قبل عامين من الآن وتحديدا في أحد صفوف مدرسة السنابس الإعدادية للبنات عكفت معلمتا اللغة الإنجليزية بعد تلمسهما حاجة الجيل الجديد إلى مهارة الكتابة في اللغتين وتدعيمها بإثراء الأفكار والقدرة على الإبداع من خلال عمق الفكرة إلى وضع الخطوط العريضة لمشروع عن الإبداع الكتابي بجهود شخصية وحس تربوي تحدى كلمة «المستحيل»، ومع تطور المناهج باتت المشكلة أصعب وأعقد في رفع مستوى ذلك الجيل لكي يتماشى مع توجهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مشروعه الإصلاحي بتجويد التعليم وإفراز مخرجات تحتل مواقعَ قيادية في سوق العمل.
اثنا عشر عاما هو العمر الوظيفي للمعلمتين زهراء محسن آل إبراهيم، وبدرية عبدالعزيز آل قنبر قضتا آخر عامين منه في معرفة الأسباب وراء تدهور المستوى الكتابي للطالبات ولاسيما في هذا الجيل هل يكمن في اللغة الجديدة أم في نقص المفردات أم تقف وراءه أسباب أخرى؟
أكثر من 100 ورقة عمل في المشروع ركزت على تنمية مهارات الطالب ابتداء من وحي الفكرة وصولا إلى آلية التعبير عنها وتقمص الموضوع ومعايشته، انتهاء بتعزيز الثقة بالنفس وخلق خيال خصب ينتج أفكارا مبدعة.
كان للمعلمتين لقاء مع «الوسط» أخيرا لمعرفة تفاصيل هذا المشروع الذي تم عرضه ضمن 300 عرض في عاصمة الضباب لندن خلال مؤتمر نظمته الجمعية العالمية لمدرسي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في السابع من الشهر الماضي حتى الحادي عشر منه على مستوى الشرق الأوسط.
وتشير تفاصيل رحلتهما برفقة مديرة المدرسة ملكة صالح إلى لجوئهما منذ عامين إلى العمل على فكرة تستهدف تشجيع الطالبات على الكتابة والانطلاق من خلال مواضيع محببة وشيقة خلال حصة واحدة من كل أسبوع، والعمل وفق إطار منهجي اعتمد على أخذ رأي أهل الاختصاص، إذ حضرت إحدى تلك الحصص الموجهة المسئولة أمينة الذوادي فضلا عن الأستاذة في علم النفس في جامعة البحرين وعضو جمعية الموهوبين البحرينية جهاد العمران إلى جانب حضور المدرّسة الأولى في مدرسة السنابس الإعدادية للبنات منى السماك واللاتي أثنين فيها على جهود فردية لخلق عمل طموح، إلى أن جاءت الفرصة لأن ينتقل هذا المشروع من صفوف تلك المدرسة ليطير وليقف في صف 300 مشروع وتقف المعلمتان في صف 1400 مشارك في مؤتمر نظمته الجمعية العالمية لمدرسي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.
وحملتا شكرهما بباقة ورد لمديرة المدرسة، فضلا عن المدرّسة الأولى منى السماك التي رشحت مشروعهما في مسابقة المجلس الثقافي البريطاني الذي عمد إلى تبني رعاية مشروعهما للمشاركة في المؤتمر الذي شهد عرض عدد من المشاريع من مختلف أنحاء العالم.
وأعلنتا الجديد في مشروعهما الذي يتمثل في إعداد كتيب يعتمد على القراءة التي هي في الأساس منبت الأفكار للكتابة.
وذكرتا أن 50 في المئة من المشروع الأول اعتمد على باكورة أفكارهما فضلا عن الاعتماد على المراجع وشبكة المعلومات الإنترنت ولن يكون المشروع الثاني بمعزل عن تلك الأفكار التي تجمعت لديهما خلال سنوات عملهما الطويلة، ولاسيما بعد تلمسهما ارتفاع درجات الطالبات ورغبتهن في أن يعمم هذا المشروع في المرحلة الثانوية أيضا.
لفتة الوزير النعيمي
ولفتتا إلى أن الحضور أثنى على المشروع وطالب بطباعته في كتاب أو تدشين موقع إلكتروني له يتم من خلاله تبادل الأفكار والآراء، إذ عمدتا إلى تدشين استطلاع رأي سريع للمشاركين في المؤتمر من مختلف البلدان والذين طلبوا نسخة من المشروع لتفعيله في مدارسهم فضلا عن إشادتهم بمستوى دعم وزارة التربية والتعليم لمنتسبيها لتشجيع قطاع التعليم.
لفتة من وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ووكيل الوزارة عبدالله المطوع باركها الوفد، بعد أن علم الوزير بخبر ترشيحهما لتمثيل مملكة البحرين في الخارج وجه للقاء معهما، في الوقت الذي تتطلع اليوم المعلمتان إلى لقاء الوزير لنقل شكرهما له على ما لقيتاه من الدعم والتشجيع شكرا موصلا للمجلس الثقافي البريطاني وإدارة المدرسة.
وأضافتا أن الوزير طلب تقريرا عن زيارة الوفد، في الوقت الذي جددتا رغبتهما في لقائه، مثمنتين تواصل الوزارة مع المؤسسات التعليمية.
وفي سياق ذي صلة، اعتبرت مديرة المدرسة المشروع حلقة من سلسلة إنجازات المدرسة ولاسيما بعد حصول المدرسة على جائزة الشيخ خليفة لأحسن مدرسة في عيد العلم وجائزة أخرى من جامعة حمدان للأداء التعليمي المتميز، فاخرة بمعلمتيها وموجهة شكرها للوزارة ومسئوليها الذين ابتعثوها برفقة المدرستين على أمل أن تكون المدرسة ومنتسباتها عند حسن ظن الوزارة بأن ترقى لسقف تطلعات المشروع الإصلاحي.
المشروع في سطور
تعريف المشروع: مشروع رائد يشجع الطالبة على التعبير الإبداعي الحر باللغة الانجليزية ويساعدها على تنمية مهارات التفكير العليا لديها، وهو عبارة عن أوراق عمل تتناول مواضيع ممتعة ومثيرة تدفع الطالبة لإبراز أفكارها وقدراتها الإبداعية على شكل تعبير كتابي أو عمل فني، وقد أعد أكثر من 100 ورقة عمل جمعت في كتيب خاص بالمشروع.
أهميته
إن عدم القدرة على استخدام اللغة الانجليزية في التعبير عن الأفكار كتابيا من أهم المشكلات التي تعاني منها الطالبات وإن نتائج معظم الطالبات في مهارة الكتابة متدنية إلى حد كبير وبناء على ذلك كان من الضروري دفع الطالبة وإثارتها لاستخدام اللغة المكتوبة للتعبير عن نفسها وأفكارها بطريقة منظمة وصحيحة وفي إطار من المتعة والإثارة والإبداع وبأسلوب مرن ومحبب ومشجع للطالبات.
وتعزيزا لذلك دشن المشروع استفتاء يكشف عن مدى دافعية الطالبات في أداء المهارات الأساسية في تعلم اللغة الانجليزية (الاستماع، التحدث، القراءة والكتابة) وتم تطبيقه على عينة عشوائية من الطالبات وكانت النتائج كالتالي:
مشروع الإبداع الكتابي كان ما توصل إليه المشروع؛ لأنه يشجع الطالبة على الكتابة. ويعالج الفروق الفردية بين الطالبات حيث تستطيع جميع الطالبات بمستوياتهن المختلفة أن يكتبن في الموضوع نفسه ولكن بحسب مستواهن. إن المشروع يدفع الطالبات للتفكير في مواضيع متنوعة ومن زوايا مختلفة؛ مما يساعدهن على توسعة الإدراك وتنمية الحس النقدي لديهن. إن معالجة المشروع لموضوع القيم الأخلاقية العليا وتشجيع الطالبات على بناء القيم الذاتية الخاصة بهن من جهة، وعلى استخدام الخيال في أعلى مستواه من جهة أخرى، قد ساعدتهن على إنتاج أفكار جديدة تعبر عن أنفسهن وآرائهن ومشاعرهن.
أهدافه
-1 تشجيع الطالبة على الكتابة بحرية من دون التخوف من الوقوع في الأخطاء النحوية أو الإملائية.
-2 مساعدة الطالبة على تنمية المهارات التالية لديها:
- التفكير الإبداعي.
- التفكير النقدي.
- استخدام الحواس والإدراك.
- الخيال.
- حل المشكلات.
- التعلم الذاتي.
- التعاون والعمل الجماعي.
- البهجة والمرح أثناء التعلم.
- تنمية الحس والتذوق الفني لدى الطالبة.
- تنمية مهارة الخط.
الفئة المستهدفة
طالبة الثالث الإعدادي ف 1-3-5-6-7.
إجراءات التنفيذ
- إعداد مادة المشروع لتحقيق الأهداف المرجوة مع مراعاة المناسبات وإعداد ما يتناسب مع موضوعها.
- تحديد يوم الأربعاء من كل أسبوع لتطبيق المشروع.
- حصر أيام العمل طيلة العام الدراسي 2005/2006.
- تحديد موضوع لكل أسبوع للتنفيذ قابل التغيير.
- الإعلان للطالبات عن المشروع وتعريفهن بأدواته وأهدافه.
- يعرض الموضوع وتقدم ورقة العمل كما هو مخطط له مسبقا.
- تنفذ الطالبة المطلوب بحسب مستواها سواء بفِقرة أو جملة أو حتى كلمة. ويمكنها أن تدعم عملها الكتابي برسم إذا لزم ذلك.
- تستخدم الطالبة الأدوات اللازمة لتنفيذ العمل كألوان، مقص، صور، أوراق ملونة... إلخ.
- تستطيع الطالبة أن تستخدم القاموس أثناء الكتابة.
- تشرف المعلمة على الطالبات وتوجههن مع تقديم المساعدة اللازمة.
- تشجع المعلمة الطالبة على ما أنجزته أيا كان مستوى العمل.
- تعرض الطالبة عملها في الموقع المحدد داخل الصف لمدة أسبوع.
المُحَقَّق
- التغلب على رتابة الجو المدرسي.
- ربط المنهج بحياة الطالبة اليومية والاجتماعية.
- كسر هاجس الخوف من الوقوع في الأخطاء عند ممارسة الكتابة.
- حماس الطالبة أثناء الكتابة.
- تنوع أفكار الطالبة وطلاقتها والتعبير عنها بحرية.
- اكتساب الطالبة الثقة بالنفس عند التعامل باللغة الانجليزية.
- إثراء المفردات اللُغوية عند الطالبة.
- التعاون والعمل الجماعي.
- تطور مستوى اللغة الانجليزية عند الطالبات وبالأخص مهارة الكتابة.
- المتعة والبهجة أثناء التعلم.
توصيات المشروع
- مراعاة فكرة الإبداع الكتابي في تصميم مناهج اللغة الانجليزية أو اللغة العربية.
- تصميم مناهج للغة الانجليزية أو لغيرها من المواد تحقق مبادئ التفكير الإبداعي والنقدي وتساعد المتعلمين على اكتشاف قدراتهم وتنميتها.
العدد 2082 - الأحد 18 مايو 2008م الموافق 12 جمادى الأولى 1429هـ