العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ

«الرابطة الحسينية»: لسنا عصا سحرية وقدمنا الكثير لتصحيح مسار العزاء

أصدرت الرابطة الحسينية للشعراء والرواديد بيانا صحافيا بتاريخ 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الموافق 1 محرم 1430 هـ، تضمن تعليقا ضمنيا على ما صدر من نقد لواقع القصيدة العزائية ولحركة الرابطة عموما، أكدت فيه أن «الرابطة الحسينية نذرت نفسها، برعاية وتوجيه المجلس الإسلامي العلمائي، لتقديم المعونة الرسالية في الثقافة والفن والأدب للشعراء والرواديد منذ تأسيسها ما أمكنها ذلك وتسنى لها، و اعتمدت من أجل ذلك آلية البحث عن المشكلة والحل معا، لإيمانها العميق بأن لكل مشكلة حلا، ولحذرها الشديد من أن تغرق الساحة في وحل المشكلة دون الحراك نحو معين الحل، حيث إن الاستغراق في البحث عن المشكلات دون حلها عمليا يولد اليأس ويشل العمل ويخنق الإبداع».

وأكد البيان «أن الرابطة الحسينية ليست عصا سحرية، وأنها لا تمتلك إلا أن تبذل جهدها من أجل إقناع الشعراء والرواديد عبر مثل هذه الفعاليات بالثقافة التي تحتويها هذه التوصيات، فإن الضمانة الوحيدة للإصلاح هو تحول هذه التوصيات إلى ثقافة لدى شعرائنا ورواديدنا المباركة جهودهم والمشكور عطاؤهم، كما نؤكد أن نجاح برامج الرابطة وبلوغها أهدافها يتوقف على تفاعل شعرائنا ورواديدنا معها ودعمهم لها ومشاركتهم فيها». وأضاف «لقد ولى عهد العمل الفردي والتجارب الشخصية وجاء دور العمل المؤسساتي، والرابطة هي المؤسسة الأولى من نوعها في المنطقة ويراد لها أن تتفعل وتنمو وتؤدي دورها الرسالي الكبير، ولن يكون ذلك إلا بعملنا جميعا تحت سقفها».

خطوات عملية للبحث عن المشكلة

وقالت الرابطة إنها قامت بعدة خطوات عملية للبحث عن المشكلة وإيجاد حلها، وفي البحث عن المشكلة بينت أنها أقامت مؤتمرا لثلاث ليالٍ متتالية في مأتم أبوصيبع مساء الإثنين الموافق 31/3/2008م ضم نخبا من الشعراء والرواديد والمعزين عرضت من خلاله للحضور تشكيلتها الإدارية ولجانها العملية، ثم استقرأت الإشكالات عبر أوراق نقدية قدمها مختصون في الأدب والمسرح والفن، بالإضافة إلى الحوارات المفتوحة مع الحضور.

وأوضحت أن أهم ما تم التوصل إليه من إشكالات كان حاجة القصيدة العزائية للمزيد من الاهتمام الفني والأدبي والابتعاد عن التكلف وإيجاد التوازن بين اللغة الفصحى واللهجة الدارجة والتنويع في الشعراء والمخرجين والملحنين في الإعداد للإصدارات، وضرورة تناسق الكلمة واللحن والابتعاد عن الإيقاعات غير المتناسبة مع الشعيرة وتجنب الارتجال واستشارة خبراء الألحان والمقامات للإفادة من خبراتهم، وعدم فهم مفهوم الإبداع وفق إطاره الشرعي وافتقارنا لدراسات نقدية أدبية وفنية وللنشاطات الثقافية من خلال عمل مؤسساتي بعقد الورش والندوات والمسابقات واللقاءات الأدبية والدورات التخصصية وحاجة القصيدة الملحة للرقابة والمتابعة، وبدائية بعض الأعمال العزائية المصورة تلفزونيا وحاجتها للتطوير... فنا وثقافيا. وتم تداول الكثير من الإشكاليات المتعلقة بتنظيم المواكب فيما يتعلق بالوقت والمسير والتفرج والترتيب والتنسيق بين المواكب وتأهيل الكوادر من رواديد وشعراء. وانبثقت في خضم المؤتمر فكرة تشكيل موكب موحد للبحرين على غرار ما حدث في العراق في الأربعين كخطوة عملية لتوحيد الصف الداخلي وهذا ما تم تحقيقه فعلا في مأتم سار الكبير في ختام العام الهجري الماضي يوم الجمعة ليلة السبت الموافق 26 ديسمبر/ كانون الأول 2008 تحت شعار «الحسين يوحدنا».

أما في مجال البحث عن الحل فلفتت الرابطة إلى أنه بعد تشخيص إجمالي لأبرز المشكلات المحيطة بالنص واللحن والصورة في العمل الحسيني عقد مجلس إدارة الرابطة اجتماعات عدة رسمت خلالها خطة عملية قامت بالشروع في تنفيذها تدريجيا وهي ان عمدت الرابطة إلى تشكيل لجنة التقييم الفني والأدبي والشرعي، والتي تعنى بالرقابة على الأبعاد الثلاثة لكل النتاج الحسيني المكتوب والمسموع والمرئي منه، وضمت نخبة من المتخصصين في الأدب والموسيقى والمسرح والإخراج، على أن يرفع الجانب الفقهي إلى المجلس الإسلامي العلمائي.

دورة لمعالجة الإشكالات الشرعية

وأضافت الرابطة الحسينية أنها أقامت في سبيل معالجة الإشكالات الشرعية في العمل الحسيني دورة فقهية تخصصية بالتعاون مع حوزة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في بني جمرة وبرعاية المجلس الإسلامي العلمائي، ألقاها أحد أبرز أستاذة الفقه في الحوزة الشيخ هاني البناء. وتناولت الدورة التي أقيمت في مأتم السنابس الجديد ثلاثة محاور أساسية: فقه الأعراس، وقد عالج هذا المحور الإشكالات المتعلقة بالقصائد والألحان التي يشارك بها في حفلات أعراس المؤمنين. وفقه المواليد، وعالج الإشكالات المتعلقة بالقصائد والألحان الخاصة بمواليد أهل البيت عليهم السلام، وفقه الغناء الذي عالج الألحان والأداء بشكل عام. اما محور فقه الموسيقى فعالج الإستخدامات الموسيقية والمؤثرات الصوتية والإيقاعات.

وبينت أنه تم توزيع ملزمة فقهيه تحتوي على ما ورد في هذه العناوين على المشتركين في الدورة من الرواديد وفق آراء مجموعة من الفقهاء المعاصرين، كما أعطيت لهم شهادات تقديرية لحضورهم وتفاعلهم مع الدورة، داعية المهتمين الى الاطلاع على هذه الملزمة في موقع الرابطة الإلكتروني.

ولمعالجة الإشكالات المتعلقة بالنص والقصيدة الحسينية، ذكرت الرابطة الحسينية أنها أقامت ورشة أدبية لشعراء الموكب الحسيني تحت شعار «القصيدة الحسينية ورؤية نحو نص حسيني معبر وملتزم»، في مأتم السنابس الجديد استمرت لثلاث ليال متتالية في الفترة ما بين 5/9 لغاية 8/9 / 2008م، ناقش فيها نحو 40شاعرا في حلقات ورشية متعددة في كل ليلة مجموعة محاور مهمة وجوهرية، كما قاموا بملء استمارات استبيانية تتعلق بمحاور كل ليلة على حدة، وخرجوا بتوصيات جادة ومهمة تعلقت بشكل القصيدة الموكبية وأوصت بتجنب الإفراط في عدد الأوزان وتحديدها بأربعة كحد معتدل مع مراعاة كفاءة الشاعر والرادود. وتثقيف الرادود عروضيا والابتعاد عن الصيغ الوزنية غير المتناسقة، وضرورة التوافق بين الكلمة واللحن بتوافق الشاعر مع الرادود، وعدد أبيات القصيدة مرهون بالفكرة والموضوع وإلا سيكون العدد شكليا قلَّ أو كثر وضرورة التجديد في نص القصيدة وتطويره باستمرار لأن عملية التغيير يجب أن تكون مستمرة.

لا فصل للطرح السياسي عن الموكب

وأضاف بيان الرابطة أنه في مضمون القصيدة العزائية أوصى المشاركون في الورشة بأنه «لا يمكن فصل الطرح السياسي عن الموكب مع إيجاد حالة التوازن بينه وبين الرثاء ويحسن إعطاء الخطاب صفته الإنسانية والالتزام بالأدب الحسيني المقاوم، ينبغي الالتزام بضوابط وأطر تحدد الطرح في الموكب ، منها ألا يتعارض مع مبدأ إسلامي وأن يُستلهم من صاحب الذكرى وأن يعكس أفكار أهل البيت وثقافتهم وأن يكون وحدويا وغير متعارض مع المرجعية وأن تكون المرجعية في الطرح سيرة أهل البيت عموما والمجلس الإسلامي العلمائي خصوصا ويراعي الظرف الزماني والمكاني وألا تتحول القصيدة لصحيفة خبرية. وتطوير القصيدة العامية ونقدها بشكل متواصل للارتقاء بأساليبها وأفكارها وتجنب الركة.

وتركزت توصيات الليلة الثالثة في «هموم الشاعر»، إذ أكدت ضرورة إعطاء الشاعر وقتا كافيا ليبدع في قصيدته وللرادود ليتجهز لأدائها بشكل مناسب، وضرورة فاعلية جميع الشعراء في الواجب الحسيني حتى لا يتركز الضغط على شعراء دون غيرهم، والتفاهم مع الشاعر بخصوص الأوزان ونوعيتها وسلاستها من عدمه بما يخدم القصيدة، ويضاف إلى توصيات الليالي الثلاث توصيات عامة أهمها: تكثيف الورش والدورات التدريبية لرفع كفاءة الشعراء والرواديد، تنمية العلاقة بين الشاعر والرادود للوصول لفهم مشترك بشأن القصيدة وسبل النهوض بها، وتفعيل دور النقاد والباحثين وتشجيعهم على إجراء الدراسات والبحوث التي تعنى بالقصيدة الحسينية، وعقد مؤتمرات وملتقيات دورية بين الجهات ذات العلاقة بالقصيدة الحسينية (شعراء، رواديد، مهندسون، ملحنون، منظمون ...) والنهوض بمشروع رابطة الشعراء والرواديد على مستوى التخطيط والبرامج والإعلام والإمكانات، والعمل على احتضان وتنمية وصقل المواهب الناشئة من رواديد وشعراء، وتأهيل جيل واعٍ قادر على تحمل مسئولية هذه الشعيرة.

اجتماع لشعراء ورواديد البحرين

كما أشارت الرابطة الحسينية إلى أنها ضمن خطواتها في إيصال توصيات إصلاح الواقع العزائي أقامت اجتماعا في مأتم بن سلوم جمعت فيه شعراء ورواديد الموكب المركزي في البحرين، وتم عرض التوصيات الأدبية على الحضور، على أن يتم الالتزام بها بدءا من محرم العام 1430هـ، وذلك كخطوة أساسية أولية نحو تنفيذ هذه التوصيات في الموكب المركزي ومن خلال الأبرز من الشعراء والرواديد لما لالتزامهم بالتوصيات من أثر على التزام باقي الشعراء والرواديد بها.

وعرضت الرابطة الحسينية على قناة «الزهراء الفضائية» برنامجا حواريا مرئيا لمحرم هذا العام تحت عنوان «أوتار حسينية» قام بتنفيذه رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في عشر حلقات حوارية مع نخبة من الرواديد والشعراء، تناولت فيه الكثير من المحاور المهمة المتعلقة بالنتاج الحسيني للرواديد والشعراء بغية تلاقح الأفكار وتقريب وجهات النظر، كما طرحت رؤاها عبر حوار مع رئيس الرابطة الحسينية. وختمت بالقول إنه «تبقى من الخطة العملية لهذا العام الورشة الفنية للرواديد، وبرنامج تنشئة الرادود وإعداد الشاعر، وسيبدأ العمل في تنفيذهما بعد موسم محرم وصفر».

العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً