قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس (الثلثاء) إن إرسال المدمرة «يو أس أس كول» قبالة السواحل اللبنانية هو رسالة تستهدف تأكيد قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها ومصالح حلفائها.
وردا على سؤال بشأن مغزى إرسال المدمرة كول قبالة سواحل لبنان، أكدت رايس أن «لدى الولايات المتحدة وجودا عسكريا في المنطقة منذ زمن طويل وهو ببساطة (يهدف)، لكي يكون واضحا تماما، أن الولايات المتحدة قادرة وعازمة على الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها».
لكنها أضافت أن المشكلة اللبنانية «لا علاقة لها بالولايات المتحدة أو بأي كان، إنها تتعلق بحق اللبنانيين، ينبغي أن ينتخبوا رئيسا وأن يتم ذلك بسرعة».
وتابعت أن اللبنانيين «عاشوا طويلا في ظل الوجود الأجنبي والترهيب الأجنبي (...) والآن يجب أن يكون الشعب اللبناني قادرا على ممارسة حقه الدستوري في انتخاب رئيس».
من جانبه، رحب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بقدوم المدمرة، واصفا الأزمة بشأن المدمرة الأميركية (كول) بأنها «مفتعلة»
وقال جعجع متسائلا أمام حشد من أنصاره: «ما الضرر الذي تسببه بارجة أميركية في المياه الدولية في مكان ما بين لبنان وقبرص وفي سياق الصراع الكبير الذي يجرى بالشرق الأوسط حاليا؟».
وشكر واشنطن «لأنها في شكل من الأشكال تفرض نوعا من التوازن إذا ما أراد أي فريق خارجي التسبب في فوضى بلبنان».
في سياق آخر، انتقد ممثل المعارضة في المفاوضات مع الأكثرية النائب ميشال عون تحميل وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط المعارضة مسئولية إفشال المبادرة العربية.
وقال عون «يجب ضم الوزير أبوالغيط إلى قوى الموالاة في لبنان (...) نحن عندنا تقاليدنا الديمقراطية ولنا حقوقنا في أن نقبل أو نرفض». وأضاف «من أفسد أو أسقط المبادرة العربية هي قوى الموالاة التي يدافع عنهم وليس نحن».
وأكد عون أن المعارضة لم ترفض المبادرة «لكن المبادرة أتت بخطوط عامة أتينا لنفسرها، ولكن إذا كان التفسير سيأتي على هوى الأكثرية حتى تظل الأمور كما كانت منذ سنة ونصف السنة (عمر الأزمة) فشكرا لهذه المبادرة».
وكان أبوالغيط وردا على سؤال بشأن عدم ممارسة ضغوط على الأكثرية من أجل تسوية الأزمة قال ان «الموالاة قبلت المبادرة العربية كما هي خلافا للمعارضة التي لم تقبلها».
في الرياض، بحث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل الذي يزور الرياض حاليا «الأزمة في لبنان».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك عبدالله استقبل في مكتبه بالديوان الملكي في قصر اليمامة الجميل، وأضافت أن العاهل السعودي بحث مع الجميل «خلال الاستقبال الأزمة الحالية في لبنان في حضور رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز».
وقالت مصادر قريبة من المباحثات ان الملك عبدالله أكد للرئيس اللبناني السابق «دعم بلاده للحكومة اللبنانية الحالية» وشدد على ضرورة «انتخاب رئيس للبنان وحل الأزمة اللبنانية في أقرب وقت ممكن».
العدد 2007 - الثلثاء 04 مارس 2008م الموافق 25 صفر 1429هـ