العدد 2578 - السبت 26 سبتمبر 2009م الموافق 07 شوال 1430هـ

معنفات أسريا يفترشن الطُرُق بعد هربوهن من سجن «القفص الذهبي»

حلمت بالقفص الذهبي والفستان الأبيض الذي سيغطيها ليلة زفافها لتدخل كالملاك إلى هذا القفص، إلا أن الأخير كان كالسجن تُضرب فيه حتى تنزف أناملها دما وتجرح كرامتها، وتنزف عينها بالدموع عند كل ضربة تتلقاها أو كل كلمة تسمعها من فارس الأحلام الذي حلمت به منذ صغرها.

معنفات أسريا افترشن الطرق أشهرا كثيرة، وبتن في هذه الشوارع أياما عديدة، لم يكنّ يملكن الملجأ ولم يملكن قوتهن وقوت أطفالهن، كن يحاولن البحث عن الأمان الذي ضاع في هذا الزمان، إلا أن الأمان لم يكن موجودا، فالذئاب البشرية تطاولت أيديهم على هؤلاء المعنفات.

قصص تنوعت في عالم المعنفات أسريا، إلا أن النهاية كانت واحدة، فالنهاية كانت كلمة معنفة التي حملتها هؤلاء النساء كأنها وصمة عار، في الوقت الذي ختم فيه الزمن والمجتمع على هؤلاء النساء بالشمع الأحمر وكأنهن ارتكبن جريمة قتل.

بدأت قصتها منذ أن كانت تبلغ من العمر 16 عاما، فقد دخلت أم أحمد القفص الذهبي ليكون بذلك السجن الأول في حياتها، وكان لـ «الوسط» حديث معها لتبدأ برواية قصتها قائلة: «تزوجت وقد كان عمري 16 عاما وكان زوجي إنسان طيب وحنون على رغم أن حالتنا المادية كانت جدا ضعيفة، بعد مرور الوقت انتقلنا إلى منطقة سكنية أخرى، لتبدأ بذلك المرحلة القاسية من حياتي، على رغم أني أنجبت منه ثلاثة أطفال».

وأضافت «منذ انتقالنا بدأ زوجي السابق يمشي في طريق المخدرات، قبل أن يبدأ الإدمان أنجبت منه ابنتي البكر التي تبلغ الآن من العمر 5 أعوام وابني الذي يبلغ من العمر عامين وثمانية شهور، عشت معه تقريبا عاما ونصف العام وهو كان في تلك الفترة يتعاطى المخدرات، أخذته إلى العلاج إلا أنه كان يرفض فكنت أحبسه في غرفة خوفا عليه، إلا أني كنت أتلقى الضرب منه».

وتواصل حديثها «بعد مدة حملت بابني الثالث وكنت مازالت أتعرض إلى الضرب من قبله، فطلبت الطلاق وبالفعل تطلقت وأنا حامل بابني الثالث وكنت آنذاك في الشهر الثامن».

وتتابع حديثها «بعد انفصالي عن زوجي الأول عشت مع والدي فترة وكان في تلك الفترة مريض جدا وخصوصا أنه مصاب بالفشل الكلوي وتلف في الكبد وجلطتين في المخ وبعدها أصيب بماء في الرئة، فكنت أتنقل معه بين المستشفيات وكنت أتواجد معه أثناء غسيل الكلى في كل مرة حتى أخذ الله أمانته». كما قالت أم أحمد: «بعد أن توفي والدي أجبرت على العيش مع إخواني وكنت أتعرض إلى الضرب والشتم وخصوصا أنهم مدمنون على المخدرات، إلى جانب أن المنزل لم يكن مؤهلا فالحيوانات كانت تملأ البيت؛ فالكلاب والقرود والعقارب جميعها موجودة في المنزل، فكيف أربي أطفالي الثلاثة في هذا المنزل».

وأضافت «لم أستطع بعد ذلك مواصلة العيش معهم، تزوجت من أحد الأشخاص بعد أن تقدم لخطبتي وافقت لعلي أرتاح من هموم الدنيا، إلا أني دخلت السجن الثاني للمرة الثانية».

وتواصل «بعد الزواج اكتشفت أن زوجي يملك الجواز البريطاني على رغم أن أهله بحرينيون وهو بحريني، عشت معه شهرا واحدا في شقة في منطقة قلالي وكان زوجي في تلك الفترة قد دفع مقدما من المال لعدة أشهر (...) في يوم من الأيام خرجت من الشقة مع أطفالي وعند عودتي كانت الشقة خالية من أغراضه استفسرت عنه ولم أجده، بحثت عنه في مقر عمله ولم أجده أيضا، جلست في الشقة في الشهور التي كانت قد دفع إيجارها مقدما، إلا أنه بعد انتهاء الشهور التي دفع إيجارها مسبقا طردني مالك العمارة وهذا حق من حقوقه (...) في تلك اللحظة تأكد لي أن زوجي الثاني قد استغلني واستخدمني كوسيلة». وتتابع حديثها «بعد أن طُردت من الشقة عشت في الشارع لمدة شهرين أنام في الشارع وأسكن فيه (...) بعدها توجهت إلى دار الأمان إلا أن مدة إقامتي انتهت فخرجت قبل ليلة عيد الفطر على رغم أني حامل في الشهر التاسع، بعد أن بت في الشارع لأيام معدودة مد أصحاب الخير يدهم لي، إذ إني أسكن في ملحق الآن في بيت إحدى العوائل، إلا أنه إلى متى سأظل على هذه الحالة وخصوصا أني مقطوعة من شجرة فليس لدي عائلة ألجأ إليها».

وأضافت أم أحمد «أحيانا تأتيني المساعدة من إحدى فاعلات الخير، إذ إنها تقوم بإعطائي 30 دينارا وأحيانا 40 دينارا، كما تقدمت بطلب إلى وزارة التنمية حتى يتم إعطائي مساعدة اجتماعية، إلا أنه لم يتم صرفها لي».

وعمّا إذ كانت تحصل على نفقة من زوجها الأول قالت أم أحمد: «إن أهل زوجي الأول أغلبهم مدمنون على المخدرات، إلى جانب أنه لا يعمل فهو عاطل ومدمن فكيف أحصل على نفقة، كما تقدمت بطلب آخر للحصول على نفقة من زوجي الثاني، إلا أن المحكمة رفضت لأن زوجي يحمل الجنسية البريطانية فهو ليس بحريني(...) كما قمت بالاتصال بأهل زوجي الثاني إلا أنهم لم يقدموا أية مساعدة، ومازالت قضيتي في المحكمة مستمرة».

ومن هنا تنتهي قصة أم أحمد لتبدأ قصة امرأة أخرى تحمل لقب معنفة فهذه المرأة التي فضلت عدم ذكر اسمها لا تعلم أين تلجأ بعد أن تنتهي فترة بقائها في دار الأمان الذي يضم المعنفات أسريا.

لم تعلم من أين تبدأ هذه المعنفة، إلا أنها بدأت برواية قصتها قائلة: «تزوجت في العام 2004، منذ بداية الزواج لم يكن زوجي يصرف على المنزل فكنت أنفق على المنزل وأدفع الإيجار وأوفر الاحتياجات إلى كل أفراد الأسرة والتي تتكون مني ومن زوجي السابق ومن ابني الأول، بقيت على ذمة زوجي لمدة أربعة أعوام وثلاثة أشهر، وبعد أن حملت بابني الثاني استقلت من عملي فلم يكن باستطاعتي مواصلة العمل، لذلك تحولت مسئولية الإنفاق على المنزل إلى زوجي، إلا أنه قام بطردي من الشقة التي كنت أدفع إيجارها».

وواصلت «بعد أن قام بطردي سكنت في كراج خشبي ليس به كهرباء ومن دون حمام وكنت أقضي حاجتي في أكياس بلاستيكية وللاستحمام أذهب مع أولادي إلى المساجد والمجمعات وكنت أنام مع أبنائي في السيارة وعندما يحين وقت المغرب كنت أجلس في المجمعات وخصوصا أن الجو حار»

العدد 2578 - السبت 26 سبتمبر 2009م الموافق 07 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 11:16 ص

      ضربني و بكا و سبقني و اشتكى

      كثير من النساء يسوون لروحهم مشاكل و ينفرزون الزوج او يغلطون عليه و يختلقون المشاكل و بعدين يصارخون انهم مظلومين وزالمقال فيه شلخ واج كأن المذكورات ما عندهم اهل ومقطوعين من شجرة و كأن ما في قانون لكنهم يبون القانون على كيفهم خلهم يعيشون مؤدبين و لن تكون هناك مشاكل كلش غلط تصوير جنس الرجال على انهم وحوش و النسوان على انهم ملائكة الرحمة

    • زائر 11 | 10:33 ص

      رد على زائر رقم 10

      اذا ديرتنا البحرين فاقول في عيد البش بتفكر في الشقق للمظلومين لو قايل للمجنسين فمثل الصاروخ يبنون لهم لكن حق المواطن ما يضيع عند رب العالمين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب وهذا المثل ينطبق على البحرين لان الظلم وصل حده وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم بحق محمد وال محمد واهل البيت عليهم السلام.

    • زائر 10 | 9:01 ص

      اتقوا الله فى القوارير

      من الملاحظ الضحيات هم النساء مع اطفالهم ..نتمنى بناء شقق سكنيه لهم مثل كويت وامارات ....

    • زائر 9 | 8:17 ص

      كل العائلة مدمنة

      غريبة القصة الأولى كل أهلها مدمنون وكل أهل زوجها مدمنون وش أصلها هالمرأة ومن وين جاية واضح انها من أصول غير بحرينية (ترى الزرع يطلع على بذره) اللهم ياكافي

    • زائر 8 | 8:00 ص

      يا جماعة المرأة حرمة من حرم الله ..فاتقوا الله في نسائكم

      يا جماعة مهما ايكون من خلافات لا تستغلون ضعف المرأة لاهانتها ... قد ترى أن الله منحك قوة اكثر من قوتها فتضربها..ومنحك حقا لطلاقها فتطلقها وقت ما تشاء..ولكن اعلم أن الله الذي منحك كل هذا ليس بعاجز أن الاخذ بحقها اذا ظلمتها.. ان المرأة حين تخرج من بيتها فهي في ذمة الرجل وهي عرضه ... فوالله ليست الرجولة بشارب وعرض اكتاف وانما الرجولة مواقف مشرفة. احفظوا بيوتكم واحفظوا اعراضكم ..واني احيانا اتسائل: ان الرب الذي أدخل امرأة النار بسبب قطة حبستها وما اطعمتها ماذا سيفعل بمن يفعل هذه الافعال مع اهله؟

    • زائر 7 | 5:17 ص

      لاتظلموا الرجال

      السلام عليكم لا تظلموا الرجل هذه المسائل لا تحكم او اي مسالة الا بعد معرفة الطرفين و البيوت اسرار كما يقولون لا احد يعلم عن معاملة الزوجة لزوجها و العكس وربما توجد خيانات من احد الطرفين ووو
      اذا رايتم البلاء فقولوا ادفعن عنا البلاء
      وسترك يا رب

    • زائر 6 | 4:35 ص

      الله في الوجود

      الله يكون في عونها ويفك همها في القريب العاجل ويعوضها ان شاء الله عن الي شافته بخير ....رجال بلأسم فقط مو بالفعل الله ينتقم من كل ظالم

    • زائر 5 | 2:19 ص

      اقترب الظهور

      حسبى الله ونعم الوكيل
      الهم عجل ليوليك

    • زائر 4 | 1:25 ص

      مشاكل.. تحتاج لجهد لحلها ومثيلها..

      ان جائكم من ترتضون دينه وخلقه فزجوه... ولكن يبدوا هالنساء غير محظوظات.. طبعا هناك أكثر من قصص مماثلة لم تنشر... هناك حاجة لتكافل اجتماعي لمثل هؤلاء من النساء والأطفال لرعايتهم..

    • زائر 3 | 12:16 ص

      جيل فاشل

      حسبى الله ونعم الوكيل .رجال فاشلين .جيل فاشل

    • زائر 2 | 10:57 م

      ونعم النسب

      وين أهلك عنك؟؟؟ ولا خلاص ما عاد في الديرة رجال؟؟

    • زائر 1 | 9:53 م

      الليل الصامت

      حتى بعد مجيئ الاسلام
      لم تتعدل احوال الناس
      فما زالوا في جهل
      الله يكفينا
      ويستر علينا

اقرأ ايضاً