العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ

شعراء ورواديد يصدرون بيانا يطالب بإصلاح القصيدة الحسينية

أصدرت مجموعة من الشعراء والرواديد البحرينيين أمس (الخميس) بيانا، تلقت «الوسط» نسخة منه، انتقدت فيه «واقع القصيدة الحسينية (الموكبية)»، ووجهت «دعوة صريحة لتغيير هذا الواقع»، مطالبة «بعدم إقحام أي خطاب في القصيدة من شأنه أن يثير الحساسيات ويشق الصف فيما بيننا كطائفة تتبع مذهب أهل البيت (ع) أو بيننا وبين عامة المسلمين».

وشارك في توقيع البيان الشعراء: الشيخ مجيد التوبلاني، غازي الحداد، الشيخ بشار العالي، سيدناصر العلوي، الشيخ عبدالهادي المخوضر، سلمان عبدالحسين، ناصر زين، سعيد ملاحسن زين الدين،حسين المادح، عيسى مكي العصفور، عبدالزهراء يوسف المولاني، علي عبدالله حبيب، صاد أحمد ربيع، فيصل النورين، حسين الشهركاني، سيد أحمد العلوي، حسين عباس عيد، ومن الرواديد: عبدالأمير البلادي، جعفر سهوان، يوسف الرومي، علي الحمادي، مهدي سهوان، عبدالشهيد الثور، سلمان يوسف، جعفر إسلامي، السيدحسن البلادي، حسين سهوان، الشيخ حسن عيسى، حسين أحمد عباس.

وتناول البيان أبعادا ثلاثة، بحسب تعبيره، هي: كلمات القصيدة الحسينية، وألحان القصيدة الحسينية والجوانب الفنية.

رفض الغموض والصور الغزلية

وفي جانب كلمات القصيدة الحسينية دعا البيان إلى «ضرورة جعل كلمات القصيدة هي الهدف لإيصال رسالة اهل البيت (ع) والألحان هي الوسيلة لذلك الهدف، وعدم تعريض أهل البيت (ع) في خطاب القصيدة إلى التوهين من خلال التركيز على وصفهم بالذل والانكسار والضعف أو ماشابه ذلك، والتركيز على سيرة أهل البيت (ع) وظلامتهم، مع عدم إهمال القضايا الأخرى التي تحركوا من أجلها وخصوصا المسائل المتعلقة بصون العقيدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم إقحام أي خطاب في القصيدة من شأنه أن يثير الحساسيات ويشق الصف فيما بيننا كطائفة تتبع مذهب أهل البيت (ع) أو بيننا وبين عامة المسلمين، وعدم التطرق إلى الروايات التي هي موضع خلاف بين المؤرخين إلا بعد التحقق من صحتها ومن مصادر معتمدة، وعدم استخدام التعابير والصور الغزلية التي لا تليق بمقام أهل البيت عليهم السلام وعدم استخدام الأساليب الغامضة في النص الحسيني والتركيز على الصوغ الأدبي الراقي الواصل للجمهور».

تعزيز الألحان الرجولية وترك «الترقيق»

أما في ما يخص ألحان القصيدة الحسينية فدعا بيان مجموعة الشعراء والرواديد إلى «الالتزام التام بالأحكام الشرعية بحسب آراء الفقهاء والمراجع العظام فيما يخص اللحن بحيث يخضع كل لحن إلى عنوان الإباحة والحرمة، وأن يتناسب مع أجواء الموكب وطبيعته المعهودة، وضرورة المحافظة على الروح الرجولية المتزنة في ألحان القصيدة العزائية والابتعاد عن الترقيق السلبي والميوعة والليونة وهو ما يتطلب اختيار الطبقة الصوتية والإيقاع اللحني المتناسب مع غرض اللحن والجو العام للموكب، وعدم استخدام آلات اللهو لاستخراج الألحان وكذلك عدم التعامل مع جهات يعرف عنها باللهو والطرب في سبيل استخراجها، والحذر من التشبه بألحان وأساليب الغناء، وضرورة الابتعاد عن المؤثرات الصوتية المبالغ فيها والإيقاعات المطربة التي تُدخل أداء الرادود في إشكال شرعي» بحسب البيان.

كما دعت المجموعة إلى «عدم المبالغة في استخدام ما يعرف بـ «الآهات البشرية» و «الفرش اللحني» وغيرها من الخلفيات والمؤثرات في الإصدارات الحسينية خصوصا، وأن يظهر اللحن مضموني الحزن والحماس المنعكسين من مصائب أهل البيت (ع) ونهضتهم، وعدم التأثر ولو بطريقة غير مباشرة بمسميات ومصطلحات لحنية أخرى يستخدمها أهل الطرب التي سيؤدي استعمالها مع مرور الزمن إلى ضياع بوصلة الألحان المشجية أو الحماسية واختلاط الغث بالسمين، وعدم الاستغراق في أداء «الجمل اللحنية ومحسناتها» على حساب مضمون النص والمناسبة، لذلك يجب الاعتناء جيدا باختيار المقام المناسب للموكب العزائي الصوتي المستخدم في اللحن، فمن المقامات الصوتية ما لا يتناسب وحاجة العزاء وإنه من الحكمة أن يستخدم كل شيء في موضعه المناسب وعدم الإكثار من الألحان الفرعية التي تسمى بـ «الكسرات» في الفقرة الواحدة لأنها تؤثر سلبا على كتابة النص، فضلا عن عدم وجود مبرّر فني لها».

دعوة لاحترام حق المعزي

وبخصوص الجوانب الفنية طالب البيان بضرورة «المحافظة على أن تكون القصيدة الحسينية قصيدة تفاعلية حية يحترم فيها حق المعزي في المشاركة الفاعلة وذلك من خلال الاعتناء بالمستهل وجودة صوغه ومتانة فكرته وحرارة تلحينه واعطاء الفرصة لترديده، واستثمار ما يعرف بـ «كسرة الجواب» وتعزيز المشاركة الجماهيرية للمعزين من خلال إجادة تلحينها وصوغها وأدائها، وعدم الإطالة في الفقرات بشكل يخل بقدرة الجماهير على فهم شكل القصيدة ومواضع التفاعل مما يجعل مشاركة المعزين تقتصر على اللطم في معظم وقت المسيرة العزائية دون التفاعل مع المستهل، وضرورة المحافظة على عزة وكرامة وكبرياء أهل بيت النبوة(ع) وعدم تعريضهم للتوهين من خلال الصورة والتشبيه غير اللائق لشخصياتهم ومواقفهم، كما نلفت إلى أهمية الحرص والعناية في اختيارالملابس والأماكن اللائقة بالمعصومين (ع) وبالرواديد الأعزاء أثناء تنفيذ الأعمال المرئية كالفيديوكليب مثلا، وضرورة أن يعتني الرادود بمظهره الرجولي العزيز والكريم في الأعمال المصورة فلا يؤدي حركات تعرضه للسخرية وتسيء للعقيدة، وأن يكون فخرا وزينا لأئمتنا (ع) لا شينا عليهم، وأن يعتني عناية خاصة باختيار شركائه في العمل ظهورا أو خفاء أثناء تنفيذ الأعمال المرئية، والاستغناء عن الأوزان الشعرية غير المتجانسة عروضيا والتي تجبر الشاعر على التكلّف أثناء الكتابة، والاستغناء عن الأوزان التي تعتمد على كلمات متقطعة قصيرة غير متراكبة وغير متجانسة باعتبارها من عوامل إضعاف النص الحسيني الراقي وأخيرا عدم الإكثار من الأوزان الشعرية في الفقرة الواحدة وضرورة اتخاذ الحالة الوسطية في استخدام الألحان لكي يتمكن الشاعر من إنتاج نص فني غير متكلف أو ضعيف».

دراسة متطلبات التغيير

وجاء في مضمون البيان «بعد اتساع رقعة النقد لواقع القصيدة الحسينية وتراجع المتانة الفكرية والرسالية لها بسبب عوامل كثيرة أثرت على أصالتها، من أفكار مرتجلة وأخرى دخيلة عليها وعلى توجهاتها الفنية والفكرية، وفي ظل الانفتاح الإعلامي الواسع على صعيد الفضائيات والإنترنت ومن أجل الحرص على إبراز الشعائر الحسينية بالصورة التي تناسب قداسة أهل البيت عليهم السلام وخصوصا موكب العزاء المقدس الذي نحمد الله أننا من خدامه وخدام أهله عليهم السلام، نرى من واجبنا أن ندعو أنفسنا وندعو جميع الرواديد والكتاب لحفظها وصونها في كل ذكرى لعاشوراء الحسين (ع) وفي كل يوم نحيي فيه ذكرى لسادتنا المعصومين الأطهار (ع)».

وأشارت مجموعة الرواديد والشعراء التي وقعت البيان إلى أنها ستقوم «بدارسة متطلبات التغيير والعمل بجد على تنفيذ ذلك في أقرب الفرص المتاحة». مؤكدة أن «هذا البيان موجه لظاهرة شائعة غير مرضيّ عنها وغير موجهة لأي شخص بعينه، مؤكدين احترامنا للتنوع الأدبي والفني المنضبط داخل إطار رسالة الإسلام وحركة أهل البيت الرسالية».

العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً