركة في كتابة مقال أو خاطرة أو شعر أو أي نوع آخر من الكتابات بالمشاركة، مع العلم أنه ليس بالضرورة أن يكون الكاتب أو المشارك من طلبة البحرين في بريطانيا؛ إذ انه يمكن لكل من يرغب في الكتابة والمشاركة ولكن الأولوية في النشر تكون لمشاركات الطلبة، وللموضوعات التي تهم الطلبة أيضا.
* هل تحرصون على أن يكون لديكم مدقق لغوي أو أن تمر موضوعات المشاركين على مقص الرقيب؟
- جهاد: نعم، لدينا مدقق لغوي وهو الطالب علي الحجيري، ويقوم بدور مقص الرقيب رئيس تحريرها جهاد، بالإضافة إلى أن لدينا مجموعة قوانين وقواعد نعتمد ليها ونرجع لها عندما تكون المشاركات لا تتناسب مع توجهات النشرة.
* وهل صادفكم وأن ألغيتم نشر إحدى المشاركات الطلابية حتى الآن؟
- جهاد: كلا.
* ماذا عن النسخ الورقية من النشرة؟ هل يتم تحويل كل نسخة الكترونية منها إلى ورقية؟
- جهاد: نعم، ولكن إذا وجدت فعاليات ومناسبات كبيرة، التي يحضرها أعداد كبيرة من الطلبة والجماهير، ويصل عدد النسخ إلى 80 وأحيانا إلى 100 نسخة.
* إذا، من المؤكد أنكم تحتاجون إلى دعم مادي وتمويل لإصدار النشرة الورقية.
- محسن: غالبا لا نحتاج إلى دعم مادي، وفي الأوقات التي نحتاج إليه لا يتجاوز 14 دينارا للعدد الواحد، والتي نقوم بصرفه على الطباعة، وتوزيع الجوائز على المشاركين في المسابقات التي نرفقها أحيانا مع النشرة.
وأذكر في هذا الجانب أن القائمين على النشرة في البداية طلبوا موازنة أولية من قبل السفارة البحرينية في بريطانيا، من أجل دعم أنشطة الاتحاد التي من بينها إصدار النشرة، إلا أننا لم نحصل على رد في هذا الشأن، ولا نعلم ما هي الأسباب التي حالت دون حصولنا على الدعم المادي.
أعتقد من وجهة نظري الخاصة والتي لا تمثل الاتحاد أو أعضاءه أن أحد الأسباب هو نداؤنا بمطالب نود أن تحققها لنا وزارة التربية والتعليم.
- فواز: تختلف الموازنة التي نحتاجها بحسب اختلاف الفعالية.
- جهاد: حاليا ندفع من موازناتنا الخاصة، أي تمويلنا ذاتيا، بالإضافة إلى أننا نعتمد على موازنة اتحاد الطلبة، الذي هو أيضا في الواقع يقوم على التمويل الذاتي.
* ألا توجد جهات من شأنها أن تدعم أنشطتكم؟
- محسن: بلى، وسنتابع الموضوع مع إحدى الشركات البحرينية في بريطانيا التي أبدت استعدادها للدعم، ولكن وقتما نحتاج، فبحسب خطتنا الحالية لا نحتاج إلى دعم مادي.
* هل لديكم فكرة مستقبلية لتوزيع النشرة على نطاق أكبر من طلبة البحرين في بريطانيا؟
- فواز: نعم؛ بعد أن بدأت النشرة للطلبة البحرينيين في بريطانيا فقط، فكرنا في توسيع دائرة المشاركين والتوزيع من خلال أن تكون النشرة لجميع الطلبة الذين يدرسون خارج البحرين، خصوصا مع تطور التكنولوجيا؛ إذ أصبح من السهل تبادل المعلومات والمشاركات من خلال الشبكة العنكبوتية.
- جهاد: لا نريد للنشرة أن تتوقف، ومن المعلوم أن وزارة التربية والتعليم لم تبتعث طلبة أو طالبات لبريطانيا هذا العام للدراسة بعد توزيعها لخطة البعثات، الأمر الذي يعني أنه بعد مرور نحو 4 أو 5 سنوات قد لانجد إلا قلة يدرسون في بريطانيا، فهل تنتهي النشرة؟... أعتقد أننا سنحقق أهداف النشرة إذا ما تم تطبيق الفكرة المذكورة.
* ما هي طموحاتكم لواقع طلابي أفضل؟
- فواز: الشعب البحريني عموما مثقف وطموح جدا، لذلك يجب على وزارة التربية ألا تشكل مستقبل المتفوقين من خلال منحهم حرية اختيار التخصصات التي سيحصلون على ابتعاث لها، بالإضافة إلى أن الوزارة مطالبة بتقديم ندوات تثقيفية وإرشادية للمبتعثين قبل سفرهم.
- محسن: أرى أن «التربية» تتعامل مع شريحة مهمة في المجتمع، ولها تأثيرها فيه إذا منحت الحرية، الأمر الذي يؤكد ضرورة ألا توضع أمامه أية عوائق.
- جهاد: يفترض أن تتعامل وزارة التربية والتعليم مع المبتعثين بأسلوب مختلف عما تتعامل به مع غيرهم لأنهم متفوقون ويجب أن تدعمهم بجميع الوسائل .
العدد 2002 - الخميس 28 فبراير 2008م الموافق 20 صفر 1429هـ