كشف ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور أن المجلس وضع يده على خرائط توضح أن الدفان على ساحل كرباباد لن يعرف حدودا، وخصوصا بوجود أرض جديدة شمال الأرض الحالية بمساحة تفوق المليون ونصف المليون متر مربع لم تدفن بعد، ما يعني القضاء على ملامح الساحل كاملة.
وأوضح منصور في تصريح لـ «الوسط» أن المجلس البلدي يسعى إلى وقف جميع تراخيص الدفان على ساحل كرباباد، لافتا إلى أن المجلس سيجتمع بصورة استثنائية بعد غدٍ الأربعاء لمناقشة تداعيات الموضوع وإصدار قراراته الداعمة لمطلبات الأهالي.
يأتي ذلك فيما نظم أهالي القرى المجاورة للساحل سلسلة من الاعتصامات المطالبة بوقف أعمال الدفان التي طالت مساحات شاسعة من الساحل.
***********************************************
منصور: الدفان الجديد سيطال أكثر من مليون ونصف متر مربع
«العاصمة» يكشف خريطة الدفان المستقبلية في ساحل كرباباد
المنامة - عبدالله الملا
كشف ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور وجود دفان جديد في ساحل كرباباد لم يبدأ بعد سيطال ما يقارب مليون و600 ألف متر مربع شمال الدفان الحالي، وأكد أن المجلس البلدي سيجتمع بصورة استثنائية الأربعاء المقبل لمناقشة الموضوع وإصدار قرار بوقف الدفان في الساحل، وعدم إعطاء أي ترخيص في المنطقة، وقال: «سيقر المجلس أيضا وضع حراسة على المنطقة من قبل المفتشين بالبلدية».
وأضاف «الخريطة تشير إلى أن الدفان المستقبلي لا يعرف حدودا في المنطقة، وخصوصا أن الأرض التي لم تدفن تشكل ضعف مساحة الأرض الحالية»، مبديا استغرابه من بدء الدفان من دون ترخيص من بلدية المنامة وهي الجهة المختصة لاسيما أن الدفان سيطال مساحات شاسعة جدا، وسيدمر البيئة البحرية في المنطقة، وسيقضي على السواحل في المنطقة.
وقال: «لا يوجد أي شك في أن الدفان الحالي الذي استخدم فيه الدفان البري ومخلفات البناء آذى البيئة البحرية في المنطقة التي عانت على الدوام من الدفان الجائر، وسيكون عملنا منصبا على وقف الدفان بكل أشكاله».
ولفت منصور إلى أن أهالي المنطقة والبحارة سيتجهون إلى الاعتصام على الشارع العام الجمعة المقبل في حال استمر تجاهل مطالبهم بوقف الدفان وتخصيص موقع لمرفأ الصيادين وساحل عام للأهالي.
وأضاف منصور «سيتم مناقشة الموضوع في اجتماع اللجنة الفنية اليوم الاثنين على أن تستقطع المساحة المطلوبة من الساحل والمرفأ من ضمن 30 في المئة من مجموع الخدمات. وإذا أمكن التفاهم مع صاحب الأرض على أن يترك جزءا منها للمنفعة العامة».
وكان العشرات من أهالي قرى كرباباد والديه والسنابس والمقشع والقلعة سجلوا اعتصامهم الثاني الجمعة الماضي على ساحل كرباباد احتجاجا على استمرار عمليات الدفان التي طالت مساحات شاسعة من الساحل، إضافة إلى مطالبتهم بتوفير مرفأ للصيادين.
وكشف منصور حينها أن مساحة الأرض المراد دفنها على الساحل تصل إلى 10 ملايين قدم مربع وبقيمة تصل إلى 2.5 مليار دينار بحريني، مستغربا من تحول السواحل العامة إلى أراض خاصة لصالح بعض المتنفذين في الوقت الذي يبقى المواطنون من دون سواحل.
من جهته، توعد النائب عبدالجليل خليل بمحاسبة المتورطين في الموضوع، لافتا إلى أن مجلس النواب بدأ التحري عن الموضوع منذ شهرين، وأن الوثائق الحكومية تثبت أن الأراضي أملاك عامة. وقال: «الغريب أن هذه المناطق كانت عبارة عن ساحل لأهالي السنابس بمساحة تقدر بأكثر 600 و50 ألف متر مربع تم الاستيلاء عليها، وهناك اتصالات مع وزير المالية بشأن أن هذا العقار ملك دولة ويقع تحت مسئولية وزير المالية الذي يشرف على جهاز قسم أملاك الدولة العامة والخاصة في وزارة المالية، وقد رفعت أكثر من رسالة للوزير المعني واجتمعنا ثلاثة اجتماعات وإلى الآن لم يتم التوصل إلى حل عادل يرجع هذا العقار إلى قسم أملاك الدولة، وبالتالي للأهالي الذين خصص من أجلهم كمسمى شاطئ. ومن المضحك المبكي أن هذه الدائرة (كرباباد والسنابس) لا يوجد لها مشروع إسكاني لدرجة أن طلبات الإسكان تراكمت حتى وصلت لأكثر من ألف و400 طلب لوحدة إسكانية فقط غير القروض والقسائم السكنية، وفي الوقت الذي يبقى هؤلاء على قائمة الانتظار لأكثر من 20 سنة هناك عبث واستيلاء على بعض الأراضي المحيطة بسكان هذه الدائرة وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، وسنستمر في اتصالاتنا مع الجهات المعنية حتى الوصول لحل مرض، وكان من المفترض أن تتحول إلى خدمات للأهالي عبارة عن مستشفى ومدرسة وغيرها، إلا أنها تحولت بقدرة قادر إلى مناطق استثمارية، وبأسعار خيالية».
وأكد خليل «هذه الأراضي ملك لأهالي الدائرة الرابعة، وجزء من هذه الأراضي مسجل في وثائق الدولة، وهذا إثبات قاطع على أن الأراضي ملك عام، وفي لقاء مع وزير المالية أبلغناه أن الأهالي لن يقفوا مكتوفي الأيدي ويتفرجون على نهب الأراضي لأنها أراضيهم، ونحن نعد بأن نواصل التحرك حتى يتم تسجيل الأراضي للأهالي، ولدينا مراسلات مع الديوان الملكي ووزارة المالية لتثبيت حق الأهالي في هذه الأراضي، ولدينا لقاء يوم الأحد مع وزير الإعلام ولقاء مع وزير المالية يوم الاثنين وسنحاول جاهدين أن نسجل حق الأهالي في هذه المنطقة».
وقال منصور أمام حشد المعتصمين: «لقد اتخذ المجلس البلدي قرارا بإنشاء ساحل بطول 1500 متر مربع وعرض 60 مترا مربعا بمحاذاة الضلع الشرقي لمثلث الرؤية منصورة، وقد قام أحد المكاتب الاستشارية بوضع رسم تخيلي لهذا الساحل والمرفأ في كرباباد، وسيسعى المجلس لأن تتحقق هذه الرؤية على أرض الواقع».
ولفت «المشكلة أن المنطقة المدفونة أخذت الموقع السابق للطراريد، وإذا ما استمر الدفان الحالي فإن الصيادين مهددون بعدم وجود موقع للقوارب، ومن المعلوم أن هناك مشروعا لإنشاء مرفأ للصيادين على ساحل كرباباد منذ العام 2004 وبمباركة من جلالة الملك إلا أن المشروع اصطدم بخط الرؤية منصورة لقلعة البحرين، وحين طرحنا موضوع الدفان الحالي الذي يجري على قدم وساق قيل لنا إن الأراضي أملاك خاصة، والبحارة يصرّون على وجود هذا المرفأ ولن يقوموا بتحريك القوارب من محلها من دون إنشاء المرفأ».
العدد 2103 - الأحد 08 يونيو 2008م الموافق 03 جمادى الآخرة 1429هـ