بات من شبه المؤكد أن يقر اليوم الأول للمؤتمر العام الثاني للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، التعديل الجديد على نظامه الأساسي الذي ينص في أبرز تعديلاته على توسيع قاعدة أعضاء الأمانة العامة للاتحاد العام من 13 عضوا إلى 15 عضوا.

مصادر مطلعة أكدت لـ «الوسط» أن التعديل الجديد جاء من أجل حسم الخلاف الدائر بين القوى السياسية المتصارعة على تزعم الحركة العمالية، التي تعتبر القوى الثانية على مستوى منظمات المجتمع المدني في التأثير بعد قوى الجمعيات السياسية.

وأشارت المصادر إلى أن التعديل على النظام الجديد جاء من أجل إفساح المجال للطرف الثالث (جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي) في معادلة القوى المسيطرة على الحركة العمالية إلى جانب جمعية «الوفاق الوطني الإسلامية» وجمعية «العمل الديمقراطي» (وعد).

ويعد صراع الجمعيات السياسية في السيطرة على الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، صراعا خفيا لا يمكن كشفه إلا من خلال الغوص الدقيق في تفاصيل وحيثيات تركيبة الاتحاد، الذي طالما رفض أن تكون تشكيلته السابقة بناء على تدخلات سياسية.

وأكدت المصادر أن القوائم الانتخابية ستكون قوية هذه المرة وستكون منقسمة على ثلاث مجموعات، وكما حدث في يناير/ كانون الثاني 2004 عندما ظهرت قبل ساعة فقط من عملية التصويت قائمتان، الأولى تضم 13 اسما ضمن قائمة تحالف «الوفاق ووعد» والثانية قائمة تضم تسعة أسماء تحت لواء جمعية «المنبر التقدمي الديمقراطي»، أما المجموعة الثالثة فكانت التي أطلقت على نفسها «المستقلين» الذين خرجوا بسرعة من المنافسة.

وكشفت مصادر نقابية أن هناك تحركا حاليا بين النقابيين للم الصف والخروج بقائمة واحدة تمثل الأطياف الثلاثة، والدخول كما حدث في العام 2004 ضمن تشكيل واحد لحجز جميع مقاعد الأمانة العام للاتحاد، ويبدو ذلك واضحا من خلال عودة رئيس نقابة شركة «ألمنيوم البحرين» (ألبا) إلى مظلة الاتحاد على رغم الخلافات السابقة.

ويبدو واضحا كذلك أن التنافس على الخمسة عشر مقعدا لأمانة الاتحاد سيكون منحصرا بين القوى السياسية الثلاث (الوفاق، وعد، المنبر الديمقراطي)، إلا أنه من المؤكد أن توزيع المقاعد لن يكون على أساس التساوي في التمثيل بحيث تحظى كل جمعية بخمسة مقاعد، وإنما سيترك الأمر إلى عملية التصويت وقوة المترشحين، وهذا ما سيعطي الأفضلية المرحلية إلى منتمي تيار «الوفاق» بثمانية مقاعد، وإلى منتمي تيار «وعد» بأربعة مقاعد، وإلى منتمي تيار «المنبر التقدمي» بثلاثة مقاعد فقط.