حينما يتجرد القلب البشري من الرحمة والإنسانية فلنعزي أنفسنا بهذه المصيبة وبهؤلاء البشر الذين ماتت قلوبهم. في كل مكان و كل زمان. كلمات قاسية تطعن في قلوبنا و تقطعنا أشلاء متناثرة. ترى هل نحن من كوكب المريخ لنلقى هذا الصنف من المعاملة التي تؤلم المجنون الذي لا شعور له قبل العاقل؟
مؤلمٌ جدا حين تقف إلى جانب مخلوق آدمي متجرد من الرحمة... يصرخ في وجهك... و يوبّخك بسبب أنك مريض بمرض لا ذنب لك فيه. هكذا يتعامل المسئولون في كل مكان مع مرضى السكلر.
في المؤسسات التعليمية والوظيفية، في القطاعين الخاص و العام. الجميع يعاملون مرضى السكلر على أنهم أشخاص عاجزون... من دون أن يدخلوا لعالمنا أو على الأقل ينظروا إلى جانب واحد من جوانب القوة التي يمتلكها كل مريض سكلر.
إنهم بهذا الأسلوب غير الإنساني يجعلوننا نتعثر قبل أن نتقدم خطوة واحدة في الطريق... فكيف لنا أن نكون أشخاصا منتجين ما دام هناك من يتعمد تثبيط طموحاتنا وكسر آمالنا؟
فاليوم هم يحاسبونا على الغياب بسبب المرض؟ و يهددوننا بالفصل من العمل أو الجامعات و المدارس، فأحدهم تمّ استقطاع أيام مرضه من إجازته السنوية، وبعضهم يعيدون المادة لأكثر من مرة بسبب المرض، وآخر نكتة أن أحد رؤساء الأقسام في إحدى الجهات التعليمية قال: «لا شيء يستدعي الطالب للغياب عن الامتحان سوى موت الطالب نفسه»... ترى هل يريدوننا أن نحمل معنا المغذي حيثما نذهب؟ أم ماذا نفعل ليصدقوا أننا نتألم؟
بالطبع ما ذكرته واقع مؤلم نعيشه كُل يوم، وما يؤلم أكثر من هذا وذاك أن أحد المسئولين يريد أن يخرسنا لكي لا يستمع لنداءاتنا، إذ قال في أحد تصريحاته إن مرضى السكلر يتجهون إلى الصحافة حتى يكسبوا تعاطف الناس وكأنه لا يعلم أن عدد مرضى السكلر في البحرين يكاد يتجاوز 18000 مريض.
وكل ذلك لأنه لا يوجد هناك قانون يحمي مرضى السكلر من انتكاسات الزمن وطوارق الدهر كما في بقية الدول، فنحن محرومون حتى من أن تكون لنا حفنة من الدنانير كل شهر معونة من الدولة لنستعين بها على أمور حياتنا بعد اقتصاص رواتب الموظفين المرضى بسبب الغياب واقتصاص جهود الطلبة للسبب نفسه، ما يجعل الكثيرين يلازمون البيت من دون عمل أو دراسة.
فمتى سنجد من يقف معنا وقفة رجل؟ نحن لا نطلب المستحيل في بلادٍ اتصف أهلها بالطيبة على مر الزمان، كل ما نطلبه هو معاملة طيبة تشعرنا بأننا بشر من حقنا أن نعيش ونتعلم ونساهم في بناء وطننا الحبيب مثلكم، فنحن قادرون على ذلك. من حقنا أن نشعر بأننا موجودون بينكم.
نحن نتألم بينكم فلا تتجاهلونا.
محمد عبدالعال
العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ