أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، لدى تدشينها مشروع «أنا الطفل» مساء أمس الأول بقاعة مسرح مدرسة كانو الدولية، أن مشروعها لا يعمل على منافسة المسارح الأهلية، كما أنه لن يسعى إلى أخذ اختصاصات وزارة الإعلام في إدارة شئون المسارح وخصوصا مسرح الطفل.
وأشارت البلوشي إلى أن مشروع «مسرح الطفل - أنا المسرح» هو بمثابة مشروع مشترك بين الوزارة ومؤسسة أطياف للإنتاج الإعلامي ينبثق من اختصاص الوزارة بالطفولة عموما وسياستها نحو تفعيل الاستثمار الاجتماعي في النشء خصوصا،وذلك من خلال تعميم تجربة نادي الأطفال والناشئة في المراكز الاجتماعية الثمانية التي تشرف عليها وزارة التنمية، مبينة أن الوزارة ستعمل ضمن اختصاصها في مجال دعم الطفولة.
وقالت البلوشي خلال كلمتها الافتتاحية للمشروع إنه «منذ صدور المرسوم الملكي بإضافة اختصاص الطفولة لوزارة التنمية الاجتماعية أحسسنا جميعا بـ (ضخامة) هذه المسئولية الصغيرة»، مشيرة إلى أنه منذ تلك الفترة والوزارة تعمل على جميع الأصعدة لتقديم خدمات متميزة للطفولة من خلال رسم استراتيجية وطنية للطفولة مع اللجنة الوطنية للطفولة وإعداد التقارير الدولية والمحلية بشأن الطفولة.
وأضافت البلوشي: «لقد أسسنا في وزارة التنمية الاجتماعية خدماتنا للطفولة من مدخلين: أولهما، مدخل الحماية والرعاية الاجتماعية والذي نتج عنه (مركز البحرين لحماية الطفل) وجناح خاص للأطفال بدار الأمان للمتعرضين للعنف الأسري، والتي أصدرت القرارات الخاصة بالأسرة البديلة وتطوير وتنظيم إدارة دار رعاية الطفولة ودار الفتيان ووضع فلسفة جديدة لرعاية الأحداث استعدادا لنقلهم للوزارة».
أما المدخل الثاني - بحسب البلوشي - فيعنى بالاستثمار الاجتماعي للطفولة، والذي «انطلقنا منه لتأسيس (نادي الأطفال والناشئة)، إذ تم إنشاء فروع له في كل مركز اجتماعي تابع للوزارة ليكون إشعاعا إبداعيا وثقافيا وتعليميا وترفيهيا يجمع آلاف الأطفال والناشئة في فترات الفراغ وما بعد المدرسة والإجازات ليكون هذا النادي داعما لمهارات الحياة لهذا الجيل».
وأكدت أنه من خلال نادي الطفولة قدمت الوزارة الكثير من المشروعات والبرامج مثل «تك كيدز» و «المخترعون الصغار» بالتعاون مع مؤسسة «جي تي زد» الألمانية وبرامج عدة بالتعاون مع مؤسسات محلية.
وأبدت البلوشي تأييدا كبيرا نحو ضرورة صقل مهارات الأطفال ومواهبهم الإبداعية من خلال الأنشطة التربوية اللاصفية التي تسعى الوزارة إلى إتاحتها والتنويع فيها، مستشهدة في السياق ذاته بنجاح تجربة مسرح المعاق التي نفذتها الوزارة مسبقا وما أسفرت عنه من اكتشاف لطاقات إبداعية متميزة متحدية للإعاقة، مؤكدة في الوقت نفسه السعي إلى المضي قدما في هذه التجارب لتمتد حتى فئة كبار السن بالتعاون مع جميع الفرق المسرحية الوطنية والجهات الوزارية من منطلق العلاقات التكاملية القائمة بين الأطراف كافة لتحقيق أفضل المستويات الخدمية للمواطنين.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي للمشروع نضال العطاوي أن هناك الكثير من الفعاليات التي يعتزم تنظيمها تحت مظلة مشروع مسرح الطفل لعل اهمها مسابقة التأليف المسرحي للكتاب الصغار وندوة مسرح الطفل تحديات وآمال التي يرجى من ورائها الخروج بتوصيات تفيد في اثراء الساحة المسرحية المحلية.
«المسارح الأهلية» فضلت تقسيم «كعكة الحكومة» على الجميع
كشفت مداخلات المسرحيين والمهتمين بـ «مسرح الطفل» في البحرين مساء أمس الأول، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش تدشين وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي مشروع «مسرح الطفل - أنا المسرح»، عن تخوف المسارح الأهلية من تهميشها وعدم ضمها ضمن المستفيدين من توجه الوزارة لدعم هذا النوع من الفن الصعب والمكلف، على حد تعبيرهم.
وتوالت مداخلات المسرحيين المطالبين بإدماج مسارحهم الأهلية أيضا في المشروع والرجوع إلى ذوي الخبرة والاختصاص والذين أسماهم أمين سر مسرح الريف علي الحجيري بـ «نواخذة مسرح الطفل في البحرين»، مؤكدا أن مسرح الطفل مكلف فكريا وماديا وثقافيا ويحتاج إلى اكتشاف أساليب جديدة.
فيما طالب ممثل مسرح مدينة عيسى أيضا بإشراكهم ضمن المشروع لما لمسرح المدينة من عراقة في مجال الطفل البحريني، أما رئيس اللجنة الإعلامية في مسرح الريف علي باقر فاقترح على وزيرة التنمية وبعد مداخلات الجميع أن تنظم الوزارة مهرجانا سنويا يستوعب جميع المسارح ليكون رافدا لمسرح الطفل في البحرين على أن تقدم الوزارة الدعم المالي لهذه المسارح، وذلك بعد تحفيز الكتاب والمسارح عموما حتى يعم الخير على الجميع.
ولوحظ من مداخلات المسرحيين والفنانين المعنيين بمسرح الطفل تركيزهم الكبير على الجوانب المادية، إذ رأوا أن «الكعكة الحكومية» التي اعتقدوا بأن وزارة التنمية ستقدمها لدعم مسرح الطفل يجب أن تقسم على الجميع، وألا يتفرد بها مسرح بعينه دون الآخرين.
وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي أكدت أن الموازنة المقدمة للمشروع ضئيلة جدا، فيما علمت «الوسط» أن الموازنة لا تتعدى 50 ألف دينار للمشروع بأكمله.
وأشارت البلوشي إلى أن الموازنة أمر غير مهم جدا وبالإمكان تقديم أعمال جيدة وذات قيمة فكرية عالية من دون أي إمكانات مالية ومن خلال إقامتها حتى لو كان ذلك في «الطريق» وقد تلقى استحسان الكثيرين.
وقالت البلوشي: «قد لا نستطيع تقديم الدعم المالي للمسارح الأهلية، ولكن كل مراكزنا الاجتماعية وما بها من إمكانات ومسارح صغيرة لخدمة الجميع، وبالتالي فبإمكان المسارح الأهلية الاستفادة منها وتقديم أعمالها عليها، المهم أن تتم خدمة المجتمع والمراكز الاجتماعية لهذا الغرض».
العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ