وماذا بعد بالنسبة لزيمبابوي البلد الذي يصفه الرئيس الزامبي ليفي مواناواسا بصراحة بأنه «تيتانك الغارقة»؟
لم يكن مواناواسا بين قادة الاتحاد الإفريقي في قمة رؤساء دول الاتحاد التي عقدت في مصر والتي اختتمت أعمالها الثلثاء الماضي بالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بين زعيم زيمبابوي روبرت موغابي والحركة من أجل تغيير ديمقراطي المعارضة.
وكان الرئيس الزامبي (59 عاما) قد تعرض لسكتة دماغية عشية القمة متخلفا عن المجموعة الصغيرة من الدول الإفريقية ومن بينها بوتسوانا ونيجيريا التي أدانت صراحة موغابي بالتسلط.
ويعد مواناواسا أحد المحاربين الأشداء الذين لا تلين لهم قناة في مكافحة الفساد وهو واحد بين قلة من القادة الأفارقة الذين لا يخشون تهديدات موغابي المستوحاة من المثل القائل «من كان بيته من زجاج عليه ألا يقذف الناس بالحجارة». وقد هدد موغابي الذي حالفه شيء من النجاح «سأذهب إلى قمة الاتحاد الإفريقي تلك... أريد أن أرى هناك من هو صاحب اليد النظيفة».
وعلى رغم أن 3 بعثات مراقبة إفريقية قد خلصت إلى أن الانتخابات التي جرت في 27 يونيو/ حزيران لم تكن حرة وافتقرت إلى النزاهة والصدقية فإنه قد سمح للزعيم الطاعن في السن أن يجلس إلى جوار قادة رؤساء الدول الآخرين في شرم الشيخ.
وكان ذلك في حد ذاته نوعا من التتويج لزعيم زيمبابوي على مدى 28 عاما والذي نصب يوم الأحد الماضي لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات.
وإذا كان ثمة شك من أي نوع بشأن من هو الذي يعتبره الاتحاد الإفريقي الوريث الشرعي للسلطة: موغابى أم تسفانجيراى، فقد تم الإفصاح عن ذلك في الإعلان النهائي للقمة الإفريقية.
لقد تم تشجيع الرئيس روبرت موغابي و»مورجان تسفانجيراي» على «الالتزام بتعهداتهما بإطلاق حوار» بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفيما عدا ما كانت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي قد ذكرته انه إذا ما مضي موغابي قدما بانتخاباته التي لم يشاركه فيها أحد والتي قاطعها تسفانجيراي بسبب موجة من الهجمات التي شنتها ميليشيات موغابي ضد مؤيديه، فإنه لن يكون ثمة ما يتم إجراء محادثات بشأنه.
لكن الاتحاد الإفريقي يعرف أنه بالنسبة إلى الحركة من أجل التغيير الديمقراطي فإن المقاومة تكاد تكون عديمة الجدوى.
وليس أمام الحزب الذي دائما ما عارض العنف كسبيل لتغيير النظام من ميزة على موغابي عدا الضغط من جانب جارات زيمبابوي.
فقد جرب التحركات الجماهيرية الواسعة من قبل لكن الإضرابات عادة ما تخفق لأن القلة العاملة من الزيمبابويين لا تملك رفاهية التغيب عن العمل.
فعندما تدعو الحركة من أجل التغيير الديمقراطي إلى احتجاجات فإن هذه الاحتجاجات تجابه عادة بالضرب والاعتقال من قبل الشرطة.
ومن ثم تعلقت العيون بشرم الشيخ لترى ما إذا كان بإمكان إفريقيا تخليص الزيمبابويين من آخر الزعماء الأشداء في القارة مفسحة المجال أمام المال والمساعدات للتدفق من جديد إلى الاقتصاد المتداعي.
ولأن تقارير المراقبين للانتخابات كانت كلها تتحدث عن العنف والتخويف فإن الاتحاد الإفريقي ربما كان عليه حتى طرد زيمبابوي حسبما كان يأمل بعض المراقبين.
لكن بدلا من دعوته للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية فإنهم في الواقع كافأوه على ولعه بالنزال بحسب كبير الباحثين في الشئون الإفريقية بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» تسيكه كاسامبالا. وأشار كاسامبالا إلى أنه «الآن في موقع القوة ومورغان تسفانجيراي في الموقف الأضعف».
العدد 2129 - الجمعة 04 يوليو 2008م الموافق 29 جمادى الآخرة 1429هـ