ما وصلنا إليه في البحرين من محاولة جادة لإشعال الفتن وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية أمر يدعو إلى الأسى والحزن. والإيجابي في الأمر أنه يعتبر جرس إنذار قوي للجميع، وصداه يجب أن يصل إلى كل شخص في هذا الوطن وإلا فسنصل إلى بحرين مغلقة ما يؤدي إلى انفجارها وتطاير شظاها على الجميع.
هذه ليست مبالغة وتفجير بالونات هوائية وإنما الحوادث التي تجري هنا وهناك تنذر بخطر يقف على الأبواب مباشرة. كثير من المظاهر السلبية هنا وهناك في المنتديات الإلكترونية الطائفية وعلى صفحات بعض الصحف التي ما زالت تصر على إذكاء الفتنة وخطاب بعض نواب الشعب المثير بغض النظر من حسن النية أو سوئها، كل هذا التحريض جعلنا نصل إلى حافة الهاوية.
أمام تفصيل المواطنة وتفسيرها على هوى بعض الأشخاص - مع الأسف الشديد - ودعوة الآخرين إلى الأخذ بهذا التفسير وهذا المفهوم للمواطنة وإلا فليذهب إلى الجحيم من لا يرتضي هذا النهج «المفصل»، أما ذلك سؤال يطرح نفسه: هل المواطن الصالح والموالي للوطن هو الذي يجر البلد إلى الهاوية بسبب ظنونه في الآخرين؟ هل في حرق الوطن ولاء له؟
إننا لا نزال بخير وأتمنى أننا كذلك، والبحرين فيها من الرجال الذين ما زالوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على الوطن من أن يجره زمرة من المفسرين والمفصلين لمعنى الولاء والذين يقتاتون من خلاله حتى لو كانت النتيجة هي حرق الأخضر واليابس وحتى لو غرقت السفينة بمن عليها!
أتمنى أن يخترع العلماء جهاز معرفة الولاء لأن هذا الجهاز أول من سيخرجه من دائرة الولاء هم هؤلاء الضاربين على هذا الوتر والمتشدقين بوطنيتهم وولائهم الخاص جدا جدا الذي من وجهة نظرهم أن البحرين تستحق أن تحترق على حساب هذا الولاء المسجل!
إبراهيم حسن
العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ