العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ

لجنة متدربي معهد البحرين... نواة جديدة في العمل الطلابي

ولدت فكرة لجنة متدربي معهد البحرين أثناء لقاء تحاوري ساخن بين الصحافية عصمت الموسوي ومتدربي المعهد في العام الدراسي 2000/2001 وذلك عندما صرخ أحد المتدربين وسط هذا اللقاء: «نريد لجانا طلابية تدافع عن حقوقنا ومطالبنا» فأوقف اللقاء وحركت هذه العبارة الطلبة النشطاء، ما دعاهم إلى التكتل والارتباط بالحركة الطلابية في البحرين. وتم التقدم بطلب إلى إدارة المعهد بتكوين لجنة طلابية في المعهد ورافق ذلك الحركة الطلابية أيضا الداعية إلى تأسيس اتحاد طلابي بحريني. وجمعت تواقيع عدة داعمة للمشروع الطلابي الجديد. وعاش المعهد فترة مد وجزر حتى جاءت فترة الإصلاحات السياسية في البحرين إيذانا ببدأ التجمعات الطلابية.

وعليه صدر قرار اداري بتكوين لجنة إدارية لتدشين هذا المشروع تتكون من تسعة أشخاص من المتدربين المؤسسين وبعض الإداريين. وتم رفع مقترح اللجنة المؤسسة للجنة طلابية.

فترة الإعداد

لوحظ برود شديد في بداية الإعداد لقيام هذه النواة الطلابية العريضة، فلم يحظ متدربو المعهد بتغطية إعلامية أو تلفزيونية مناسبة كما هي حال مشروع «مجلس طلبة جامعة البحرين» الذي لم تتوان أية صحيفة عن تغطية أي حدث يتعلق به. ولم نجد تلك التغطية الإعلامية المطلوبة التي تتناسب مع الحدث داخل معهد البحرين لتساهم في تحقيق أهداف هذه اللجنة.

أما المتدربون فقد قاموا بعقد عدة لقاءات تحاوريه للتوصل إلى صيغة مشتركة لبناء قاعدة طلابية قادرة على التعامل مع الحياة المقبلة لتعد جيلا كفؤا ومبدعا قادرا على حمل رسالته ليؤسس رافدا ومنبعا للتقدم والازدهار للطلبة وليساهم في بناء وطنه ومؤسساته.

انتخابات اللجنة

أثر رأي الشارع البحريني على عملية الانتخابات في معهد البحرين بصورة كبيرة، وانعكست نتائج الانتخابات في كل من المجالس البلدية والنيابية والجامعة بشكل سلبي وخلّف ذلك مشاركة ضعيفة على مستوى المترشحين والمرشحين. ولم يكن ذلك ليحبط عزم الناشطين في معهد البحرين لتقديم صورة جديدة ومشرقة فحملوا معهم آهات المعهد وبدلوا جميع ما بوسعهم لخدمة هذا العمل التطوعي النبيل ولم يبخلوا بوقتهم أو راحتهم.

واصطدم بعض أعضاء اللجنة ببداية العمل من الصفر. وأصبحت دورة اللجنة الأولى تأسيسا أكثر من كونها مطالبة بشيء آخر. وتقدمت اللجنة بمقترح كامل لمقر خاص بها وناقشت دستور اللجنة وأعدت لوائحها الداخلية ولجانها الفرعية وقامت بإعداد شعار خاص بها وختم لأعمالها الرسمية. وأعدت أوراقا خاصة لها واستقبلت أعضاءها الفرعيين لتبدأ نشاطها بدورة طلابية وبورشة عمل لتثقيف هذه القاعدة بطبيعة المرحلة المقبلة.

موقف الإدارة

كان لإدارة المعهد موقفها الايجابي الذي لا نستطيع نكرانه إلا أننا وفي أحيان كثيرة لم نجد حلولا سريعة لقضايا المتدربين ومشكلاتهم. لم تكن جميع الإمكانات متاحة للجنة، وعدم وجود أرضية واضحة لبداية العمل في مسألة فرض أنشطة من جانب الإدارة. ومازالت اللجنة تسعى إلى كسب المزيد من الامتيازات بكفاءة وثبات.

بين المطرقة والسندان

بدأت اللجنة لقاءها الأول مع المتدربين بحضور ضعيف وغير متوقع غالبيته من المتدربات وطرحت في اللقاء قضايا عدة تناولت مسألة الثقة باللجنة والإدارة وترجم على اثره انضمام عدد من الحضور إلى اللجنة.

وتواجه اللجنة عددا من الصعوبات والعقبات أبرزها عزوف المتدربين عن رفع شكاواهم وقضاياهم إلى أعضاء اللجنة، وهي ممارسة ضرورية لزرع روح المبادرة في المتدرب. وواجهت اللجنة كذلك قلة عدد المشاركين في اللجنة وظهور سلبيات فيما يخص نظام النجاح الجديد والذي خلف ربكة كبيرة وسط المتدربين.

شكل العمل الطلابي نواة جديدة في المعهد. وكان لابد من تهيئة الأمور للمتدربين لتفهم هذه النقطة وهي مسئولية الجميع، الإدارة والمتدربين والمجتمع.

ولربما شكلت آنذاك مسألة الثقة والارتباط باللجنة أكبر المعوقات، إذ المشكلات قديمة فيما يتعلق بمسألة الاعتراف بالشهادة، وتحتل هذه القضية جل اهتمام المتدربين ومازال الجدل بشأنها قائما.

عربة عرجاء

لم يستمر عمل اللجنة طويلا حتى أصبح كـ «العربة العرجاء»، إذ انسحب عضوان من اللجنة لأسباب خاصة. ولم تكن هناك خبرة قانونية في إعداد لوائح داخلية لكل لجنة فرعية لمباشرة عملها، وغاب الوعي بأهمية العمل الجماعي وسط التجمعات الطلابية وآليات عملها. تلاشى عنصر التنسيق بين اللجان وسبب ذلك صورة غير واضحة لعمل اللجنة، وأدى ذلك إلى أن تعيد اللجنة طريقة عملها لتظهر بصورة أفضل. وهنا كان لابد من التفكير بتأسيس قاعدة طلابية متفهمة ومرنة قادرة على فهم المستقبل لتلعب دورا محوريا في جميع ما يمس المتدرب ولتقدم له البيئة المناسبة لتجعله قادر على حمل رسالته الإنسانية والطلابية.

استمرار العمل

لم يكن معهد البحرين ليشط عن المؤسسات التعليمية الأخرى فما إن توافرت الأرضية المناسبة حتى برزت أمواج متلاطمة من الشباب حاملة معها الكثير من الإبداعات والمواهب الخلاقة التي أدهشت الجميع بغالبية من العنصر النسائي. وهي لا تنتظر إلا الظروف المناسبة لتفجر هذا الكم المتدفق من الإبداع الذي يحتاج إلى رعاية وتوجيه ليصل إلى قمة عطائه

العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً