سرت مخضبا تصدع الجندلا

مولولة تسبق الأجدلا

كأني بها وهي في سيرها

كسهم من القوس قد أرسلا

سنا البرق ينشق من لحظها

ومن صوتها الرعد لي قد خلا

كساها الفخار ثياب الوقار

ونالت من المجد ما كملا

فمازلت في زمن قد مضى

أبالغ في وصفها العذلا

لحتى أضا مكفهر الدجى

وأصبح في حكمه فيصلا

يحق لنا سكب سيل الدموع

كسيل دم السبط في كربلا

دعته الدعاة ألا اقدم لنا

سريعا فأمهم مقبلا

وتصحبه من خيار الملا

أسود علوا ذروة في العلا

وقد لبسوا فوق ضافي الدلاص

قلوبا عن الذكر لن تغفلا

يؤمهم القمر المستنير

حسين بن حيدرة مولي الملا

يميرهم من جنى علمه

ويهديهم المنهج الأعدلا

إلى أن أتوا في عراص الطفوف

وحطوا بتلك الفلا منزلا

أتت زينب وهي تدعو أخي

ويا ابن أبي ما اسم هذي الفلا

فقال لها يا ابنة الأكرمين

هذا مناخ البلا كربلا

فقالت أخي سر بنا عاجلا

وقوض قبيل حلول البلا

فقال محال ولابد أن

ترينا بوهد الثرى قتلا

وقد طبع الأرض من دمنا

ونبقى ثلاثا بهذي الفلا

فلا تهتكي عنك صون الحجاب

ولا ترفعي صوتك معولا

كأني بكم في عراص الطفوف

تشهرن بين أيدي الملا

وقد عاد للحرب فوق الجواد

فنعم جواد له قد علا

يكر على القوم لا يختشي

وقوع النبال ولا الأنصلا

إلى أن دعاه إليه الإله

فسارع للموت لن ينكلا

وخر على الترب روحي فداه

بنفسي المعفر في كربلا

بنفسي القتيل بنفسي الجديل

ملقى على الترب ما غسلا

يخاطب شمرا قبيل الممات

ألا فاسقني باردا سلسلا

فأضجعه ليت روحي فداه

وحكم في نحره المنصلا